نجوى ككوس تؤكد أن المغرب حقق إصلاحات تاريخية، والمطلوب اليوم آليات أقوى لرفع تمثيلية النساء

0 267

احتضن مجلس النواب، اليوم الأربعاء 10 دجنبر 2025، فعاليات المنتدى البرلماني السنوي الثاني للمساواة والمناصفة المنعقد تحت شعار: “التمكين السياسي للنساء رافعة أساسية لتحقيق التنمية”.

وقد تميز هذا الحدث بحضور وزراء ومسؤولين مؤسساتيين وممثلي منظمات دولية وحقوقية، إضافة إلى فعاليات حزبية ومدنية.

وفي كلمة افتتاحية قوية، أكدت السيدة نجوى ككوس، رئيسة مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول المساواة والمناصفة بمجلس النواب، أن هذا المنتدى يشكل مناسبة سنوية لترسيخ الحوار المؤسساتي حول قضايا المرأة، ويعكس المكانة الرفيعة التي تحتلها هذه القضايا لدى جلالة الملك محمد السادس، الذي ظل منذ اعتلائه العرش يسهر على النهوض بأوضاع النساء وضمان حقوقهن.

إصلاحات ملكية ودستورية عززت حقوق المرأة

وذكرت ككوس بأن المغرب عرف منذ سنة 1999 سلسلة من الإصلاحات العميقة، بدءا من مدونة الأسرة، وهيئة الإنصاف والمصالحة، وصولا إلى دستور 2011، الذي شكل خطوة حاسمة لترسيخ المساواة والمناصفة، وتجريم جميع أشكال التمييز على أساس الجنس، وتعزيز الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للنساء.

كما أشارت إلى مصادقة المغرب على عدد من الاتفاقيات الدولية، من بينها البروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة سنة 2015، مما يؤكد التزام الدولة بمسار تكريس الحقوق النسائية.

تقدم مهم في التمثيلية السياسية… لكن الطريق ما يزال طويلاً

ووقفت رئيسة المجموعة عند المكتسبات المسجلة خلال السنوات الأخيرة، خاصة ارتفاع تمثيلية النساء داخل المجالس المنتخبة ومختلف المؤسسات.

لكنها شددت في المقابل على ضرورة مواصلة الإصلاح لضمان وصول النساء إلى مواقع القرار بشكل متكافئ، باعتبار أن المساواة ليست امتيازًا بل حقًا دستورياً.

وأضافت أن البرلمان لعب دورًا أساسيًا في هذا المجال من خلال دوره التشريعي والرقابي، مع ضرورة تعزيز التشريعات المنظمة لتكافؤ الفرص في الوصول إلى الوظائف الانتخابية.

مجموعة العمل الموضوعاتية… منصة لإبداع حلول جديدة

وأوضحت ككوس أن تأسيس مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة للمساواة والمناصفة داخل مجلس النواب شكّل إطاراً مؤسساتياً مهماً، ساعد في تطوير مقترحات وحلول مبتكرة لتعزيز حضور المرأة في الحياة العامة. وقد توّج هذا العمل بإطلاق المنتدى البرلماني السنوي، الذي أصبح موعدًا قارًّا لتقييم التقدم المحرز ومناقشة الإشكالات المطروحة، وتبادل التجارب الفضلى مع مختلف الشركاء الوطنيين والدوليين.

شكر للمؤسسات والفاعلين لدعمهم المتواصل

وفي هذا السياق، عبّرت رئيسة المجموعة عن تقديرها لرئيس مجلس النواب السيد راشيد الطالبي العلمي لحرصه الدائم على دعم مبادرات المجموعة وتوفير جميع الوسائل العلمية واللوجستيكية لإنجاح أعمالها.

كما شكرت أعضاء المجموعة على انخراطهم المسؤول، إضافة إلى المجتمع المدني والمنظمات النسائية والحقوقية والنقابات ووسائل الإعلام التي دعمت العمل التشاركي.

أفق 2030–2026… فترة حاسمة لتعزيز المساواة

واختتمت ككوس كلمتها بالتأكيد على أهمية المرحلة القادمة، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، معتبرة أن المنتدى البرلماني السنوي يجب أن يستمر خلال الولاية التشريعية 2026–2030 ليكون فضاء لتقييم المنجزات وبحث البدائل والتوصيات المتعلقة بالمساواة والمناصفة.

كما شددت على أن المساواة بين الجنسين ليست فقط مطلبًا حقوقيًا، بل شرطًا أساسيًا لبناء مجتمع ديمقراطي قوي، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.