وهبي معاتباً تقاعس حكومة العثماني: ”’لست أدري ما يميزهم كمسؤولين حكوميين!!؟”

0 1٬517

طرح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي علامة استفهام بخصوص ما يميز وزراء حكومة سعد الدين العثماني، بعد مرور قرابة الشهر على إعلان المغرب تطبيق الحجر الصحي على عموم التراب الوطني.

وفسر عبد اللطيف وهبي طرحه استنادا إلى تقييم شامل لحصيلة عمل مجموعة من الوزراء وطريقة تعاملهم مع مستجدات جائحة كوفيد 19، التي تميزت بالارتجالية والتردد والغياب التام عن المشهد لتنوير الرأي العام وتفسير الأرقام المصرح بها يوميا، وتقديم الدعم للعديد من القطاعات المتضررة.

وعلل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة انتقاده للسياسة الحكومية، خلال مروره ضيفا على الموقع الإخباري “360 Le”، بالقول :”أن حزب الأصالة والمعاصرة ساند الحكومة منذ البداية تقيدا بالتوجيهات العليا لموجهة وباء كورونا”، في حين وبعد مرور بضعة أسابيع يضيف عبد اللطيف وهبي ، “حان الوقت للإدلاء بوجهة نظر الحزب اتجاه الوضع الراهن إذ تبين وفق إفادات الأمين العام لحزب الجرار لميكرفون موقع 360 هناك غياب للإعلام الوطني، إذ يضطر المغاربة إلى اللجوء لوسائل إعلام دولية لتتبع تطور المرض والمعلومات المرتبط به، حتى أضحى المغاربة أكثر دراية بما يجري بدول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا أكثر من بلدهم المغرب”.

كما اعتبر وهبي أن وزير الصحة يقدم معلومات كأنه يصدر أحكاما بالإعدام كل يوم، واستطرد نقده لتصرفات الوزير خالد أيت الطالب ” هذا الوضع يجعلنا نحن المغاربة غائبين عن معرفة هذه الأرقام ومعانيها ولا ندرك تصور الوزارة للمستقبل أو دلالات تلك الأرقام المدلى بها لاتخاذ تدابير وقائية أكثر حزما”.

كما عرج السيد الأمين العام للتطرق لحالة الغياب التي اختارتها وزيرة التضامن جميلة المصلي، إذ من المفترض أن يبرز دورها كوزيرة مسؤولة خلال هذه الظرفية الدقيقة والحساسة لدعم الأسر المعوزة والإشراف على تتبع وتنظيم المبادرات التضامنية.

بدورها وزارة الشؤون الخارجية نالت قسطا من انتقادات السيد الأمين العام بقوله أنها تناست بأن هنالك مواطنين حاملين للجنسية المغربية بالخارج، ولم تعد تكترث لنداءاتهم المتكررة لأجل العودة لأرض الوطن، بل في مقابل ذلك، يقول عبد اللطيف وهبي أنه من المؤسف أنها ظلت تشتغل ليل نهار من أجل نقل الأجانب العالقين بالمغرب، ولم تفكر في أحوال المغاربة العالقين خارج وطنهم الأم.

وزاد قائلا: ” كان من المفترض أن تفكر في كيفية استقبالهم بالفنادق إلى حين انقضاء الفترة التي تسمح لهم بإبعاد الشكوك حول اصابتهم بالعدوى قبل إلتحاقهم بأسرهم وذويهم. مرد ذلك ” أن عددا من الطلبة والعائلات المعوزة التي نفذت مدخراتها وتواجه مشاكل صعبة وجب إيجاد حل ناجع لهم”.

كما أن وزير المالية يقول عبد اللطيف وهبي، ” لم يقدم لنا الحقائق كما يجب”، مسائلا إياه بالقول: “” فهل فعلا قامت الابناك بتأخير ديون المؤسسات المقاولاتية وهل سيعفي الدائنين من الفوائد خلال هذه المرحلة الصعبة، ولماذا لم تقم الابناك بتقليص قيمة الفوائد حتى تتمكن المقاولات المغربية من الحصول على ديون للحفاظ على حياتها الإقتصادية”. إلى ذلك، قال الأمين العام لحزب الجرار” أن وزارة التشغيل بدورها لم تدلي بأية إحصائيات تبرز عدد العاطلين جراء انتشار جائحة كورونا، لأن هنالك العديد من المشاكل الكبرى مازالت مطروحة إلا أن السيد رئيس الحكومة بادر إلى خصم مبالغ مالية من رواتب الموظفين الدولة، في حين انه ومنذ الإعلان عن دعم صندوق جائحة كورونا قلنا انه دعم تطوعي ليعبر من خلاله المغاربة عن حسهم وطني. مسترسلا عتابه للعثماني بالقول : ”في حين ان الذين يواجهون كورونا في الخطوط الأمامية كالأطباء والممرضين ورجال السلطة والشرطة والوقاية المدنية، كما المفترض تقديم الدعم المادي لهم من خلال منحهم لحوافز وتعويضات فإذا بالحكومة تقوم عوض ذلك بخصم مبالغ مالية من رواتبهم”، يقول عبد اللطيف وهبي.

هذا المنطق،على حد وصف عبد اللطيف وهبي لم يعد مفهوما، مبرزا في إطار تحليله لسياسة الحكومة: ”لن نقبل بمثل هذه التصرفات الطائشة التي تقدمت بها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا ويجب اعادة النظر في سياستها”.

من جانب آخر، عاد عبد اللطيف وهبي ليأنب رئيس الحكومة المغربي بقوله:” السيد رئيس الحكومة فهو غائب غيابا مطلقا عن المشهد فهو لم يقدم أي تحليل للأرقام أو تصور لمتسقبل باستثناء قرار تمديد حالة الطوارئ أما التساؤلات التي تخص كيف ولماذا وهل هنالك أمل في المستقبل القريب أو دلالات الوضع الراهن”.

في مقابل ذلك، اعترف الامين العام عبد اللطيف وهبي بالمجهودات المبذولة بقوله :” نحن لا ننكر هذا الأمر لكن يمكن تقديم أفضل مما تم تحقيقه، ويمكن ان تتعبأ الحكومة أكثر، متسائلا في الآن ذاته من يشتغل حاليا داخل الحكومة ؟، أظن الإدارة تشتغل أكثر من الحكومة”. كما خلص في ختام تصريحه الى أن هذه الوقائع تبين ان الحكومة ”غائبة ”، واسترسلا عتابه لحكومة العثماني من خلاله تقييم حزبه للوضع الراهن بعد مرور أزيد من شهر على تطبيق الحجر الصحي : ” نحن دعمناهم منذ البداية لأننا ظننا أنهم سيستشعرون خطورة الوضع الراهن ليقدموا الأفضل، لكننا وجدناهم مجموعة من التكنوقراط أو بالأحرى مجموعة من السياسيين الجالسين في مواقعهم في صمت ينتظرون مثلنا مثلهم”. متسائلا في الآن ذاته ”لست أدري ما الميزة التي تميزهم كمسؤولين حكوميين”.

يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.