عضو القيادة الجماعية لبرلمانيي البام: المغرب يعيش اختلالات اجتماعية بنيوية والحلول تقتضي جرأة سياسية وإصلاحات عميقة

0 296

أكدت السيدة فاطمة سعدي، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، أن المغرب يواجه اختلالات اجتماعية بنيوية متراكمة، من أبرز تجلياتها تفاوتات في التنمية البشرية والترابية، ما أفرز واقعا وصفه جلالة الملك محمد السادس في وقت سابق بـ”مغرب السرعتين”، مشددة على أن هذه الأزمة أصبحت اليوم ماثلة بوضوح، و”تفرض علينا مواجهتها جماعيا بتصورات جديدة ومسؤولية حقيقية”.

وفي كلمتها التي ألقتها باسم القيادة الجماعية خلال اللقاء التواصلي المنعقد اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، بفندق حسان بالرباط، شددت سعدي على أن التحدي الأكبر المطروح اليوم هو كيفية تقليص الفجوة التنموية، والارتقاء بـ”المغرب الآخر” إلى نفس سرعة التنمية المنشودة، وبناء نخب جهوية ومحلية قادرة على ممارسة الحكامة الجيدة، والانفتاح على المواطنات والمواطنين، والإنصات إلى مطالبهم بجدية.

وتساءلت السعدي عن مدى قدرة النموذج السياسي الحالي على فرض التزامات فعلية على الفاعلين الاقتصاديين الكبار في الإسهام في التنمية الاجتماعية، كما انتقدت محدودية منظومة الحكامة في تحقيق أهداف الدعم العمومي، لا سيما فيما يخص الدعم الاجتماعي المباشر وتعميم التغطية الصحية، معتبرة أن غياب النتائج الملموسة يجعل الأرقام الرسمية غير مقنعة للمواطن، إذا لم يلمس أثرها في معيشه اليومي وخدماته الأساسية.

وأضافت عضو القيادة الجماعية أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش الأخير شكل تحولا استراتيجيا في مقاربة التنمية، من خلال دعوته الواضحة إلى الانتقال من النموذج القطاعي المجزأ إلى التنمية المجالية المندمجة، باعتبارها المدخل الحقيقي لإصلاح أعطاب التنمية، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات، وتحقيق العدالة في توزيع الفرص وصون كرامة المواطنين.

وأكدت سعدي أن المرحلة تفرض على النخب السياسية، تبني منطق جديد في التعامل مع قضايا المجتمع، قوامه الوعي بأن مشاكل الوطن تعني الجميع، وأن صياغة الحلول مسؤولية جماعية، معتبرة أن الاستقرار لا يُبنى على الصمت أو التجاهل، بل على الإصغاء والحوار والفعالية والنجاعة في الأداء.

وفيما يتعلق بالتعبيرات الشبابية التي عرفتها بعض المدن مؤخرا، شددت سعدي على أن الحزب اختار التعاطي مع هذه المستجدات بمسؤولية وطنية عالية، حيث انخرط المكتب السياسي منذ البداية في التعبئة المتواصلة عبر قطب التنظيم للأمناء الجهويين والإقليميين، ومنظمتي النساء والشباب، ولقطب السياسات العمومية، مؤكدة أن الحزب رفض الدخول في سجالات سياسوية ضيقة، وفضل التركيز على الإنصات والتأطير والنزول الميداني إلى جانب المواطنات والمواطنين.

تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.