وهبي يستحضر مناقب الراحل سي محمد الوفا في أمسية تأبينية احتضنها مقر حزب الاستقلال

0 648

كم هو صعب ذلك الموقف الذي وجد الأستاذ عبد اللطيف وهبي نفسه فيه، وهو يتثاقل الخطى لنعي صديقه الوفي سي محمد الوفا رحمة الله عليه. كيف لا وقد غالبته آثار ألم فراق صديق من طينة خاصة، حتى تركت دموع ألم الفراق وآهات الحصرة على تسلل الموت إلى دائرة أصدقائه المقربين جدا منه واصطفاء الفقيد الوفا من بينهم.

ففي أمسية تأبينية لروح الفقيد سيدي محمد الوفا، الوزير والسفير والبرلماني السابق، والكاتب العام الأسبق لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، احتضنها عشية يومه الثلاثاء 29 دجنبر المقر المركزي لحزب الاستقلال، وبحضور قيادات سياسية وأفراد عائلته، وأصحابه ومحبيه، حجوا جميعا ليودعوا بقلوب مكلومة زعيما صادقا وأخا مقربا.

أمسية حضرت مناقب الفقيد في كلمة الأستاذ وهبي التي ألقاها خلالها وغابت قوة صوته ومضمون الخطاب وحتى نبرت الصوت التي تميزه عن غيره، فتحدث من أعماق القلب عن طيب معشر الراحل والبعد الإنساني في تفاصيل شخصيته، كما استحضر مبادئ الفقيد ومواقفه وقيمه التي يظل الوفاء، ويا للصدفة أن لإسمه منه نصيب، الأبرز والأسمى ما يجعله الأكثر نبلا وشموخا وسط كل من عاشره عن قرب.

وبعبارات مغمورة بالألم نسج الأستاذ عبد اللطيف وهبي عبارات نعيه للفقيد سيدي محمد الوفا، حيث توقف عند محطات النقاش ومسار النضال ومجمع حب الوطن وهم العيش لخدمته وطلب الاستزادة في الصحة والعمر لخدمته وتقوية عوده، حتى وإن تطلب ذلك التضحية في سبيل عزته ووضوح مواقف لأنائه ومكوناته.


كما توقف الأستاذ وهبي عند الخصال الحميدة التي خبرها في شخصية الفقيد، وكيف كان يناقش بصراحة وصدق، وهو الحريص على الدفاع على أفكار وقناعات من يخالفه الرأي. وكيف كانت ابتسامته العفوية ونكته المتأصلة في تاريخ وتراث المجتمع الذي ترعرع ونشأ فيه، سلاحه وزاده في الحال والترحال، يحسن توظيفهما في نقاشاته كما في الدفاع المستميت على مبادئه ومواقفه وأيضا في دعاباته وقفشاته.

“خرج سيدي محمد الوفا من أزقة مراكش كنخلة واقفة، وظل صامدا، ومات واقفا، فالأشجار لا تموت إلا وهي واقفة”، هكذا نعى الأستاذ عبد اللطيف وهبي صديقه العزيز الفقيد سيدي محمد الوفا رحمة الله عليه.

وإنا لله وإنا إليه راجعون

تغطية: خديجة الرحالي / ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.