المحطات التنظيمية والانتخابية وبرامج التنمية الترابية موضوع اجتماع الأمانة الإقليمية للحزب بإقليم تاونات
ترأس الدكتور محمد الحجيرة الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس- مكناس يوم السبت 13 شتنبر 2025 بالمقر الإقليمي للحزب بمدينة تاونات، اجتماعا تنظيميا للأمانة الإقليمية للحزب بإقليم تاونات، بحضور عدد من رؤساء مجالس الجماعات الترابية ومنتخبي ومنتخبات الحزب، إلى جانب أعضاء الأمانة الإقليمية وأعضاء المجلس الوطني بالإقليم ذاته.
الاجتماع عقد بمناسبة الدخول السياسي الجديد، والتداول في المستجدات السياسية والتنظيمية الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية، مع تشخيص الوضع التنظيمي على مستوى الإقليمي والمحلي، والاستعداد للمحطات المقبلة وفي مقدمتها الاستحقاقات الانتخابية والمؤتمر الوطني لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة واستكمال برنامج هيكلة الأمانات المحلية بكل الجماعات الترابية التابعة لإقليم تاونات.
في كلمته، قدم الحجيرة عرضا سياسيا وتنظيميا تناول فيه مختلف القضايا الوطنية والرهانات المطروحة على الهيئات الحزبية والمدنية والإعلامية، مؤكدا على مركزية قضية الصحراء المغربية في أجندة الحزب. مشددا على ضرورة التصدي للمحاولات البئيسة والحملات المغرضة التي تستهدف المغرب ورموزه الوطنية.
وفي هذا الإطار أبرز الأمين الجهوي التحولات العميقة والمنجزات الكبرى التي تحققت في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، سواء على المستوى التنموي أو الديمقراطي أو الدبلوماسي، والتي بوأت المملكة مكانة رفيعة على الساحة الدولية، باعتبارها نموذجا متميزا في المنطقة، مع الإشارة إلى النجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب، خاصة ما يرتبط بقضية الصحراء المغربية، والاعتراف الدولي المتزايد بمصداقية مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
كما استحضر الدعم المتواصل الذي يقدمه المغرب للشعب الفلسطيني ولقطاع غزة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس.
من جانب آخر توقف الحجيرة عند النهضة التنموية التي تعرفها بلادنا بفضل المشاريع الهيكلية الكبرى الجارية على المستوى الترابي، والتي تندرج ضمن الاستعدادات الوطنية لاحتضان تظاهرات رياضية قارية ودولية، مستعرضا مضامين الخطاب الملكي السامي لعيد العرش، الذي ركز على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والمشاورات حول المنظومة الانتخابية، والجيل الجديد لمخطط التنمية الترابية.
تنظيميا، ثمن الأمين الجهوي مختلف المبادرات التي تباشرها القيادة الجماعية للأمانة العامة والمكتب السياسي ووزيرات ووزراء الحزب وفريقيه البرلمانيين، مشيدا بالدينامية التنظيمية التي تعرفها جهة فاس– مكناس، بفضل التنسيق المحكم بين الأمانات الجهوية الإقليمية والمحلية، وبرلمانيي ومنتخبات ومنتخبي الحزب. كما نوه بيقظة المناضلات والمناضلين الذين يواجهون كل محاولات النيل من مصداقية الحزب وقياداته الوطنية والجهوية و الإقليمية و المحلية.
وفي هذا الإطار دعا الأمين الجهوي إلى تعبئة قوية لإنجاح المؤتمر الوطني لمنظمة شباب الحزب، مع ضمان المناصفة وتمثيلية كافة أقاليم والجماعات الترابية التابعة لجهة فاس- مكناس وفق المذكرة التنظيمية الوطنية.
الأمين الجهوي أكد على مواصلة عملية هيكلة الأمانات المحلية، والمنتديات المهنية، وتنظيم لقاءات تواصلية، والانفتاح على الطاقات والكفاءات، والرفع من وتيرة الانخراطات الحزبية.
على المستوى الإقليمي؛ توقف الأمين الجهوي عند الأهمية الاستراتيجية التي يكتسيها إقليم تاونات في مسلسل التنمية الجهوية والوطنية، مبرزا أن البنية التحتية بالإقليم تشكل محورا أساسيا في رؤية الدولة والمجالس المنتخبة، مع التذكير ببرمجة وإنجاز مشاريع الطريق السريع، ومشاريع الربط بالماء الصالح للشرب، وبناء السدود، والتأهيل الحضري للمراكز الجماعية، إلى جانب عودة النواة الجامعية إلى الإقليم بعد سنوات من التوقف، وكلها أوراش كبرى تعكس الإرادة المشتركة للدفع بعجلة التنمية في هذا الجزء من التراب الوطني، في مختلف المجالات وفق رؤية مشتركة بين مختلف الفاعلين الإقليميين والتي ينسقها ويقودها عامل إقليم تاونات.
الحجيرة شدد على أن هذه الدينامية التنموية تستدعي مضاعفة الجهود وتعزيز التكامل بين مختلف المؤسسات والفاعلين الرسمية والسياسية والمدنية، وفي هذا السياق، نوه بالمنهجية المعتمدة من طرف السلطات الإقليمية، بتنظيم لقاءات تشاورية موسعة مع رؤساء مجالس الجماعات الترابية وباقي الفاعلين المحليين، من أجل بلورة جيل جديد من البرامج التنموية الترابية المندمجة، الكفيلة بالحد من الفوارق المجالية، وتقوية العدالة الترابية على المستويات الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي.
الأمين الجهوي اختتم كلمته بالتأكيد على أن هذه الجهود التنموية، إلى جانب العمل الحزبي الجاد واليقظ، تمثل فرصة تاريخية لإعادة الاعتبار لإقليم تاونات، وتعزيز دوره في النسيج الجهوي والوطني، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ترسيخ العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية الشاملة.
وفي كلمته، أكد محمد لطفي، نائب الأمين الإقليمي وعضو المجلس الوطني، على أهمية هذه المحطة التنظيمية في تعزيز التماسك الداخلي للحزب، مشيدا بالثقة الموضوعة فيه لتدبير الأمانة الإقليمية بمعية نوابه وأعضاء المكتب الإقليمي. كما شدد على ضرورة الاشتغال بروح جماعية وبمنهجية تشاركية، والعمل على إنجاح المؤتمر الوطني للشبيبة، إلى جانب الإعداد لتأسيس المنظمة الإقليمية للنساء بتاونات، بما يعزز الحضور الشبابي والنسائي في هياكل الحزب.
مداخلات الحضور سجلت أهمية عقد هذا الاجتماع قبيل انطلاق الدورة الخريفية للبرلمان، معتبرين أن اللقاء يشكل لبنة أساسية في مسار الإعداد المبكر للانتخابات المقبلة، وعلى رأسها انتخابات مجلس النواب، مع الدعوة إلى تشخيص دقيق لمواطن القوة والضعف التنظيمي، وإطلاق نقاش داخلي تشاركي يفضي إلى برنامج عمل مضبوط يعالج قضايا التنمية الترابية، وفق أجندة محددة زمنيا.
كما شدد المتدخلون على ضرورة معالجة بعض الاختلالات التنظيمية، وتكريس مبدأ حزب المؤسسات والتضامن بين جميع برلمانيي ومنتخبي ومنتخبات ومناضلي ومناضلات الحزب. والتأكيد على أهمية برمجة لقاءات تواصلية مع رؤساء مجالس الجماعات الترابية لدعم الأقاليم والجماعات التي تفتقر لقيادات منتخبة.
اجتماع الأمانة الإقليمية خلص إلى تكليف محمد لطفي بتدبير الشأن التنظيمي والسياسي للأمانة الإقليمية بمعية أعضاء الأمانة الإقليمية،
و انتداب لائحة المؤتمرين والمؤتمرات للمؤتمر الوطني لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة، والانطلاق في برنامج تجديد وتأسيس الأمانات المحلية بمختلف الجماعات الترابية بالإقليم، وانتخاب لجنة تحضيرية لتأسيس منظمة نساء الأصالة والمعاصرة بإقليم تاونات.
كما تم التأكيد على الانخراط الجماعي لتنزيل مبادرات القيادة الجماعة للأمانة العامة والمكتب السياسي والالتزام بتوجيهاتها، سياسيا وتنظيميا وانتخابيا، والدفاع عن انتظارات المواطنات والمواطنين، مع الدعوة إلى التعبئة الشاملة للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة والعمل على تقليص الفوارق المجالية ، والتجاوب مع انتظارات ساكنة إقليم تاونات في مجال التنمية من أجل تقويتها ودعمها للتخفيف من الفوارق المجالية كما جاء في الخطاب الملكي السامي وخصوصا في مجال الحقوق الأساسية كالماء والطرق والتعليم والصحة والسكن والرياضة والشغل والصناعة التحويلية والتقليدية إسوة بباقي أقاليم وجهات المملكة المغربية.