اللبار من تورونتو: إشراك الشباب ضرورة استراتيجية لبناء مدن آمنة ومتماسكة

0 149

شاركت؛ مدينة فاس في أشغال القمة العالمية السادسة لشبكة المدن القوية، التي نظمها معهد الحوار الاستراتيجي (Institute for Strategic Dialogue – ISD) واحتضنتها مدينة تورونتو الكندية، خلال الفترة الممتدة، في واحدة من أبرز التظاهرات الدولية المخصصة لدور المدن في مواجهة التطرف وخطاب الكراهية وتعزيز التماسك المجتمعي.

ومثل مدينة فاس في هذه القمة الدولية عزيز اللبار، نائب رئيس مجلس جماعة فاس المكلف بالشراكة والتعاون الدولي، حيث عرفت القمة مشاركة أزيد من 370 رئيس بلدية ومسؤولا محليا وممثلين عن حكومات وطنية وخبراء ميدانيين، يمثلون 116 مدينة من 46 دولة، وشكلت منصة لتبادل التجارب وبحث حلول مبتكرة لبناء مدن أكثر أمنا وشمولا.

وافتتحت القمة بكلمات لكل من الرئيسة التنفيذية لمعهد ISD ساشا هافليتشيك، وعمدة مدينة تورونتو أوليفيا تشاو، فيما أشرف المدير التنفيذي لشبكة المدن القوية إريك روزاند على فعاليات اليوم الأول.

وأكد السيد اللبار، في كلمة خلال القمة، أن مشاركة مدينة فاس تندرج في إطار التزام المملكة المغربية، من خلال منتخبيها المحليين، بتعزيز دور المدن في الوقاية من التطرف والاستقطاب، مشيرا إلى اعتماد المغرب مقاربات تشاركية وحلولا مستدامة تقوم على الحكامة الترابية الجيدة وإشراك مختلف الفاعلين.

وأضاف أن إشراك الشباب لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة استراتيجية لتعزيز الوقاية وبناء مجتمعات أكثر صمودا وتماسكا، مبرزا أهمية آليات من قبيل المجالس الشبابية، والموازنة التشاركية، وتقييمات السلامة المجتمعية، والابتكار الرقمي بقيادة الشباب، باعتبارها أدوات تمكن المدن من استثمار طاقات الشباب وإبداعهم.

وفي هذا السياق، جددت مدينة فاس التزامها بالعمل وفق مقاربة تشاركية تجعل الشباب في صلب الفعل العمومي المحلي، من خلال إرساء آليات تمثيلية للشباب، وتفعيل الموازنة التشاركية، وإشراكهم في تقييمات السلامة المجتمعية، وتشجيع الابتكار الرقمي الهادف إلى تعزيز السلم المجتمعي.

وقالت الجماعة إن فاس تفخر بتجربتها في التعاون مع شبكة المدن القوية، التي أفضت إلى إحداث مجلس شباب مدينة فاس كمنصة للتفكير المشترك وبناء القدرات، وتطوير مبادرات يقودها الشباب تسهم في الوقاية وتعزيز الوعي المدني وترسيخ قيم الانتماء والمسؤولية.

وشهدت القمة مشاركة وازنة للوفد المغربي في عدد من الجلسات النقاشية التي تناولت قضايا تدبير الشأن المحلي، وإدارة الأزمات، والحكامة الحضرية المستدامة، حيث تم تسليط الضوء على تجربة مدينة فاس كنموذج للتنمية الحضرية المتوازنة التي تجعل المواطن محور السياسات العمومية المحلية، انسجاما مع الرؤية الملكية الهادفة إلى بناء مدن مغربية مرنة وشاملة.

وعلى هامش القمة، أجرى نائب رئيس مجلس جماعة فاس سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عمداء مدن وممثلي منظمات دولية، بهدف تعزيز التعاون اللامركزي وتبادل الخبرات في مجالات التدبير المحلي والتنمية المستدامة والابتكار الاجتماعي، بما يعزز إشعاع مدينة فاس كعاصمة علمية وثقافية للمملكة المغربية.

وأكد السيد اللبار أن مدينة فاس، بما تحمله من عمق حضاري وتاريخي، ستظل أرضا للحوار والتسامح والتعايش، ومنفتحة على مختلف الثقافات والحضارات، مشددا على أن الاستثمار في الشباب يشكل ركيزة أساسية لبناء مدن قوية وقادرة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

وخلال القمة، صادقت عمدة تورونتو، إلى جانب عمدتي مدينتي الرباط ولاهاي، بصفتهما الرئيسين المشاركين لشبكة المدن القوية، على “إعلان تورونتو”، الذي يجسد التزام القادة المحليين بالدفاع عن الديمقراطية، ومناهضة خطاب الكراهية والتحرش الذي يستهدف المسؤولين العموميين، وضمان الكرامة والإدماج لجميع السكان.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.