محمد المهدي بنسعيد: الاحتفال بالنسخة 101 لمهرجان حب الملوك بصفرو يعكس عمق الامتداد التاريخي للمغرب وغنى وتنوع تراثه الثقافي
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، السبت 14 يونيو الجاري، أن الاحتفال بالنسخة 101 لمهرجان حب الملوك بصفرو، الذي يعود تاريخه إلى أزيد من قرن، يعكس عمق الامتداد التاريخي للمغرب وغنى وتنوع تراثه الثقافي، وانتشاره إقليميا ودوليا.
وأضاف السيد بنسعيد، في كلمة بمناسبة الحفل الختامي لهذا الحدث المنظم على مدى أربعة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تلاها نيابة عنه الكاتب العام لقطاع الشباب بالوزارة، مصطفى مسعودي، أن انخراط الوزارة في تنظيم مهرجان حب الملوك ينبع من إيمانها الراسخ بالقيمة الثقافية والحضارية لهذا الحدث، الذي يجسد لحظة بارزة في مسار تثمين التراث المغربي الأصيل.
وتابع الوزير أن تصنيف مهرجان حب الملوك ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، يعد من أقوى أشكال الاعتراف الدولي بقيمة هذا الحدث، لما يحمله من مهارات وفنون عيش تنم عن روح التسامح وقيم التعايش بين مختلف مكونات الشخصية المغربية.
وأوضح السيد بنسعيد أن غنى التراث المغربي وتنوعه يجعله “هدفا لمحاولات القرصنة” من جهات متعددة، مما دفع الوزارة إلى تكثيف جهودها من أجل توطينه في بيئته الأصلية، وحمايته وتوثيقه، عبر التعاون مع عدد من المنظمات، في مقدمتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وفي هذا السياق، ذكر الوزير بالرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سنة 2022، إلى المشاركين في الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، التي انعقدت بمدينة الرباط، والتي أعلن فيها جلالته عن إنشاء مركز وطني للتراث الثقافي غير المادي، مهمته تثمين المكتسبات المحققة في هذا المجال، في إطار العناية الملكية السامية بتراث الأمة وهويتها.
وأضاف أن هذا التوجه ينسجم مع السياسة الثقافية الوطنية، التي تجعل من حماية التراث أولوية استراتيجية، لكون ثراء وتنوع الموروث المغربي يشكلان ركيزة من ركائز الهوية الثقافية للمملكة، ورافعة أساسية لبناء مغرب متجذر في تاريخه ومنفتح على المستقبل.
كما أعرب السيد بنسعيد عن امتنانه إلى كافة الفاعلين والمسهمين في إنجاح هذا الملتقى، وعلى رأسهم عامل إقليم صفرو، والمجلس الجماعي لمدينة صفرو، وأطر وموظفي قطاع الثقافة، ورجال السلطة، والقوات العمومية: الأمن الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني.
وفي سياق متصل، نظم مساء السبت حفل كبير تميز باستعراض موكب “ملكة حب الملوك ” ووصيفاتها وسط حضور غفير من ساكنة المدينة وزوارها.
ويعد هذا الحفل إحدى أقوى لحظات مهرجان حب الملوك الذي يطفئ هذه السنة شمعته المائة وواحد.
وتضمن الموكب لوحات فنية رائعة جسدت الموروث الشعبي التقليدي لمدينة صفرو و محيطها، حيث توسطته العربة الخاصة بملكة حب الملوك ووصيفاتها التي دأب زوار المهرجان على انتظار مرورها على امتداد الدورات السابقة.
واشتمل برنامج هذا الحفل، الذي جرى بحضور عامل إقليم صفرو، إبراهيم أبو زيد، على تقديم عروض فنية وثقافية ورياضية متميزة، قدمتها فرق محلية تنتمي لمختلف الجماعات الترابية باقليم صفرو.
وأسهمت مختلف هذه العروض في إبراز غنى وتنوع الموروث الثقافي للمنطقة، وإضفاء طابع احتفالي على واحد من أعرق المهرجانات في المغرب، والذي يستمر في تجديد حضوره الثقافي كل عام، كرمز حي للتنوع المغربي والتعايش المجتمعي.
ويعد مهرجان حب الملوك بصفرو مناسبة للاحتفاء بفاكهة الكرز وما ينسج حولها من معارف ومهارات وأشكال تعبيرية واحتفالية، والوقوف على ما ظل المهرجان يجسده من قيم، منذ تأسيسه بمدينة صفرو سنة 1919.
واشتمل برنامج المهرجان على أنشطة ثقافية وتراثية موازية (ندوات، معارض تراثية…)، ومعارض للاقتصاد الاجتماعي والتضامني والمنتوجات الفلاحية والصناعة التقليدية، وعروضا لفنون التبوريدة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث الثقافي والاجتماعي حظي منذ سنة 2012 باعتراف منظمة اليونيسكو، حيث صنف تراثا غير مادي للإنسانية على القائمة التمثيلية للمنظمة.