البيان الختامي لدورة المجلس الوطني لمنظمة النساء .. تجديد الالتزام بقضايا المرأة والأسرة وتوحيد الجهود الترافعية والتنظيمية
عقد المجلس الوطني لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة دورته الثالثة، يوم السبت 21 يونيو الجاري بمدينة سلا، برئاسة رئيسة المنظمة السيدة قلوب فيطح، وبمشاركة عضوي القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، السيدة فاطمة سعدي، والسيد محمد المهدي بنسعيد، بالإضافة إلى السيدة زهور الوهابي نائبة رئيسة المجلس الوطني، إلى جانب عدد من أعضاء المكتب السياسي ووزراء الحزب.
واختتمت الدورة بإصدار بيان ختامي تضمن المواقف والتوصيات الصادرة عن السيدات أعضاء المجلس بشأن القضايا الوطنية والدولية المرتبطة بالمرأة والأسرة.
وشكلت الدورة مناسبة لتعزيز الحوار المباشر وتبادل الرؤى بين نساء الحزب وقيادته السياسية، حول مختلف التحديات التي تواجه المرأة المغربية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، كما مثلت محطة تنظيمية وتواصلية هامة على مستوى مسار المنظمة.
وخلال الجلسة الافتتاحية، استعرضت السيدة قلوب فيطح في كلمتها السياق التنظيمي والسياسي الذي رافق اشتغال المنظمة، مبرزة حضورها النضالي والترافعي في مختلف المحطات والورشات الوطنية والحزبية، وداعية إلى تعزيز منسوب التعبئة واليقظة حول القضايا الراهنة التي تهم الأسرة المغربية.
كما نوهت فيطح بالعمل المتفاني الذي تقوم به رئيسات المكاتب الجهوية للمنظمة، وما أبانّ عنه من التزام تنظيمي وانفتاح تواصلي فعال بمختلف الأقاليم.
وفي كلمتها التوجيهية، أكدت السيدة فاطمة سعدي، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، على أهمية الأدوار التي تضطلع بها المنظمة، داعية إلى تجاوز مرحلة الترافع حول النصوص نحو معركة تجسيد المطالب على أرض الواقع، معتبرة أن النسق الجديد للمسألة النسائية يفرض اشتغالا أعمق وأشمل يربط بين مختلف الأبعاد الاجتماعية والثقافية والسياسية.
كما دعت الحركة النسائية الوطنية إلى توحيد الخطاب والمطالب لتحقيق حضور فعلي ومؤثر للنساء في مواقع القرار السياسي والمسؤوليات العمومية.
ومن جانبها، ألقت السيدة زهور الوهابي كلمة نيابة عن السيدة نجوى ككوس رئيسة المجلس الوطني، أكدت فيها أن المرحلة التي تمر منها البلاد تتسم بدقة بالغة، في ظل تداخل رهانات الإصلاح السياسي، وإكراهات التنمية المجالية، وتراجع الثقة في الوسائط التقليدية، مما يفرض ضرورة إعادة تحديد أدوار التنظيمات داخل الأحزاب وتحديث آليات عملها.
واعتبرت أن تأسيس منظمة نساء الأصالة والمعاصرة جاء في هذا السياق كإطار مؤهل لتأطير النساء وبلورة تصورات سياسية عمومية.
وفي إطار التعاون بين هيئات الحزب، أبرزت السيدة فاطمة سعدي، بصفتها نائبا لرئيس أكاديمية البام، أن الشراكة الموقعة بين الأكاديمية والمنظمة تشكل إطارا مؤسساتيا لدعم وتطوير الأداء الترافعي والتكويني لمنظمة النساء، ولا سيما في ما يخص العمل مع نساء وفتيات العالم القروي، وتأهيل نخب نسائية جديدة قادرة على ممارسة الترافع المجتمعي من داخل المؤسسات المنتخبة محليا وجهويا ووطنيا.
وبعد مناقشة مستفيضة للمواضيع المطروحة ضمن جدول الأعمال، تميزت بالجدية والمسؤولية، صادقت السيدات أعضاء المجلس الوطني للمنظمة على جميع التقارير والمقترحات المقدمة.
وفي ختام أشغال الدورة، تلت السيدة سميرة صالح بناني، نائب رئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة، البيان الختامي الذي صدر عن المكتب التنفيذي، والذي أكد على ما يلي:
– الإشادة بما تحققه الدبلوماسية الوطنية من نجاحات متتالية في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
– تجديد التأكيد على التزام المنظمة بالترافع الجاد والمستمر عن قضية الصحراء المغربية في كافة المحافل الإقليمية والدولية.
– التنديد بالوضع الإنساني المأساوي الذي تعانيه النساء الصحراويات المحتجزات في مخيمات تندوف، والتأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي يشكل الحل الواقعي والمناسب لإنهاء معاناتهن.
– الإدانة الشديدة للاعتداءات الوحشية الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة، وللإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مع التنويه بالجهود المتواصلة لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز صمود المقدسيين.
– تثمين الإصلاحات التشريعية والمجتمعية التي يشرف عليها وزراء الحزب، لما تمثله من تجسيد للرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة في سبيل تنمية البلاد وتحسين أوضاع المواطنين.
– التنويه بمواكبة المنظمة لورش إصلاح مدونة الأسرة، والإشادة بالأدوار التي قامت بها في الترافع حول هذا الورش الكبير، والدعوة إلى مراجعة جوهرية للقانون تحترم الثوابت الدينية وتستجيب لتحولات المجتمع.
– الدعوة إلى التسريع بإحالة مشروع قانون الأسرة على البرلمان، واعتماد مقاربة شاملة تضمن مصالح الأسرة المغربية، وتكرّس الإنصاف والمساواة.
– التأكيد على أهمية اتفاقية الشراكة الموقعة مع أكاديمية البام، لما تمثله من أداة لدعم التشبيك المؤسساتي وتعزيز قدرات الفاعلات داخل المنظمة.
– الاعتزاز بالانعقاد الناجح للجموع العامة في غالبية جهات المملكة، وما أسفرت عنه من انتخاب ديمقراطي وشفاف لمكاتب جهوية تمثل امتدادا تنظيميا وتواصليا فعالا مع النساء على المستوى الترابي، والدعوة إلى استكمال الهيكلة التنظيمية لباقي الجهات.
– التنويه بمختلف المبادرات التي تم تنظيمها ميدانيا في عدد من الجماعات والمدن، والدعوة إلى مضاعفة الجهود لإطلاق المزيد من البرامج التواصلية والتوعوية الموجهة للنساء في المجالات الحضرية والقروية على السواء.
– التأكيد على أهمية تنظيم قوافل تحسيسية وتكوينية لفائدة النساء والفتيات، خاصة في المناطق النائية، لتعزيز الوعي بحقوقهن وتحفيز مشاركتهن في الحياة العامة.
واختتمت الدورة بالتأكيد على عزم المنظمة مواصلة انخراطها الفعال في كافة الأوراش الوطنية، واستمرارها في بلورة برامج ومبادرات تدعم مكانة المرأة داخل المجتمع وتعزز حضورها في مختلف مراكز القرار، وفق رؤية حداثية دامجة ومسؤولة.
– أعده للنشر: مراد بنعلي- تصوير: ياسين الزهراوي
تجدون أسفله النص الكامل للبيان الختامي