من طنجة .. فاطمة سعدي تؤكد أهمية إشراك الشباب في الدينامية الوطنية ومواجهة تحديات التحولات المجتمعية والرقمية

0 359

توقفت؛ عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة سعدي، في مستهل كلمتها الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لمنظمة الشباب بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، المنعقد يوم السبت 13 دجنبر بطنجة، عند السياقات التي تنعقد فيها هذه المحطة التنظيمية للتنزيل الجهوي للديناميكية الشبابية، وبالأخص سياق القضية الوطنية ما بعد الإقرار الأممي بوجاهة الطرح المغربي لمبادرة الحكم الذاتي، وكذا سياق الانتخابات التشريعية المقبلة، ومراجعة منظومة القوانين المؤطرة برؤية التخليق والتجديد.

واستحضرت السيدة سعدي التحولات المجتمعية والرقمية العميقة واعتبرتها بداية لتشكل علاقات جديدة بين المواطن والشأن العام، تتطور فيها وسائل التعبير والتواصل وتتسارع فيها التحولات الرقمية التي تعيد تشكيل الاقتصاد والثقافة والسياسة، مشيرة إلى أن الشباب يظل في قلب المعادلة باعتباره الفئة الأكثر تفاعلا مع هذه التحولات والأقدر على استيعاب إمكاناتها وتحمل مسؤولياتها.

ووصفت عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة، المرحلة بأنها تتقاطع فيها التحديات التقليدية، مثل التشغيل والتعليم والتنمية، مع تحديات جديدة برزت بفعل الرقمنة، مثل حماية المعطيات الشخصية، الفجوة الرقمية، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن هذه التحديات تتطلب رؤية متجددة تشرك الشباب في التفكير وإيجاد الحلول.

وفي السياق ذاته، ذكرت سعدي بالإرادة الملكية في خطبه السامية، على ضرورة مقاربة الشباب باعتباره رافعة للتنمية، مع التأكيد على اعتماد استراتيجية مندمجة وشاملة، مشيرة إلى ما ينص عليه دستور 2011 من ضرورة توسيع مشاركة الشباب في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، واستحضرت المكانة التي يحظى بها الشباب ضمن البرامج والاستراتيجيات الحكومية المتعاقبة، مع الإشارة إلى استمرار وجود تساؤلات جوهرية حول مدى تأثير الاهتمام الرسمي على التغيير المنشود في قضايا الشباب وقدرة السياسات الجهوية على تلبية تطلعاتهم.

وأكدت سعدي أن حزب الأصالة والمعاصرة وفر منذ انطلاق ديناميته مساحات للاشتغال أمام المبادرات النسائية والشبابية عبر تنظيمات وهياكل ميدانية، مع مراعاة الانسجام بين القناعات والممارسة العملية في المحطات الانتخابية وفي تشكيل الهياكل الوطنية والجهوية للحزب.

كما تطرقت إلى الخلفية الزمنية للحضور السياسي للشباب والنساء، موضحة أن مشهد العزوف عن المشاركة السياسية كان واضحا في انتخابات 2007، وأن الحزب خاطب آنذاك الفئة التي أطلقت عليها اسم “الصامت”، متيحا لهم مسارات مختلفة للانخراط الفعلي.

واعتبرت سعدي أن المؤتمر الجهوي يعد آلية ملموسة لبلورة رؤية وبرامج وأدوات اشتغال الشباب داخل ترابهم الجهوي والمحلي، ولتنزيل روح التوجه الجديد المتعلق بورش الجهوية المتقدمة، داعية الشباب إلى “عقد العزم” والخروج من المحطة الرمادية إلى العمل الجاد والانخراط المسؤول، معربة عن أملها أن يفرز المؤتمر تشكيلة قادرة على الاشتغال الميداني وفق خطة واضحة المعالم تستجيب لتحديات الرقمنة والتحولات المجتمعية.

واختتمت سعدي كلمتها بدعوة مفتوحة إلى الأحزاب السياسية للارتقاء بمجهودات تأطير ومرافقة الشباب من أجل إدماجهم الفعلي في الدينامية الوطنية، مؤكدة أن الشباب اليوم أكثر قدرة على التعاطي مع التحديات والديناميات الجديدة.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.