نجوى ككوس تؤكد على المسؤولية الكبيرة للفاعل الحزبي في تجاوز تبعات كوفيد 19 على مستوى كل القطاعات

0 846

حلـت، رئيسة منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة السيدة نجوى ككوس، مساء يوم الثلاثاء 28 أبريل الجاري، ضيفة على فعاليات ندوة تفاعلية (عن بعد)، حول موضوع :”الفاعل السياسي ما بعد كوفيد 19″، بمشاركة رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية السيد لحسن السعدي.

وفي مدخل حديثها خلال الندوة التي نظمتها المنظمة الجهوية للشبيبــــة التجمعية بجهة الدار البيضاء سطات، قالت نجوى ككوس إن الموضوع له راهنيته بالنظر إلى الظروف التي تشهدها بلادنا كما باقي دول العالم بسبب تفشي فيروس كورونا.

واعتبرت ككوس أن الفاعل السياسي تجلى دوره في تدبير الوباء ووجب أن يكون منذ انطلاقة الوباء وحتى بعد الأزمة، وهو الدور الذي لا يقل أهمية خلال فترة التدبير، وأضافت بالقول: “الفاعل السياسي لا يجب أن ينتظر ما هو قادم، بل يجب أن ينطلق في العمل منذ اللحظة الآنية”.

ونوهت ككوس بالمبادرات التي قام بها جلالة الملك منذ اللحظة الأولى للأزمة وخاصة ما تعلق بإحداث صندوق جائحة كورونا، حيث كان للفاعل الحزبي-السياسي دور مهم في المساهمة المالية على مستوى الصندوق المشار إليه، وشارك -على سبيل المثال- حزب الأصالة والمعاصرة بكل مناضلاته ومناضليه وبتوجيه من قيادته الوطنية في كل المبادرات ذات الصلة.

كما أن دور الفاعل الحزبي شمل مواصلة مهامه البرلمانية على مستوى التشريع وكذا مراقبة تدبير الحكومة للسياسات العمومية في ظرفية تتميز بفرض حالة الطوارئ الصحــــية.

وأكدت رئيسة منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، على أن مؤشرات ورؤية الأحزاب على مستوى برامج عملها سواء في علاقاتها مع البرلمانيين أو المنتخبين يجب تغييرها، والتغيير يحدث اليوم وينطلق اللحظــــة، فالواضح أن كوفيد 19 أفرز أزمة اقتصادية واجتماعية قد تطول لفترة من الزمن، والأحزاب السياسية يجب أن تسارع إلى تسطير برامج بأولويات جديدة على أن تتحمل مسؤولية الترافع عنها. فهي أي الأحزاب حاضرة في الحكومة والبرلمان والمنتخبين وهؤلاء جميعا يشاركون في تدبير الأزمة، إذن فالأحزاب لها دور في عملية التدبير المشار إليها.

ككوس، نبهت إلى ضرورة التركيز على أولويات أبانت الأزمة الراهنة عن الحاجة الكبيرة إليها، ومنها قطاع الصحة المغاربة، حيث أن المغاربة بكل فئاتهم يتعالجون في المستشفى العمومية وهي تجربة استثنائية ونحيي كل الأطر والأطباء والممرضين رغم كل المشاكل التي يعيشها القطاع. وأكدت على دعم المستشفى العمومي بعد كوفيد 19 حتى تتقوى الثقة أكثر بين المواطن والصحة العمومية.

وتحدثت ككوس عن التعليم، وعرجت على مشاكل المدارس الخاصة والبعثات الأجنبية، حيث أولياء يعانون الأمرين مع أبناءهم في حين أن المدرس لا يقوم بدوره (مع عدم التعميم). في حين اعتبرت أن التعليم العمومي وضمنه المدرس يقوم بدوره في مواكبة التلميذ، وبالتالي فالاستثمار في المدرسة العمومية فخر للوطن.

وشددت رئيسة منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة على أهمية العمل عن بعد، ورقمنة الإدارة العمومية وغيرها من المرافق، مع إيلاء الأهمية لبعض القطاعات التي تضررت بشكل ملحوظ بناء على مؤشرات بنك المغرب والمندوبية السامية للتخطيط (قطاع السياحة، النقل، النسيج ..).

وتحدثت ككوس عن تصاعد منسوب لحمة التضامن بين الشعب المغربي وضمنهم مغاربة العالم الذين ساهموا بدورهم في الجهود الوطنية رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في بلدان الإقامة، مؤكدة في سياق متصل أن البام يقوم بكل المبادرات التي من شأنها الترافع عن المغاربة الذين ظلوا عالقين بالخارج حيث أن الحكومة ملزمة باتخاذ التدابير لعودة هؤلاء المواطنين. وقالت ككوس في نفس الإطار على أن الحكومة يجب أن تفعل كل الخطوات التي عن طريقها سيتم الحفاظ على استمرار سلوك التضامن حتى الخروج منتصرين من الأزمة.

رئيسة منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، أضافت أن حلحلة الأزمة تمر كذلك عبر دعم الاقتصاد الوطني وخاصة الإنتاج الوطني المحلي، وتقوية الاستثمار الداخلي وتقوية القطاعات الصناعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي محليا. واعتبرت أن المغرب ناجح في تدبير الأزمة إلى حدود الساعة، ويجب الإلمام بإشكاليات كل القطاعات، كما يجب التفكير في واقع الوطن ومستقبل ومواصلة تقديم المواطن على الاقتصاد كما جاء في التوجيهات الملكية السامية، يجب أن نكون رابحين جميعا وأن يكون الرابح الأكبر هو المغرب.

وأشارت ككوس كذلك إلى ضرورة دعم الشركات المغربية، موضحة أن هناك من ساهم من المستثمرين في تدبير الأزمة وهناك من ساعد المشغلين ويحافظ على سلامتهم، والبعض الأخر ميزتهم الجشع واستغلال الأزمة بطرق أو بأخرى (الاستفادة من الدعم العمومي)، وقالت في نفس السياق: “الشغيلة تعاني، تصرفات أرباب العمل أفرزت لنا بؤرا لانتشار الوباء إضافة إلى الوحدات الصناعية التي تسبب التلوث وغيرها من المظاهر السلبية”.

ككوس، استغربت غياب وزارة التضامن بالرغم من أنها الوصيــــة على قطاع يشهد تفاعلات مستمرة، بالنظر إلى تزايد أعداد الأشخاص بدون مأوى ومن هم في دور العجزة، دون الحديث عن تنامي العنف الزوجي داخل الأسر بسبب الاكتئاب وتداعيات أزمة فيروس كورونا، وقالت ككوس: “الحكومة في حاجة للخروج ببرامج عمل: حماية الأسر، حماية الأبوين من ولوج دار العجزة”.

وعلاقة بالشأن التشريعي في تدبير الجائحة، أوضحت ككوس أنه إذا كان خروج المرسومين المؤطرين لحالة الطوارئ الصحية قد تم تنزيلهما بناء على توجيهات منظمة الصــــــحة العالمية. فإن الحكومة لا يجب عليها بالمقابل أن تستغل هذه الظرفية للخروج بتشريعات تضرب كل ما تم بناءه في الفترة الراهنة، فمشروع قانون 22.20 الجاري الحديث عنه خلال اليومين الأخيرين، مشروع يضرب الدستور في الصميم ويمس بحماية الحرية في التعبير وكذا حماية المستهلك. مؤكدة على أن الجانب الحقوقي يجب حمايته اليوم، ويجب أن تقف الأحزاب في صف واحد لحماية المواطن.

وخلصت ككوس إلى أن الاختلاف في البرامج والتنافس حق مشروع، والفاعل السياسي يجب أن ينخرط في تفعيل المشهد الحزبي-السياسي حتى تعود ثقة المواطن فالأحزاب وتواصل هذه الأخيرة دورها في التأطير والتواصل.

من موقعه، قال السعدي إنه يجب أن نكون قد استخلصنا الدروس والعبر من الأزمة الراهنة، فالعالم جميعا يتعلم رغم ما راكمه من تجربة في التصدي للأزمات والكوارث. مضيفا بالقول: “يجب أن نفتخر بالنموذج المغربي في التصدي للجائحة، فنحن محط إشادة من طرف المنتظم الدولي ويجب أن يكون لنا ذلك منارة نمضي بها نحو المستقبل”.

كما أن المواطن المغربي يشعر أن الدولة ترعاه وتحميه وتخاف عليه وتقف إلى جانبه، وجلالة الملك هو المحدد للتوجيهات الكبرى ويواكب كل صغيرة وكبيرة والجميع مجند وراءه، مع التأكيد على أن الإحساس الجماعي يتقوى بخصوص تقاسم التبعات، يقول السعدي، ويجب أن يبقى لبناء مغرب الغد، فلا يمكن بناء مجتمعا قويا إذا لم نحقق اللحمة الجماعية.

وأكد السعدي على أن الفاعل السياسي يجب يفتح صفحة جديدة بعد كوفيد 19، وألا يضيع الفرص الثمينة وأن يستشرف مغرب الغد بتجرد من الشخصانية والخلافات الهامشية، مشددا على ضرورة الارتقاء بالخطاب السياسي لتعزيز الثقة بين الفرقاء السياسيين من جهة وبين المواطن وهؤلاء الفرقاء من جهة ثانية، لإصلاح الخلل المتمثل في نفور المواطن من السياسة عوض أن تتم الاستفادة من الطاقات المغربية في كل المجالات.

ودعا السعدي إلــــى اهتمام أكبر بالقطاعات التي لها أهميتها البالغة، كالصناعة المغربية ودعم المنتوج الوطني، وكذا قطاع التعليم بمشاركة الدولة، الأسرة، الفاعل السياسي والمجتمع المدني، قطاع يجب أن يحظى بالأولوية، بالإضافة إلى قطاع الصحة العمومية التي أثبتت نجاعتها في مواجهة الوباء.

مـــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.