وهبي يقترح لائحة وطنية للكفاءات على أساس المناصفة ويدعو الأحزاب لخلق هيئة مستقلة بمجلس النواب لتعزيز مكانة المرأة في التشريع

0 1٬459

شدد السيد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال لقائه بوفد عن منتدى الفيدراليات-المغرب على المواقف المبدئية والثابتة لحزب الأصالة والمعاصرة من قضايا المرأة وضرورة تعزيز تواجدها في المؤسسات التمثيلية، مشيدا بجودة المطالب التي ترفعها الحركة النسائية والهادفة إلى إعادة النظر في مضامين القوانين والنصوص التشريعية، ما يمكن المرأة من ولوج أقوى وأمثل للمؤسسات المنتخبة والمشاركة في الحياة السياسية عموما.

اللقاء الذي احتضنه المقر المركزي لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الاثنين 22 يونيو الجاري، تقاسم فيه السيد الأمين العام مع وفد المنتدى جملة من المقتراحات الخاصة بالمؤسسات التنظيمية للحزب والتي فتح بخصوصها نقاشا مع منظمة نساء حزب الأصالة والمعاصرة وعددا من النساء المنتخبات والفعاليات في مختلف المجالات، وذلك بهدف التفكير الجماعي خلال مرحلة الاعداد وتنظيم المؤتمر الوطني لمنظمة نساء الحزب في تأسيس هيئة تنظيمية هدفها الدفاع عن قضايا المرأة وتعزيز مكانتها السياسية والتمثيلية والمجتمعية.

وأخرى تتعلق بتعزيز وتقوية دور المؤسسة التشريعية، وذلك من خلال اقتراحه على مجموعة من الأحزاب الممثلة في البرلمان إمكانية خلق لجنة خاصة داخل البرلمان تكون مستقلة على الفرق والمجموعات النيابية، مهمتها مواكبة كل مشاريع ومقترحات القوانين وإبداء الرأي فيها بما يمكن من تقوية وتعزيز دور ومكانة المرأة في الحياة السياسية عموما، ملتزما أمام عضوات وأعضاء منتدى الفيدراليات أن الحزب مستعد لتمكين هذه الهيئة من مكتب خاص من مكاتب الفريق النيابي للحزب بمجلس النواب.

ناهيك عن اقتراحه تعويض اللائحة الوطنية للشباب بلائحة الكفاءات، مع إقرار مبدأ المناصفة بين الشباب والشابات في تشكيلها، وذلك بهدف إبراز الكفاءات الشابة من داخل الأحزاب السياسية وتسهيل ولوجها للمؤسسات المنتخبة، لأنه وبحسب السيد وهبي، بوجود كفاءات مؤهلة داخل البرلمان وباقي المؤسسات المنتخبة، يمكن الرفع من مستوى النقاش السياسي والعمومي، مشيرا إلى أن المقترح لا يزال قيد التشاور والتدقيق بين الأحزاب السياسية المغربيى، وأنه إذا ما تم التوافق عليه، فمن المؤكد أنه سيكون مدخلا آخر لتعزيز دور ومكانة المرأة.

وبخصوص ظروف وسياق الدعوة لهذا اللقاء والأجواء التي مر فيها، أكدت السيدة حياة الحبايلي، مديرة منتدى الفيدراليات بالمغرب، أن لقاء الوفد المرافق لها مع السيد الأمين العام للحزب ومعه عدد من النساء القياديات والنائبات البرلمانيات، يندرج في إطار حرص المنتدى على البحث عن السبل الكفيلة بتوسيع وتنويع اتفاقياته وشراكاته بالمغرب، وذلك من أجل الاشتغال على موضوع الرفع من التمثيلية السياسية للنساء، سواء من داخل المؤسسات الحزبية أو المنتخبة، على المستويين المحلي والوطني، وللاشتغال أيضا مع لجنة المناصفة وتكافؤ الفرص كإحدى آليات مأسسة النوع الاجتماعي داخل الأحزاب السياسية المنصوص عليها في القانون التنظيمي للأحزاب.

وفي تصريح خصت به البوابة الرسمية للحزب (بـام.مـا)، أكدت السيدة الحبايلي أن اشتغال المنتدى مع حزب الأصالة والمعاصرة مستقبلا سيتركز على ثلاث مداخل، أولها، مواكبة لجنة المساواة وتكافؤ الفرص داخل الحزب، وثانيها مواكبة النساء المقبلات على الترشح للاستحقاقات المقبلة، سواء في الانتخابات المحلية أو الوطنية أو المهنية، وثالثها، المساهمة إلى جانب القيادات الحزبية والقيادات النسائية داخل حزب الاصالة والمعاصرة من أجل المساهمة في تعديل القوانين الانتخابية وقوانين الجماعات الترابية والقوانين التنظيمية للبرلمان، بما يعزز مكانة المرأة وتقوية حضورها في المؤسسات التمثيلية.

معبرة، في ذات التصريح، عن سعادتها للاجتماع بقيادة حزب يتبنى نفس القضية والمبادئ، ويتطلع كما المنتدى بنفس الأهداف إلى تحقيق النتائج التي نتوخاها جميعا. موجهة شكرها لكل النساء القياديات الحاضرات في هذا الاجتماع، والتي استرجعت معهن المسار الطويل الذي تقاسمنه في طريق النضال من أجل تمكين النساء لأدوار الريادة.

من جهتها قالت السيدة حياة المشفوع، نائبة رئيس مجلس النواب، إن اللقاء هو تجسيد عملي لثقافة انفتاح حزب الأصالة والمعاصرة على جمعيات المجتمع المدني والهيئات غير الحكومية العاملة في مجال مناصرة حقوق المرأة وحقوق الانسان بشكل عام. مؤكدة أن نتائجه كانت مهمة جدا سواء من خلال طبيعة ومضمون ما تمت مناقشته أو من خلال الخلاصات التي تم التوقف عندها، مستحضرة جوانبا من مداخلة السيد الأمين العام ومعه قياديات الحزب والتي ركزت في مجملها على محورية الانتصار للقضايا العادلة للمرأة، دون قيد أو شرط، كمبدأ أساسي للحزب.

مشيدة بمقترح تشكيل لائحة وطنية للكفاءات، تتساوى فيها العضوية بين الشباب والشابات، “وهو ما اعتبرناه مقترحا مهما لا يمكن إلا تعزيزه والترافع عنه، لأنه سيعزز ويقوي بلا شك حضور الكفاءات والخبرات من داخل المؤسسة البرلمانية، وهو ما يصب رأسا في مصلحة الشعب، لأن المواطن يبحث بالدرجة الأولى عن الخبرة والكفاءة”، تقول السيدة المشفوع في تصريح للبوابة الرسمية للحزب (بـام.مـا). مضيفة بالقول أن هذا المقترح سيواكبه ويترافع عنه الحزب، باعتباره مدخلا مهما للرفع من التمكين السياسي للمرأة المغربية، وذلك إلى جانب العمل على تجويد القوانين، حتى يكون هناك أساس تشريعي مهم يعزز ويحصن المكتسبات المحققة.

كما دعت السيدة فاطمة الطوسي، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إلى أخذ العبرة من مسار ترافع الحركات النسائية على قضايا المرأة، وتجاوز استهداف النساء ببرامج التكوين والمواكبة بعلاقة مباشرة بين الهيئات المدنية والنساء المستفيدات، لأنه لم يحقق النتائج المتوخاة منه، وهو ما دفع السيدة الطاوسي إلى دعوة الحركات النسائية وعموم مكونات المجتمع المدني المهتمة بقضايا المرأة إلى الاشتغال على قضايا المرأة وريادتها في المجال السياسي مع الأحزاب، باعتبارها حاضنة النساء الممارسات للعمل السياسي أو الراغبات في ذلك.

وعلاقة بموضوع تعزيز تمثيلية المرأة في المؤسسات المنتخبة، أشارت السيدة الطوسي إلى أن مجموع الأفكار والآراء الأولية التي بلورتها الأحزاب السياسية تتجه إلى تقوية تواجد المرأة داخل الغرفتين، مشيدة بمقترح الأمين العام الداعي إلى تركيز الاشتغال في موضوع ريادة المرأة على صعيد الجهات والاقاليم، وذلك لتجاوز مركزة هذه البرامج والتكاوين، معبرة عن خجلها من نسبة تمثيلية المرأة القروية في المؤسسات المنتخبة، داعية الحركات النسائية إلى استعادة زخمها الذي فقدته بسبب الفتور الذي طالها خلال السنوات الأخيرة.

وفي مداخلة لها خلال ذات اللقاء أكدت السيدة فاطمة السعدي، النائبة البرلمانية والرئيسة سابقا للمجلس البلدي لمدينة الحسيمة، على أن الحزب مشهود له بسعيه العملي على الرفع من سقف تمثيلية المرأة داخل المؤسسات التمثيلية، ضاربة المثال بمسارها السياسي، حيث تم منحها ثقة الحزب ودعمه ومواكبته لها والدفع بها، في بيئة محافظة يغلب عليها الفكر الذكوري، لتنتخب رئيسة لبلدية الحسيمة.

مستحضرة مسارا طويلا وغنيا من اسهاماتها، إلى جانب فسيفساء من الجمعيات والتعاونيات، في محاولة مواكبة النساء والدفاع عنهن، وذلك بالرغم من أن المرأة لا يمكن أن تنتصر لقضيتها المرأة لوحدها، وإنما هي في حاجة ماسة لدعم المجتمع بأكمله كونها تشكل نصفه.

ومن موقع مسؤولياتها التمثيلية، قالت السيدة السعدي إنها كثيرا ما طرحت سؤالا عريضا مفاده: لماذا ظلت مسألة الترافع على قضايا المرأة حكرا على المجتمع المدني؟، داعية الأحزاب السياسية إلى تجاوز التعامل مع هذا الموضوع بمنطق رد الفعل مع حملات الترافع التي تقوم بها الحركات النسائية والمجتمع المدني عموما، مشددة على ضرورة بلورة الأحزاب السياسية لرؤية خاصة بها، في موضوع المرأة وريادتها في المشهد السياسي، تسعى إلى تنزيلها على أرض الواقع.

وفي ذات السياق أكدت السيدة سعاد بوحاميدي، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن اللقاء مع منتدى الفيدراليات بالمغرب جيد ومهم، ويندرج في إطار سلسلة اللقاءات التي برمجها الحزب مع العديد من المنظمات الحقوقية خصوصا التي تشتغل على موضوع المرأة، لأن الحزب دأب على إيلاء الأولوية لقضايا المرأة، وتحفيزها على الانخراط في العمل الحزبي والترشح للاستحقاقات الانتخابية بمختلف مستوياتها.

مستحضرة في تصريح لها للبوابة الرسمية للحزب (بـام.مـا) تجربتها الشخصية من داخل الحزب سواء من خلال تحملها، في وقت سابق، لمهمة الأمينة العامة الجهوية للحزب على مستوى جهة الرباط، أو كمستشارة بجهة الرباط سلا القنيطرة، الذي جمع بين دعم الحزب لها وحرصها الشخصي على إبراز قدراتها السياسية والتدبيرية.

مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات التواصلية “تساعدنا على مستوى الحزب على الرفع من التمكين للمرأة، كما تساعدنا أيضا على تأطير النساء خصوصا على مستوى كل جهة على حدة. مشددة على انخراطها الكلي في الاشتغال على المشروع الذي اقترحه المنتدى، وذلك بهدف تطبيق مخرجات هذا اللقاء والأهداف التي سيعمل المنتدى على تحقيقها من خلال عملية التأطير والمواكبة نساء الحزب الرائدات على صعيد الجهة، ووضعها لخبرتها التي راكمتها طيلة سنوات من العمل السياسي من أجل تحقيق الأهداف والغايات المشتركة.

مذكرة بالحضور القوي لمسألة التكوين والتأطير في فكر وأجندة اشتغال الحزب، ليس فقط من أجل تأهيل ومواكبة نساء سياسيات بشكل عام، وإنما لتكوين وتأطير مناضلات من داخل الحزب لتأهيلهن للترافع من أجل تأطير المغاربة.

تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير وتوضيب: عبد الرفيع لقصيصر وياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.