من التشبيب إلى تخليق الحياة السياسية: حزب الأصالة والمعاصرة نموذجًا للتجديد السياسي

0 2٬018

يُعتبر حزب الأصالة والمعاصرة من القوى السياسية التي لعبت دورًا محوريًا في السياسة المغربية المعاصرة، حيث استطاع أن يقدم رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز القيم الديمقراطية
وتنمية المجتمع من خلال استثمار طاقات الشباب. فانطلاقا من تأسيس الحزب سنة 2008، حمل هذا الأخير على عاتقه تبني خطط استراتيجية تُعزز من دور الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، ويظهر ذلك جليًا من خلال مبادراته المتعددة، وآخرها مؤتمر الشباب المزمع عقده يومي 26 و 27 شتنبر من العام الجاري، وهو الحدث الذي يُعد منصة مهمة لتمكين الشباب المغربي من الانخراط الفعلي في مسار التنمية الوطنية.

إن التوجه الذي يتبناه الحزب نحو التشبيب وخلق مبادرات موجهة للشباب لا يعد فقط بمثابة دعم للجيل الجديد، بل هو دعوة لتفعيل دورهم في صنع القرار والمشاركة في عملية التنمية المستدامة التي تشهدها البلاد. ولعل انعقاد مؤتمر الشباب في هذا السياق يعكس رؤية الحزب العميقة التي ترى في الشباب عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه في بناء المجتمع وتحقيق التقدم. فالشباب ليسوا فقط المستقبل، بل هم حاضر الوطن وقوته المحركة التي ينبغي أن تساهم بفاعلية في تطوير مختلف مجالات الحياة، بدءًا من الاقتصاد وصولاً إلى الثقافة والسياسة.

وفي ذات الإطار، يؤكد حزب الأصالة والمعاصرة نفسه مرجعية وتطبيقا كحزب يضع الشباب في قلب اهتماماته، حيث يعمل على توفير بيئة ملائمة لهم لتنمية مهاراتهم وكفاءاتهم، ومن خلال هذه المحطة التنظيمية، يهدف الحزب إلى خلق وتعزيز جسور التواصل بين الشباب وقيادات الحزب وإقامة تفاعل حقيقي لهذه الفئة العمرية مع بنية صناعة القرارات العمومية، وتبادل الرؤى والأفكار حول القضايا الراهنة، وهو ما يعكس إيمان الحزب العميق بقدرة الشباب على إحداث التغيير الإيجابي. وتعتبر هذه المبادرة بمثابة خطوة هامة نحو تحفيز الجيل الجديد على الانخراط في الحياة السياسية، وتحقيق تطلعاتهم في أن يكون لهم دور فاعل في صناعة مستقبل الوطن.

حقاً، ما يميز حزب الأصالة والمعاصرة عن غيره من الأحزاب هو تلك الرؤية المتكاملة التي يتبناها في دعم مختلف شرائح المجتمع، وبالأخص عبر تنظيماته الموازية ممثلة في كل من النساء والشباب. ففي الوقت الذي يسعى فيه الحزب إلى تحفيز الشباب على التطور، لا يغفل عن دعم المرأة، حيث يعتبرها شريكًا أساسيًا في البناء والتنمية. فحزب الأصالة والمعاصرة لا يكتفي بتقديم الفرص للشباب فحسب، بل يعمل أيضًا على تذليل العقبات أمام المرأة لتمكينها من المشاركة الكاملة في مجالات القيادة والقرار.

و هذه المبادرات تأتي في وقت حساس حيث يواجه المغرب تحديات كبرى تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، وبالأخص من الشباب الذين يُعتبرون أداة التغيير الكبرى.و قد أظهر حزب الأصالة والمعاصرة قدرة كبيرة على تقديم حلول حقيقية لهذه التحديات عبر تنمية القدرات وتوفير فرص متكافئة للجميع.

علاوة على ذلك، فإن التركيز على الكفاءات كمحور رئيسي في رؤية الحزب يعكس اهتمامًا عميقًا بتأهيل الشباب وتوفير التأطير المناسب لهم. فالكفاءات ليست مجرد مؤهلات أكاديمية أو شهادات، بل هي القدرة على التفكير النقدي، والابتكار، والمساهمة الفعالة في حل المشكلات المجتمعية. وفي هذا السياق، يحرص الحزب على أن يكون لديه دور بارز في تهيئة جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، وذلك من خلال تعليمهم وتحفيزهم على تطوير مهاراتهم في مختلف التخصصات.

مرة أخرى ، ومن خلال هذه المبادرات، يثبت حزب الأصالة والمعاصرة أنه حزب يتطلع إلى المستقبل بعيون شبابية وطموحات عالية.

إن حزب الأصالة والمعاصرة بهذه المبادرات لا يقتصر على الاهتمام بالقضايا السياسية وحدها، بل يسعى ليكون رافدًا مهمًا للمجتمع المغربي في مختلف الجوانب. فبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، يرى الحزب أن الشباب هم القوة التي يمكن أن تقود التغيير في الوطن، وأن تمكينهم وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة هو السبيل لضمان التنمية المستدامة والازدهار الوطني.

ذة. نوال اليتيم
عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.