مداوي يستعرض مشروع ميزانية التعليم العالي ل 2026 ويعلن عن خريطة جامعية جديدة وإصلاحات بيداغوجية وهيكلية
قدم؛ وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين مداوي، يوم الاثنين 3 نونبر 2025، عرضا مفصلا أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب حول مشروع الميزانية الفرعية للوزارة برسم سنة 2026، استعرض من خلاله أبرز مستجدات القطاع وأرقام السنة الجامعية 2025-2026، إلى جانب محاور الإصلاح البيداغوجي والحوكمة والدعم الاجتماعي والبحث العلمي.
وأوضح الوزير أن المنظومة الجامعية المغربية تعرف توسعا مستمرا، حيث بلغ العدد الإجمالي للطلبة أزيد من 1.3 مليون طالب، بزيادة قدرها 4.8% مقارنة بالسنة الماضية، 87% منهم في الجامعات العمومية. فيما بلغ عدد المؤسسات الجامعية 453 مؤسسة، منها 162 تابعة للجامعات العمومية، و73 عمومية غير تابعة، و120 مؤسسة خاصة.
وأشار مداوي إلى أن 81% من الطلبة يتابعون دراستهم في مؤسسات ذات ولوج مفتوح، مقابل 19% في مؤسسات الولوج المحدود، مضيفا أن عدد الأساتذة الباحثين ارتفع إلى 18.726 أستاذًا (+1276 أستاذا عن السنة السابقة)، مقابل أكثر من 8.000 إطار إداري وتقني. وبلغت نسبة التأطير أستاذا واحدا لكل 99 طالبا في الولوج المفتوح، وواحدا لكل 24 طالبا في الولوج المحدود.
وفي سياق الإصلاحات القانونية والتنظيمية، أبرز الوزير أن سنة 2025 شهدت إصدار 5 قوانين و16 مرسوما و17 قرارا، في إطار ملاءمة التشريعات مع مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
كما أعلن مداوي عن إعادة تنظيم المؤسسات الجامعية ضمن صيغ جديدة تشمل الكليات متعددة التخصصات والمدارس الوطنية، مع إحداث 29 مؤسسة جديدة عبر مختلف جهات المملكة، وإعداد خريطة جامعية جديدة تقوم على أقطاب جهوية ومركبات متكاملة لتحقيق العدالة المجالية في العرض الجامعي.
وفي محور الإصلاح البيداغوجي، أوضح مداوي أن الوزارة أنهت إعداد دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لأسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه، مع برمجة لقاء وطني في نونبر 2025 لتقييم التنزيل. كما تم اعتماد 366 مسلكا جديدا تشمل تخصصات رقمية ومسارات بالتناوب والتعليم الميسر.
وعلى مستوى تعزيز الكفاءات اللغوية، أطلقت الوزارة المنصة الوطنية Elogha-Sup لتدريس اللغات الخمس (العربية، الأمازيغية، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية) وفق المعايير الأوروبية، بهدف دعم السيادة البيداغوجية الرقمية.
وفي مجال البحث العلمي والابتكار، أشار الوزير إلى أن المغرب ارتقى إلى المرتبة 57 عالميا في مؤشر الابتكار، وسجل أول حضور لجامعة مغربية في تصنيف “شانغهاي” سنة 2024، مع تسجيل 18.469 منشورا علميًا و240 براءة اختراع تمثل 70% من إجمالي البراءات الوطنية.
كما أطلقت الوزارة البرنامج الوطني لدعم البحث التنموي والابتكار (PNARDI) بميزانية تصل إلى مليار درهم، لدعم أكثر من 800 مشروع، إلى جانب تمويلات خارجية بقيمة 62 مليون درهم من برامج أوروبية وإفريقية.
وفي الشق الاجتماعي، أبرز مداوي أن 429 ألف طالب استفادوا من المنح بنسبة استجابة بلغت 95%، كما ارتفعت الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية إلى 59.780 سريرا (+7%)، مع توقيع اتفاقيات لإنجاز أحياء جديدة بطاقة إضافية تناهز 15 ألف سرير.
كما شمل العرض الإشارة إلى توسيع المراكز الصحية الجامعية وخلايا الدعم النفسي، إلى جانب إطلاق برنامج وطني لمواكبة استعداد المغرب لاحتضان كأس العالم 2030، من خلال تكوين متطوعين وإحداث مسالك جامعية رياضية متخصصة.
خديجة الرحالي