مالية 2026 .. إلهام الساقي تشيد برؤية الوزارة وتؤكد على ضرورة توسيع استفادة الشباب من البرامج الوطنية

0 130

أكدت إلهام الساقي، باسم فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل برسم سنة 2026، أن هذه الميزانية تترجم رهانين استراتيجيين في المشروع المجتمعي الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والمتمثلين في الاستثمار في الإنسان المغربي وصيانة الهوية الوطنية وتعزيز الرأسمال اللامادي للأمة.

وأشادت الساقي في مستهل مداخلتها بالمجهودات الملموسة التي تبذلها الوزارة تحت إشراف السيد الوزير، معتبرة أن الجمع بين قطاعات الشباب والثقافة والتواصل في إطار رؤية موحدة يعكس تصورا إصلاحياً مندمجاً يرتكز على النجاعة، والتقائية السياسات العمومية، وتنزيل التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تمكين الشباب وتعزيز الهوية الثقافية.

وأضافت أن العرض الذي قدمه السيد الوزير يؤكد حرص الوزارة على تحقيق توازن بين تأهيل البنيات التحتية والبرامج والمشاريع الميدانية، في انسجام مع توجهات النموذج التنموي الجديد، مبرزة أن هذا المجهود يستحق التنويه بالنظر إلى محدودية الموارد وتعدد الرهانات القطاعية.

وفي استعراضها لأبرز المنجزات، ثمنت الساقي البرامج الوطنية الرامية إلى تأهيل دور الشباب والمراكز السوسيوثقافية، وربطها بمبادرات تكوينية ومقاولاتية تسعى إلى جعل الشباب فاعلاً أساسيا في التنمية.

كما نوهت بتعميم برنامج “جواز الشباب” على الصعيد الوطني، لما يتيحه من خدمات متعددة في مجالات الثقافة والرياضة والنقل والترفيه، معتبرة إياه خطوة عملية نحو إدماج الشباب في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.

وأشادت كذلك بمجهودات الوزارة في تأهيل مراكز التخييم وتجهيزها، وتنظيم جائزة المغرب للشباب 2025 التي كرمت طاقات وطنية مبدعة في مجالات البحث العلمي والابتكار والعمل التطوعي، مؤكدة أن هذه المبادرات تشكل رسالة قوية مفادها أن الإبداع المغربي هو رصيد وطني يجب أن يحتضن ويُنمّى.

وفيما يخص قطاع الثقافة، أبرزت الساقي نجاح الوزارة في رقمنة مساطر دعم المشاريع الثقافية والفنية، مما عزز ثقة الفاعلين في آليات الدعم العمومي.

كما ثمنت تنظيم معارض وطنية تحتفي بالذاكرة التاريخية للمملكة، منها معرض “المسيرة الخضراء… جسر تواصل بين الأجيال”، وكذا إطلاق مشاريع ترميم المواقع التراثية المتضررة من زلزال الحوز حفاظاً على الذاكرة الجماعية للمغاربة.

أما في مجال التواصل، فقد أشادت الساقي بمواصلة الوزارة تأهيل المشهد الإعلامي الوطني، وتشجيع المبادرات الرقمية الجديدة، إلى جانب إطلاق برامج للتربية الإعلامية والمواطنة الرقمية تستهدف الشباب، معتبرة أن ذلك يشكل نواة لبناء ثقافة تواصل مسؤولة ومواطِنة.

وأكدت الساقي أن المغرب يعيش دينامية تنموية شاملة، وأن قطاعي الشباب والثقافة مدعوان ليكونا في صلب هذه النهضة.

وفي هذا الإطار، دعت إلى توسيع قاعدة المستفيدين من البرامج والمشاريع لتشمل الشباب في العالم القروي والمناطق الجبلية، وتحويل دور الشباب ودور الثقافة إلى فضاءات نابضة بالحياة المجتمعية.

كما اقترحت تخصيص جزء من ميزانية الوزارة لإنشاء فضاءات رقمية جهوية مزودة بخدمات الإنترنت والتجهيزات الحديثة لتكوين الشباب في المهن الرقمية والذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن التحول الرقمي لم يعد خياراً بل ضرورة وطنية.

ودعت في السياق نفسه إلى الإسراع في إخراج الاستراتيجية الوطنية للكتاب والقراءة، وتشجيع الصناعات الثقافية المحلية التي تخلق فرص عمل وتنعش الاقتصاد الترابي، مشددة على أهمية بناء الثقافة كرافعة اقتصادية وتنموية.

وفي ختام مداخلتها، دعت الساقي إلى مواصلة إصلاح قطاع الإعلام العمومي وتحديث التشريعات المنظمة للاتصال السمعي البصري والإشهار الرقمي، وكذا ترسيخ التربية الإعلامية في المؤسسات التعليمية لتنشئة جيل قادر على التمييز بين المعلومة والرأي.

كما أكدت على ضرورة تعزيز الشراكات بين الوزارة والجماعات الترابية والقطاع الخاص، لكون مستقبل التنمية الثقافية لا يمكن أن يقوم على الميزانية العمومية فقط، بل على التكامل بين الدولة والمجتمع والفاعلين الاقتصاديين.

وختمت الساقي مداخلتها بالتأكيد على دعم فريق الأصالة والمعاصرة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل في جهودها، معتبرة أن ما تحقق خلال السنة الماضية وما يُرتقب خلال سنة 2026 يؤشر على ترسيخ مجتمع المعرفة والإبداع، ويمنح الشباب المغربي الثقة في قدراتهم ومؤسساتهم ومواهبهم، مؤكدة أن الشباب ليسوا فقط “حاضر الوطن”، بل هم مستقبله الخلاق والمبدع.

خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.