وهبي: المغرب لم يكون “دركيا” يشتغل عند أوروبا وإسبانيا وعلى هذه الأخيرة أن تحترم التزاماتها تجاهنا كدولة صديقة وجارة

قال، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي، معلقا على الأحداث الأخيرة التي شهدها معبر سبتة المحتلة، إن هذا الوضع مرتبط بالأزمة التي تمر بها العلاقات المغربية- الإسبانية، ويفترض أن إسبانيا دولة صديقة وجارة ودولة تتصدر نسب المعاملات التجارية مع المغرب، بحيث كان من المنتظر أن تراعي لهذه المعطيات من جهة وتحترم هذا الامتياز المتمثل في علاقات الجوار بينها وبين بلادنا.

غير أن إسبانيا، يضيف وهبي، خلال حلوله ضيفا مساء اليوم الأربعاء 19 ماي الجاري، على برنامج “لقاء مع الصحافة” الذي يبث مباشرة على أثير الإذاعة الوطنية، (إسبانيا) تجاوزت إطار الاتفاقيات الثنائية وخاصة فيما بالتعاون الأمني والتسليم المتبادل للمجرمين، وكذا الاتفاقيات الدولية المتعددة الأطراف والتي تنظم الأمن الدولي والشرطة الدولية، مشيرا إلى أنه في مجال العلاقات الدولية عندما يتحلل أحد الأطراف من التزاماته فإن ذلك يقود إلى تحلل الطرف الآخر من التزاماته ومسؤولياته كذلك.

واسترسل وهبي مؤكدا بالقول: “نحن لن نكون ولن نقبل أن نكون بمثابة “الدركي” لدى أوروبا ولدى إسبانيا، وما وقع في المنطقة الشمالية لبلادنا رسالة واضحة على أننا لا نشتغل عند أحد، وإذا أرادت إسبانيا أن نحترم التزاماتنا، في محاربة “الهجرة السرية” والحفاظ على السلم والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فعليها كذلك أن تفي بالتزاماتها”.

بالمقابل، أوضح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن “الهجرة” حق طبيعي للإنسان سعيا نحو مجال يكون العيش فيه أفضل، وحينما يكون هناك ضغط اجتماعي واقتصادي فإن الإنسان يظل في بحث مستمر عن “الانفراج” للخروج من دوامة هذا الضغط. أما بالنسبة للأطفال “القاصرين” فلا يمكن وضعهم في موقع المسؤولية لأنه لا إرادة لهم ويتصرفون بتلقائية ويحولون كل الأشياء والمواقف إلى لعبة، وهم يتشبهون بالكبار في موضوع الهجرة، كما أن معطى البحث عن فرص عيش أفضل في أوروبا يفرض نفسه كذلك.

وعلى هذا الأساس، لا يمكن تحميل مسؤولية ما وقع لهؤلاء الأطفال أنفسهم، فالحكومة المغربية تتحمل المسؤولية في هذا الجانب بحيث تواصلت مع الجانب الإسباني بشأن التنسيق من أجل إعادة إرجاعهم إلى داخل التراب الوطني، وهذا من صميم التعاون الدولي بين دولتين جارتين، ولكن للأسف إسبانيا ورطت نفسها مؤخرا بشكل كبير وهي تستقبل مسؤولا في جبهة البوليساريو بتغطية جزائرية مكشوفة ومستفزة”.