وهبي: تراجع “المثقف الحداثي” مهد لانتشار “الشعبوية” مجتمعيا والثقافة السياسية الحالية تهمــــش أدوار الأحزاب

0 947

جدد، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السيد عبد اللطيف وهبي، خلال حلوله، مساء يوم الأربعاء 06 ماي الجاري، ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني، في إطار حلقة ضمن مجموعة من الحلقات تجمع بين رؤساء الأحزاب السياسية، ونخبة من المفكرين والإعلاميين في حوار شامل حول قضايا الفكر والسياسة وقضايا المجتمع، (جدد) مطالبـــــته برفع “الحجر التضييقي” الممارس من طرف الإعلام العمومي على الأحزاب السياسية المغربية، خاصة وأن الظرفيــــة الراهنة تؤكد قوة مساهمة هذه الأخيرة في تدبير الأزمة عبر أشكال متعددة، كما أن الأحزاب من موقعها في الحاجة إلى تقوية تواصلها مع المواطنات والمواطنين عبر كل الوسائط الإعلامية وبالأساس عبر الإعلام العمومـــــي.

وأضاف بالقول: “الديمقراطية لا يمكن تنزيلها دون أحزاب، ويجب فتح المجال أمامها على مستوى الإعلام العمومي، وعلى هذه الأخيرة في الاتجاه الآخر أن تجدد نفسها وطريقة تدبيرها لتواكب الواقع وتستعد للمستقبل بكل تمفصلاتهما، مع الاهتمام أكثر بالشباب وتأطيرهم وعدم التخوف منهم بالمــــرة”.

وهبي، الذي كان يتحدث بحضور السادة محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عبد الله ساعف أستاذ علم السياسة بجامعة محمد الخامس، إدريس بنسعيد باحث سوسيولوجي بجامعة محمد الخامس، (وهبي) تطرق كذلك إلى الإعمال الحكومــــي للشأن الثقافي في بلادنا، وأشار بهذا الصدد إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة لطالما طالب بالرفع من الميزانية المخصصة للثقافــــة إلى مستوى معقول (+ 3 في المائة)، معتبرا أن غياب سياسة ثقافية للدولة كانت له العديد من التبعات من بينها “تحكم” وسائط التواصل الاجتماعي والقنوات الأجنبية في المجال الثقافي ببلادنا.

وهبي أوضح في سياق متصل أن الفضاء السياسي “ضيق” إما بسبب قمعي “حيث أننا كقيادات سياسية نضيق ذلك الفضاء للتحكم في أحزابنا”، يقول وهبي، إضافـــة إلى عجز نفس القيادات عن إيجاد أفكار جديدة وخلق نقاش جديد، وهذه الثقافة السائدة سياسيا حاليا في بلادنا تضرب في الصميم الأداء السياسي- الحزبي، في حين أن الأحزاب لها من الأفكار والوسائل ما يجعلها قادرة على الإبداع والابتكار والانطلاق …

بالمقابل فالثقافة الحداثية غائبة لكن الثقافة المحافظة حاضرة بقوة، الفكر المحافظ يهيمن بشكل كبير داخل الفكر في المغرب مقابل انهزام الفكر الحداثي، وهذا الأخير في حاجة إلى ثورة يجدد من خلالها نفسه. وأضاف بالقول: “نحن عل عاتقنا أن نوسع الفضاء السياسي ونطلب من التيارات الحداثية العودة إلى العمل السياسي، لكن كيف سنطلب ذلك والكائن الانتخابي يتحكم فينا. وبالمقابل فإن تراجع المثقف الحداثي أدى إلى انتشار مزيد من الشعبوية مجتمعيا.

مــــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.