هشام صابري: كأس العالم 2030 فرصة استراتيجية لتأهيل الشباب وخلق دينامية اقتصادية مستدامة
أكد؛ هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالشغل، خلال ندوة وطنية التأمت اليوم السبت 24 ماي الجاري بجماعة المنصورية، حول “تشغيل الشباب في أفق احتضان كأس العالم 2030″، أن هذا الحدث الرياضي العالمي يمثل فرصة استراتيجية للمغرب لتفعيل إصلاحات هيكلية في سوق الشغل وتثمين الرأسمال البشري، خصوصا فئة الشباب التي تمثل أزيد من 30% من السكان النشيطين.
وأشار صابري إلى أن التحدي لا يقتصر على تنظيم تظاهرة ناجحة، بل يكمن في تحويل كأس العالم إلى منصة تنموية مستدامة، من خلال تأهيل الشباب، وتحقيق ملاءمة بين التكوين ومتطلبات سوق العمل، خصوصا عبر إصلاح المنظومة التعليمية ومبادرات كـ”مدارس الريادة”.
كما أشاد صابري بتجربة “مدن المهن والكفاءات”، باعتبارها رافعة لتكوين عملي مرتبط بالقطاعات الاقتصادية الحيوية التي ستواكب مشاريع كأس العالم، مثل السياحة، النقل، البنية التحتية والخدمات.
وفي هذا السياق، شدد صابري على أن هذه الدينامية الوطنية تأتي انسجاما تاما مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من قضايا الشباب والنهوض بأوضاعهم محورا أساسيا في الأوراش الكبرى للمملكة لبناء الدولة الاجتماعية، وفي مقدمتها ورش تعميم الحماية الاجتماعية ليشمل جميع المغاربة دون استثناء، باعتباره رافعة حقيقية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز الإدماج الاقتصادي للفئات الهشة، وفي طليعتها فئة الشباب.
وبالنظر إلى تجارب دولية، أوضح صابري أن المغرب يجب أن يتفادى نموذج الشغل المؤقت الذي عرفته دول مثل البرازيل وقطر، مستشهداً بتجربة ألمانيا الناجحة في تحويل حدث رياضي إلى رافعة اقتصادية طويلة الأمد.
وعلى المستوى الحكومي، شدد صابري على ضرورة التسريع البرامج الموجهة للشباب غير الحاملين للشهادات، مع اعتماد تكوينات قصيرة في قطاعات واعدة كالفندقة والتكنولوجيات الحديثة، إلى جانب تعزيز ثقافة التطوع التي تسهم في تنمية المهارات والانخراط في الدينامية الوطنية.
وختم صابري مداخلته بالتأكيد على أن كأس العالم 2030 يجب أن يُستثمر كفرصة لتجديد السياسات العمومية في مجال التشغيل، وتحقيق نقلة نوعية تجعل من الشباب المحرك الرئيسي لنمو اقتصادي مستدام. وتوفير شغل لائق للشباب في مختلف المناطق والمدن التي ستحتضن هذا المحفل الرياضي العالمي الكبير .