ندوة البام بجهة طنجة..مطالب بتمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرار وتوفير كل الآليات لتحقيق طموحهم المشروع

0 6٬881

تحت إشراف الأمانة العامة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، نظمت مجموعة النقاش والترافع حول قضايا الشباب، أول أمس الخميس 23 يوليوز الجاري، ندوة تفاعلية عن بعد حول موضوع: “آليات تمكين الشباب والرفع من المشاركة السياسية”.

وشارك في هاته الندوة التي سير أشغالها بنجاح واقتدار عضو شبيبة البام بطنجة نصرو العبدلاوي، (شارك) كل من السيدات والسادة: رئيسة منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة نجوى ككوس، عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة زهور الوهابي، عضوا المجلس الوطني الدكتور عبد الخالق بن العربي وبدر الدين العبادي، وأيوب الخطابي عضو شبيبة الحزب بوزان، وعصام أوهاب عضو شبيبة الحزب بتطوان.

ككوس: نحتاج للانتقال من الخطاب إلى الواقعي وأن يكون الشباب في مراكز القرار

بداية، تحدثت رئيسة منظمة شباب البام نجوى ككوس عن أهمية الموضوع، رغم أن البعض يعتقد أنه مستهلك من طرف الأحزاب، الشبيبات الحزبية وحتى من طرف المجتمع المدني المهتم بالتمكين السياسي للشباب، إلا أنه (الموضوع) تظل له راهنيته الكبيرة ويحظى بالعناية من طرف الشباب ويشكل قضية يجب أن يحملها المواطنون أولا وكشباب فاعل في الحقل السياسي الذي اختار الانخراط والعمل من داخل الأحزاب السياسية، ولا شك أن اختيار الشباب هذا التوجه ليس بالأمر الهين بل هو اختيار صعب.

اهتمام ككوس بالشأن السياسي كان قبل انخراطها في صفوف البام على اعتبار أنها كانت تنشط مع الجمعيات (المجتمع المدني) حيث كانت على اطلاع دائم بما هو الشأن العام الوطني وواقع المغرب وتاريخه، وفي مستوى أخر ما يهم الشأن السياسي عبر العالم. والتحقت بالبام إبان مرحلة التأسيس (2008)، واختارت حزبا حديث النشأة لقناعة لديها بكون الشباب بمقدورهم وضع لمستهم الخاصة واقتراح أفكارهم مع الوعي الكبير بكون النقاش الذي واكب تاسيس البام كانت له أهميته مع “حركة لكل الديمقراطيين” التي انفتحت على نخبة من الفاعلات والفاعلين سياسيا، اقتصاديا، حقوقيا، إضافة إلى الكفاءات والطاقات الشابة.

بدأت ككوس -بعد الانخراط- نشاطها بالمشاركة في كل الأنشطة التي ينظمها الحزب (ندوات، لقاءات، اجتماعات ..) وهو ما شكل فرصة للتعرف عن قرب على البام ومشروعه الحزبي. ثم أخذت المبادرة على مستوى جهة الدار الكبرى آنذاك (جهة الدار البيضاء سطات) حاليا، في تنظيم أنشطة تعنى بالشباب والنساء، وأصبحت عضوة باللجنة الوطنية للتنظيم سنة 2010 (كانت تابعة للمكتب الوطني للبام)، حيث شكل لها الأمر تجربة مهمة اطلعت من خلالها على التنظيم الداخلي للحزب إضافة إلى فتح آفاق التواصل مع المناضلات والمناضلين بكل تراب الوطن.

وفي فبراير 2012 أي خلال المؤتمر الاستثنائي حظيت المتحدثة بعضوية المجلس الوطني، إلى حين انتخابها على رأس منظمة شباب الحزب شهر أبريل 2015، وفي شتنبر 2015 كوكيلة للائحة رسمية محلية بالدار البيضاء، هذه التجربة الأخيرة شكلت لككوس مدرسة مهمة من حيث الخبرة والتمرس كما أن الحزب وضع ثقته في شخصها وهي البالغة حينذاك 25 سنة فقط ورشحها في انتخابات جماعية لها خصوصياتها وأهميتها القصوى، كما رشح البام مجموعة من الكفاءات الشابة الأخرى، وجاء ذلك بفضل ترافع شبيبة الحزب التي اقترحت لائحة تضم شابات وشباب حتى يترشحوا في جميع الدوائر الانتخابية محليا (المجالس الجماعية، المجالس الإقليمية، مجالس الجهات).

وانتخبت ككوس في وقت لاحق لعضوية المكتب السياسي، وهي مناسبة وجهت عبرها النداء إلى الشباب المغربي لعدم الاكتفاء بدور المتفرج والانخراط الجاد من أجل المساهمة في تشبيب المشهد السياسي وتجديد النخب. وأضافت بالقول: “مستقبل المغرب رهين بالشباب المغربي ويجب أن نقرر في الأمر وفي مصيرنا وفيما يجب أن تكون عليه الأجيال المقبلة”. وفي سياق متصل أوضحت المتحدثة أن أجيال ما بين الثمانينات وبداية الألفية يواجهون تحديات كبرى في ظل التكنولوجية والعصرنة المتسارعة بشكل كبير، والشباب بهذا الصدد ليس دوره تأثيث المشهد ولا الاحتجاج والتعبير في الفايس بوك … هذا غير مقبول، تقول ككوس.

وتؤكد المتحدثة على أن مشاركة الشباب سياسيا ومبدئيا مسألة لا نقاش فيها، مستحضرة الاستراتيجية الأممية 2020- 2030 التي وضعت الشباب ضمن الأولويات على مستوى جميع السياسات الدولية والسياسات العمومية .. وتعتبر ككوس بالمقابل أن منظمة شباب البام دافعت دوما عن الاستراتيجية المندمجة للشباب كإحدى آليات اشتغال الحكومة ولكن للأسف هذه الاستراتيجية ومنذ 2010 ظلت حبرا على ورق مع توالي الوزراء، والشبيبات الحزبية عامة وضمنها شبيبة البام تشتغل في إطار من التعاون والتنسيق بخصوص القضايا المشتركة، هذه الشبيبات تطالب بألا تكون السياسات الموجهة للشباب “قطاعا وزاريا” أي رهن الشباب في وزارة واحدة، فالشباب فئة عمرية ويجب أن تكون محط اهتمام كل القطاعات الحكومية وفي صلب هذه القطاعات.

وتضيف ككوس قائلة: “ولذلك نطالب بوزارة دولة أو لجنة تضم عددا من الوزارات تحت إشراف رئيس الحكومة من أجل التنزيل المحكم للتنسيق وخلق التقاطع على مستوى السياسات الحكومية في عموميتها وبالتالي إدماج الشباب في كل القطاعات: الصحة، العدل، حقوق الإنسان، الاتصال، السكن، التشغيل، التعليم …”.

وجوابا على سؤال العزوف السياسي، اعتبرت رئيسة منظمة شباب الأصالة والمعاصرة أن الأمر هو عزوف عن العمل من داخل المؤسسات، حيث أن الدراسات تؤكد على أن 1 في المائة فقط من الشباب المغربي ينخرطون في الأحزاب وكذا المجتمع المدني وهو رقم يدعو للقلق، مع العلم أن الشباب يشكل النسبة الكبيرة من ديمغرافية المغرب. والسبب في العزوف هو أن الحكومات المتوالية لم تقدم الإجابات الشافية والواضحة لاهتمامات وتساؤلات الشباب والتحديات التي يواجهونها وعلى رأسها: إصلاح منظومة التعليم والحد من البطالة واليوم نعيش فترة لم يشهدها التاريخ من قبل بسبب تفشي فيروس كورونا والتي أفرزت إكراهات أخرى أمام الشباب على اعتبار أن نسبة البطالة سترتفع إلى 14 في المائة ..

وتأسفت ككوس على كون التعامل مع الشباب يتم فقط من أجل تأثيث المجالس ولكن عندما نصل إلى لحظة اتخاذ القرار وخاصة في أمور تتطلب إشراك الشباب آنذاك يتم إقصاء هذه الفئة، مستغربة في نفس الوقت كيف أن العديد من القيادات الحزبية الحالية كانت في وقت ما شابة وهي في موقع القيادة وما تزال في القيادة إلى يومنا هذا، وأما المقارنة بين الجيل السابق والجيل الحالي لا تستقيم: لا اجتماعيا ولا ديمغرافيا، ولا اقتصاديا ولا سياسيا. اليوم هناك ظروف أخرى مختلفة وخاصة الانفتاح على التكنولوجيا / الرقمنة، وهي معطيات تستوجب إدماج الشباب في القرار، فالتمكين للشباب شعار أممي، ومن اللامقبول ترك الشباب المغربي اليوم في خانة الانتظار في حين أن هناك توجه في العديد من الدول لفتح المجال أمام الشباب لتحمل المسؤوليات: حكوميا، قياديا …

وأضافت رئيسة منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة أن الأقدمية على مستوى العضوية بالإضافة إلى الكفاءة العلمية نقاط يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في تمكين الشباب سياسيا. مستدلة بكون البام كان من المنادين بتجديد النخب وتحرير الطاقات واانفتح عند التأسيس على نخب وطاقات في مؤسسات كبيرة. واعتبرت ككوس أنه لا يجب حصر الشباب في اللوائح الوطنية وإقصائهم من اللوائح المحلية أي تفضيل من سيجلب الأصوات فقط ..

وعلى مستوى خطاب المشاركة السياسية وتمكين الشباب عامة في جميع القطاعات، قالت ككوس إننا نحتاج للانتقال من الخطاب إلى الواقعي والملموس، وأن يعبر الشباب ويسمع صوتهم وأن يكونوا في مراكز القرار وهو ما طالبنا به كشبيبات حزبية من خلال لقاءاتنا مع قيادات الأحزاب الممثلة في البرلمان. واعتبرت المتحدثة أن المقترح المتضمن في مذكرة أحزاب: البام، الاستقلال، التقدم والاشتراكية للإصلاحات السياسية والانتخابية، أي اللوائح الجهوية عوض الوطنية أمر جيد وستكون له آفاق مهمة.

ولكن لا يجب أن نظل اعتمادنا فقط على “التمييز الإيجابي في إطار الوائح الوطنية أو اللوائح الجهوية، بل نحتاج لمنح الفرصة للشباب في الدوائر المحلية سواء تعلق الأمر بالانتخابات الجماعية، المهنية وكذا البرلمانية .. ولما لا في حال تحقيق البام لمرتبة مشرفة في الانتخابات المقبلة، تقديم وجه شبابي من داخل حزبنا لمنصب حكومي، والمغاربة اليوم عموما يطالبون بالتشبيب وقد تعبوا من الوجوه القديمة.

وجددت رئيسة منظمة شباب البام المطالبة بإحداث صندوق دعم تمثيلية الشباب الأحزاب التي ستقدم ترشيحات شبابية كثيرة من دعم أكبر، وبالتسريع بإخراج المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي لإسماع صوت الشباب كهيئة شبابية ودستورية. وخلصت إلى أن المقترحات التي تقدمت بها الشبيبات الحزبية خلال مع القيادات الوطنية للأحزاب، (المقترحات) وجدت متضمنة في مذكرة الإصلاحات السياسية والانتخابية وهذه نقطة جد إيجابية، دون إغفال تفعيل الشق القانوني والالتزام الأخلاقي من طرف القيادات الحزبية على أن يكون التشبيب من داخل الأحزاب.

– الوهابي: نضالنا كنساء وكشباب برلمانيين آتى أكله وشكل مكسبا حقيقيا لا يجب التفريط فيه

عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة قالت في معرض حديثها إن اشتغالها السياسي بدأ منذ فترة الجامعة كمناضلة في صفوف الطلبة القاعديين بطنجة وكذا التمرس على النضال والمشاركة في الحلقيات من أجل ملفات مطلبية مطلع سنة 2000، بالإضافة إلى الاشتغال المدني لمدة 7 سنوات، وصولا إلى البوادر الأولى لـتأسيس البام فالتحقت بكل حماس بعد الاطلاع على الورقة المذهبية للحزب لأنها وجدت نفسها داخل البام كخط حداثي.

2009 بدأت الوهابي نضالها الميداني في صفوف البام من موقع العرائش، وفي 2011 التحقت بطنجة، مرحلة أكسبتها العديد من التراكمات وشاركت في تأطير وتنظيم لقاءات ميدانية. وتنظيميا، حظيت الوهابي بعضوية الأمانة الإقليمية للعرائش، وأشرفت على رئاسة المؤتمر الإقليمي للحزب بطنجة سنة 2013. وباختصار: “الانتماء إلى البام وجدنا فيه أرضية خصبة إلى جانب ثلة من الكفاءات الشبابية”، تقول الوهابي.

تحدثت الوهابي عن تجربتها مع اللائحة الوطنية للنساء، حيث تعتبرها محطة مميزة قادها آنذاك الأمين العام السابق السيد إلياس العماري، عبر البحث عن الكفاءات الشبابية (إناثا وذكورا) في الحزب على مستوى كل جهة. وفي أكتوبر 2016 بدأت العمل من خلال البرلمان مدرسة التشريع كمجال يستوجب الكثير من الوقت والجهد والإيمان بقضايا معينة نحاول جاهدين مواكبتها خاصة منها تلك المرتبطة بهموم واحتياجات المواطنات والمواطنين في إطارها المحلي، الجهوي والوطني كذلك.

“ونرجو أن نكون دوما عند حسن ظن هؤلاء وعند حسن ظن الحزب خاصة وأننا نشكل صوت هذا الأخير داخل البرلمان، ونقوم بمسؤوليتنا المنوطة بنا لأننا ملتصقون بهموم الشباب ونجتهد من أجل إيصالها إلى الجهات الوصية .. هذا هو الواجب”، تقول الوهابــــــي.

وتضيف المتحدثة أن اللائحة الوطنية للنساء والشباب التي قدمها البام في انتخابات 2016، أبانت عن قوة حضورها وتمكنها، لائحة تترافع عن الملفات الكبيرة والحساسة (الملفات: الاقتصاديية، الحقوقية، القانونية ..) بكل الآليات المتاحة قانونيا ودستوريا من داخل قبة البرلمان. الشباب البامي متواجد فعليا ويطرح الأسئلة المختلفة سواء على مستوى جلسات الأسئلة الشفوية الأسبوعية أو جلسات مساءلة رئيس الحكومة بالإضافة إلى الأسئلة الكتابية التي أبان من خلالها الباميات والباميون الشباب عن تبنيهم للقضايا والملفات، إضافة إلى الاشتغال الذي لا يتوقف من داخل اللجان الداخلية بمجلس النواب (لجنة العدل والتشريع نموذجا).

الدور، تسترسل عضو الفريق النيابي للبام، يشمل كذلك العمل من داخل اللجان المكلفة بالمهام الاستطلاعية والرقابية كذلك (المهمة الأخيرة للجنة الاستطلاعية ب 3 سجون مغربية ترأسها الشاب عمر العباسي وكان كل الأعضاء من الشباب مع بعض الاستثناءات). كما يساهم الشباب على مستوى الدبلوماسية الموازية (ليس شباب البام فقط، بل شباب الأغلبية والمعارضة) حيث نعمل من خلال زياراتنا لخارج الوطن على أن نكون سفراء حقيقيين ونمثل بلادنا احسن تمثيل ونترافع عن قضيتنا الأولى ألا وهي مغربية الصحراء. وأبان هؤلاء أن نضال النساء والشباب من أجل إقرار اللائحة الوطنية آتى أكله وشكل مكسبا حقيقيا لا يجب التفريط فيه.

وتحدثت الوهابي عن المذكرة الأخيرة التي تقدمت بها أحزاب المعارضة، معتبرة أنه من ضمن مضامينها القيد التلقائي وفتح باب التسجيل في اللوائح طوال السنة، وكذا صندوق دعم تمثيلية الشباب سواء في المجالس الجماعة أو قبة البرلمان، كلها أمور جد إيجابية وهي مناسبة لنساءل الحكومة عن سبب عدم إخراج المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي إلى حيز الوجود؟ فتعطيل هذه الآلية الدستورية يعطل مشاركة وانخراط الشباب. كما أنه لا يمكن الحديث عن تمكين سياسي للشباب دون تمكين اقتصادي في وقت يعيش فيه الشباب المغربي أوضاعا صعبة (العطالة ..) سواء في الحواضر أو العالم القروي، أوضاع وإكراهات يتملكها الشباب بإدراك ووعي كبيرين وهم الأجدر بالدفاع عنها داخل قبة البرلمان.

وعبرت المتحدثة عن تفاؤل بأفق تتقاسم فيه الأحزاب مع الحكومة مهمة إعادة النظر في قانون الأحزاب السياسية بما يضمن توسيع مكانة الشباب وتمكينهم خاصة فيما تعلق بصنع القرار حتى يقوم الشباب بدوره المنتظر، فهذا الأخير له كفاءته وطاقاته التي يجب الاستثمار فيها من أجل بناء مشتل للكفاءات قادر على الإسهام والمشاركة في عملية تجديد بناء الوطن.

وتعتبر الوهابي أن البام يضم شباب يشتغلون من كافة المواقع، فالمكتب السياسي يضم شبابا، والعديد من رؤساء الجماعات الترابية هم أيضا من فئة الشباب، وهذا دليل على أن هناك “إرادة بامية” في أفق التشبيب ويجب الاشتغال أكثر من أجل تحقيق نتائج أكبر. وجددت المتحدثة الإشارة إلى أن مذكرة أحزاب المعارضة تضم نقاط جد إيجابية وطموحنا أن تتحول إلى تدابير عملية لضمان مشاركة حقيقية للشباب من داخل القبة البرلمانية وتسمح بولوج الشباب إلى المجالس الترابية لتدبير الشأن المحلي حيث يتمرس الشباب على ممارسة سياسة القرب باستحضار عنصر الكفاءة والإرادة والرغبة.

– بن العربي: حان الوقت لفتح المجال أمام النخب الشابة وتمكينها من خوض تجربة التسيير وصنع القرار

من جانبه، قال عضو المجلس الوطني البام د.عبد الخالق بن العربي، إن مسار السياسي انطلق مع الجامعة وبالضبط من داخل الحركة الطلابية (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب)، حيث ساهم بمعية الرفاق في الترافع عن مختلف المطالب التي تخص الطالب الجامعي، وخاض “معارك نضالية” أهلته لتملك حس الشغف للممارسة السياسية بعد مغادرة أسوار الجامعة.

وبعد الحصول على الجامعة انقطعت أواصر النضال الجامعي الذي يستلزم المواكبة والحضور اليوميين والاهتمام بكل القضايا التي تهم الطلبة، وتصادفت مغادرة بن العربي للجامعة مع بروز حزب الأصالة والمعاصرة في الساحة السياسية المغربية، “ووجدت في المشروع الحزبي للبام أفقا نحقق من خلاله الشغف الذي لطالما كان محددا لتوجهنا نحو ممارسة السياسة”، يقول بن العربي.

وفي أواخر 2012 التحق المتحدث بحزب الأصالة والمعاصرة، موضحا أنه يحاول بمعية رفيقاته ورفاقه من الشباب أن يقدموا قدر المستطاع مساهمتهم النضالية، حيث لا يشعرون بأي نوع من الغربة على اعتبار أن الحد الأدنى من المعرفة السياسية متوفر لديهم، وكنا نحمل أفكارا ساعدتنا لخوض غمار التجربة، يقول بن العربي.

والبام إلى حد ما -رغم المصاعب والإكراهات التي واجهها على امتداد مراحل معينة- قدم كفاءات شبابية كدليل على إرادة في التمكين السياسي للشباب وهي اليوم في مراكز القرار سوى من داخل القبة التشريعية أو التدبير الترابي (مجالس الجماعات، مجالس الأقاليم …) وهذا أمر جد إيجابي ويقوي من قناعاتنا بكون اختيارنا للانخراط الحزبي وخاصة في صفوف البام كان اختيارا صائبا، وما تحقيق الطموح السياسي إلا نتيجة يتم الوصول إليها عبر المثابرة والجد والنضال. وتمكين الشباب سياسيا ليس منة أو هدية بقدر ما أن الشباب ملزم بتبني الحس الوطني والاهتمام بالشأن العام لكي يكون عنصرا مفيدا في الوطن، يسترسل بن العربي.

وعن تشخيص مشاركة الشباب سياسيا، اعتبر المتحدث أن هناك الكثير من الإيجابيات المتراكمة طيلة السنوات، ولكن هذا الأمر لا يحول دون الوقوف على مجموعة من الصعوبات والسلبيات، فالشباب المغربي مازال يشعر بعدم الثقة تجاه الأحزاب والجمعيات وأحيانا يصل الأمر إلى تسفيه مؤسسات الدولة، وهذا التنافر الحاصل بين الشباب والمؤسسات خاصة منها السياسية أنتج عدة نتائج سلبية يعيشها الفاعل الحزبي اليوم، فالفشل في التأطير ولعب دور الوساطة خلقت الهوة بين الشاب المغربي والسياسة، وهذا الغياب أو بالأحرى التغييب وكذا ضعف البنيات التشريعية- القانونية التي تضمن حقوق الشباب وضعف الخطاب لدى الفاعل السياسي، كلها أسباب تعمق نفور الشباب من السياسة، يقول بن العربي.

ورغم كل هذه الإكراهات، فإن آفاقا للفرص تلوح كل مرة لتمكين الشباب من تحمل المسؤولية السياسية والانخراط في دينامية إيجابية في هذا السياق، كما أنه لا يجب أن نحصر تمكين الشباب في العملية الانتخابية، فالكثير من الطاقات الشبابية لا تطمح من خلال العمل الحزبي إلا لتوسيع مدركاتها المعرفية والفكرية في إطار تنظيم سياسي أو مدني.

ويوضح عضو المجلس الوطني للبام أن الانتخابات ما هي إلا هدف واحد من الأهداف التي تطمح إلى تنزيلها العملية (المشاركة) السياسية في إطارها الموسع. فعلى سبيل المثال عضو الفريق النيابي للبام السيدة زهور الوهابي وقبل وصولها إلى قبة البرلمان كانت منخرطة في دينامية منقطة النظير سياسيا ونقابيا وجمعويا. وفي سياق متصل يطالب بن العربي بفتح المجال أمام النخب الشابة في الوقت الذي سيطرت فيه النخبة التقليدية الكلاسيكية لفترات طويلة على العمل السياسي، فالعالم اليوم والحياة العامة تشهد تطورات مختلفة يجب مواكبتها. أفضل فتح المجال على التمكين، والأحزاب يجب أن تحتكم إلى قواعد الديمقراطية الداخلية حينها سيلقى الشباب ذاته وسيحقق طموحاته.

– أوهاب: أدعو الشباب المغربي للانخراط في الأحزاب لأن التغيير لا يكون إلا من الداخل

عضو شبيبة البام بتطوان عصام أوهاب، قال إن انخراطه في صفوف البام كان في سنة 2014، في الوقت الذي كان فيه قبل ذلك من الناس الذين فقدوا ثقتهم في الأحزاب السياسية نظرا لعدة صور نمطية ترسخ هذا الإحساس .. لكن في وقت لاحق آمنت أن التغيير لا يمكن أن يتم من الخارج بل من الداخل وبذلك يمكن أن نوصل صوتنا وإسماعه داخل الأحزاب وعبرها حتى إلى المواطن، يوضح أوهاب.

يشكل الشباب المغربي رصيدا استراتيجيا مهما بالنسبة لبلادنا على اعتبار أن نسبتهم تفوق 65 في المائـــة، وبلادنا تشهد تحولات ديمقراطية مهمة تقطع مع العديد من الممارسات التي كانت في السابق، وهي معطيات تفترض مشاركة كثيفة وفعالة للشباب، لكن المؤشرات الصادرة عن العديد من المؤسسات الوطنية من بينها المندوبية السامية للتخطيط تتحدث عن “أرقام صادمة” بهذا الخصوص، ف 70 من الشباب المغربي لا ثقة لها في جدوى العمل السياسي، بينما 5 في المائة فقط يؤمنون بالعمل الحزبي و1 في المائة فقط يزاولون الفعل السياسي من داخل الهيئات السياسية، إضافة إلى معطى مرتبط حيث أن الشباب يمثلون 40 في المائة من الكتلة الناخبة.، يسترسل أوهاب.

ويعتبر عضو شبيبة البام بتطوان عزوف الشباب من التجليات السلبية التي يعاني منها الفعل السياسي بالمغرب، ويشكل هذا العزوف سببا من أسباب عجز الأحزاب عن القيام بأدوارها المنوطة بها المتمثلة في تأطير الشباب والدفع بهم في اتجاه ممارسة العمل السياسي. ودستور 2011 خول الأحزاب السياسية أدوارا هامة أهمها تأطير الشباب وإشراكهم في صناعة السياسات العمومية وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية (مضمون الفصل 7 من الدستور).

ويضيف أوهاب قائلا: “عوامل العزوف ناتجة عن العجز المسجل في توسيع قاعدة المشاركة السياسية للشباب وتحقيق الديمقراطية، إضافة إلى الضعف المسجل على مستوى أداء جل الأحزاب السياسية سواء كانت في الأغلبية أو المعارضة، وكذا تراجع وضعف الوعي السياسي، ثم هناك الأسباب الاقتصادية والاجتماعية (غياب العدالة المجالية، ضعف العدالة الاجتماعية)”.. كلها عوامل تسبب العزوف ومعالجتها تستلزم وسائل كبيرة وإمكانيات مهمة. والسؤال الذي يطرح اليوم هو كيفية إعادة الشباب إلى المشهد السياسي في ظل الحراك المجتمعي الذي يشهده المغرب؟.

ويخلص أوهاب إلى أن مشاركة الشباب في السياسة تحتاج إلى مقاربة أفقية وشاملة تتعاطى مع القضايا الشبابية من كل الزوايا وإرساء دعائم المواطنة الحقة، ويدعو الشباب إلى وضع الثقة في الأحزاب السياسية وخاصة حزب الأصالة والمعاصرة لأن التغيير الجاد والفعلي لا يكون إلا من الداخل.

– العبادي: المطلوب اليوم إشراك الشباب وتأهيلهم لتدبير المجالس الترابية والمساهمة في بناء الوطن

عضو المجلس الوطني للبام بدر الدين العبادي اعتبر أن الندوة مهمة لأننا في الحاجة إلى النقاش المستمر، مشيرا إلى أن انخراطه في البام كان مرده عدة أسباب، خاصة اطلاعه على بعض التجارب السياسية الرائدة خارج المغرب والرغبة الداخلية في التغيير، وثانيا انتماؤه إلى منطقة حيث الوعي السياسي جد متقدم بحكم عوامل تاريخية وبشرية. وبعد الحصول على شهادة الباكالوريا كان البام يومها يتصدر المشهد السياسي المغربي “نجم المرحلة” كمشروع سياسي جديد يحمل أفكارا جد متناغمة مع أفكاري، إضافة إلى انتمائي إلى إقليم الحسيمة كقلعة بامية بامتياز، هكذا انخرطت من أجل الحصول على التكوين السياسي وتقديم مساهمتي للحزب جهويا ووطنيا، يقول العبادي.

الفكرة التي كنا نترافع عنها بداية هي تغيير نظرة الشباب السلبية تجاه الأحزاب، وهناك معطى آخر يفترض أن التغيير ينطلق عبر الشباب من أجل المساهمة في البناء والإصلاح المنشودين. بأفكارهم وطاقاتهم ومقترحاتهم. ولتحقيق ذلك، المطلوب أن يلج الشباب مراكز القرار أو على الأقل أن يكون صوته مسموعا لدى هذه المراكز، الإشراك الحقيقي للشباب في المجالس المنتخبة وهو إشراك أو تمثيلية يشوبها الضعف والغياب حاليا ..، يشير العبادي.

اللوائح الوطنية للشباب تشكل حلا مرحليا غير مستدام، يوضح عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، ولا يجب إغفال أن هناك إرادة ملكية مستمرة تحث على إشراك وتمكين الشباب بينما الواقع شيء مختلف، خاصة وأن بلادنا اليوم في الحاجة إلى معالجة والإجابة على الكثير من الأسئلة، ومشاركة الشباب ومبادرته في هذا الشـأن مطلوبة ولها أهميتها وفعاليتها. وشدد العبادي على أن المشاركة السياسية للشباب، تنطلق من التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت يوم الاقتراع، دون إغفال الدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئات الاستشارية للشباب الجماعات الترابية.

– الخياطي: لا مبرر مطلقا في عدم خروج المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي إلى حيز الوجود !

عضو شبيبة البام بوزان، أشار إلى أنه وبعد الجامعة والعمل الجمعوي، اطلع على مرجعية الحزب واقتنع بالانخراط سنة 2015، وكان لديه موقف من البرامج الانتخابية للأحزاب التي عادة ما تستخدم “الشباب” كورقة انتخابية مرحلية .. “اطلعت على برامج 3 أحزاب من ضمنها البام فتبين لي أن برنامج هذا الأخير هو الأكثر واقعية، وانخرطت بداية في وزان وتعرفت بعدها على العائلة البامية في معظم المناطق”.

وعن أهمية العمل السياسي، يعتبر الخطابي أن النضال يجب أن يكون من الداخل، فإقليم كوزان مثلا يعيش العديد من الإكراهات والحديث عنها والترافع يتطلب بالضرورة واجهة سياسية. واليوم نحن ننتمي إلى حزب يجعل الدفاع عن الوطن والمواطنين وخاصة الشباب في المقام الأول. وشباب البام في جهة طنجة تطوان الحسيمة نموذج للشباب المجتهد والمثابر.

ويخلص المتحدث إلى أن مغرب اليوم يبنيه الشباب، ولكن للأسف نعيش عدم ثقة الشباب في المؤسسات الحزبية حيث غياب برامج واضحة المعالم موجهة لهذه الشريحة، برامج لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، وبالتالي تجعل من عملية الاستقطاب أمرا صعبا. معرجا على على سبيل المثال كون المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي المنصوص عليه دستوريا، 10 سنوات على دستور 2011 وما زال المجلس حبرا على ورق وهو ما يطرح السؤال: هل الدولة لا تثق في الشباب ؟، هل تعتبرهم غير مسؤولين؟ .. اللحظة تفترض التضامن والوقوف وقفة رجل واحد لإصلاح ما يجب إصلاحه.

مــــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.