وزارة التعليم العالي تعيد رسم خريطة الجامعة المغربية .. أقطاب جهوية جديدة وهيكلة للكليات

0 412

كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين مداوي، عن ملامح رؤية جديدة لإعادة بناء منظومة التعليم العالي بالمغرب، وتشمل إنشاء أقطاب جامعية جهوية، وإعادة تنظيم الكليات متعددة التخصصات، إضافة إلى تسريع أوراش الأنوية الجامعية والمؤسسات الجديدة التي تمثل الجيل المقبل من التعليم العالي.

وأوضح الوزير، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين اليوم الثلاثاء 9 دجنبر 2025، أن التحولات السريعة التي يعرفها العالم وسوق الشغل تدفع نحو ضرورة إعادة ترتيب العرض الجامعي بشكل يتجاوز المنطق المحلي، مؤكدا أن الجامعة اليوم مطالبة بتكوين كفاءات قادرة على الاندماج في سوق شغل عالمي، لا يقتصر على المستوى الوطني فقط.

وفي هذا الإطار، تسعى الوزارة إلى تطوير عرض جامعي متوازن يضمن تكافؤ الفرص ويستجيب للحاجيات الوطنية والجهوية، حيث أشار السيد مداوي إلى افتتاح مؤسسات جديدة بالعيون والداخلة لتكوين مهندسين من الجيل الجديد، في إطار إعادة بناء منظومة التكوين بما ينسجم مع السياسات الوطنية الكبرى ورهانات المستقبل.

وفيما يخص الكليات متعددة التخصصات، أكد الوزير أن هذه المؤسسات فقدت دورها الأصلي الذي أحدثت من أجله منذ 2003، بعدما تحولت إلى وحدات ضخمة تضم عشرات الآلاف من الطلبة وتدرس تخصصات واسعة ومتباعدة، من الآداب إلى العلوم والحقوق.

وأشار إلى أن الوزارة تعمل حاليا، استنادا إلى توصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين لسنة 2022، على إعادة هيكلة هذه الكليات وفق رؤية جديدة ترتكز على العدالة الاجتماعية وتقريب التعليم العالي من المواطنين، مع ملاءمة التكوينات مع حاجيات الجهات وتحديات المهن المستقبلية.

وضمن مشروع الإصلاح، أبرز الوزير أن مشروع القانون 29-54، المعروض على مجلس النواب، يتيح لأول مرة إمكانية إنشاء أقطاب جامعية جهوية، تقودها جامعة عمومية تتمتع باستقلال إداري ومالي، إذ ستعمل هذه الأقطاب عبر اتفاقيات لتوحيد التكوينات والبحث العلمي، وإنهاء وضعية الاشتغال المنفصل بين الجامعات داخل الجهة نفسها.

وعن الأنوية الجامعية، التي تمت برمجتها منذ 2018، أوضح المسؤول الحكومي أن 33 نواة جرى التخطيط لإنشائها، غير أن غياب الميزانيات الكافية خلال سنة 2025 عطل استكمال عدد منها، مذكرا أن الوزارة شرعت أولا في الوحدات التي استوفت مساطرها القانونية، مثل الحسيمة وتاونات والقصر الكبير والحاجب وبنجرير وسيدي بنور.

وأضاف أن مؤسسات أخرى تم بناؤها وتجهيزها لكنها ما تزال في انتظار المصادقة من طرف مجالس الجامعات، مشيرا إلى أن الوزارة طلبت من هذه الأخيرة تقديم مقترحات جديدة لاستكمال المشاريع العالقة.

مواكبة إعلامية: سارة الرمشي/ ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.