تطوان تحيي مئوية المدرسة الأهلية وتأكيد رسمي على دعم الذاكرة التربوية الوطنية

0 150

شهدت مدينة تطوان، خلال الفترة من 13 إلى 15 ماي الجاري، احتفالية وطنية وتربوية بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المدرسة الأهلية، أول مؤسسة تعليمية وطنية حرة في المدينة، والتي أنشئت عام 1925 لتكون منارة للعلم ومركزا للنضال الوطني ضد الاستعمار، وركيزة في حماية الهوية الوطنية والثقافية.

وأشرف عامل إقليم تطوان، عبد الرزاق المنصوري، إلى جانب رئيس المجلس الإقليمي لتطوان، إبراهيم بنصبيح، على مراسيم افتتاح هذه التظاهرة، التي نظمت بشراكة بين جمعية قدماء المعهد الحر ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة، وبتعاون مع عمالة الإقليم، وجامعة عبد المالك السعدي، وجماعة تطوان، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، والمجلس الإقليمي لتطوان.


وفي كلمة له خلال الافتتاح، أكد بنصبيح على “الرمزية التاريخية العميقة التي تكتسيها المدرسة الأهلية”، مشيرا إلى أنها شكلت منذ نشأتها فضاء لتكوين كفاءات وطنية في مجالات متعددة، من قبيل التعليم والإدارة والطب والمحاماة، كما كانت مسهمة في تخريج نخب شاركت في النضال الوطني.

وأضاف أن تخليد هذه الذكرى لا يعد احتفالا شكليا، بل يمثل “لحظة وفاء لذاكرة وطنية ومناسبة لتجديد الالتزام بقيم الاجتهاد، وحب الوطن، والإيمان بدور التعليم في بناء المستقبل”، مبرزا أن تحويل المدرسة إلى مركب ثقافي يحمل اسم الزعيم الوطني عبد الخالق الطريس “يعكس الاستمرارية في أداء الرسالة التنويرية للمؤسسة، ويؤكد الوعي الجماعي بأهمية صون الذاكرة التربوية وتعزيزها كرافعة للتنمية الثقافية والاجتماعية”.

وجدد بنصبيح التزام المجلس الإقليمي بدعم جميع المبادرات التي تهدف إلى حماية وتثمين الإرث التربوي والثقافي للمدينة، مشيدا بالدور الفعال لجمعية قدماء المعهد الحر بتطوان وكل الشركاء المسهمين في إنجاح هذه المحطة المتميزة، ومثمنا الدعم المادي والمعنوي الذي حظيت به الفعالية من طرف عامل الإقليم.

وشهدت الاحتفالية حضور عدد من الشخصيات الرسمية والأكاديمية، من ضمنهم ممثلون عن الجامعة، مجلس جماعة تطوان، الأكاديمية الجهوية، وكالة تنمية أقاليم الشمال، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني ومؤسسات ثقافية وتربوية، من أبرزها مؤسسة عبد الخالق الطريس.

وتضمن برنامج الفعالية عرض شريط وثائقي يوثق لتاريخ وتطور المدرسة الأهلية، ومعرضا للصور والوثائق التاريخية، بالإضافة إلى محاضرة علمية حول تاريخ التعليم الوطني في المغرب، كما تم تكريم شخصيات بارزة أسهمت في إشعاع المؤسسة وتعزيز مكانتها التربوية.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.