الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى: نجاح تجارب معينة في الغرب ليس مضمونا تكرارها في المجتمعات المسلمة

0 276

اعتبر؛ الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى؛ اليوم الأحد 08 ماي الجاري بأبوظبي، أن ما نجح في الغرب ليس مضمونا تكراره في المجتمعات المسلمة، مؤكدا مع ذلك أن السعي نحو طموح مشروع يعكس إرادة المسلمين ، “ليس مجرد أضغاث أحلام”.

وأضاف السيد بن عيسى في مداخلة له خلال الجلسة الوزارية، المنظمة في إطار المؤتمر الدولي الثاني للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي افتتحت أشغاله اليوم بالعاصمة الإماراتية، أنه من أجل انتقال المسلمين من حالات التشظي والانقسام والاحتراب أحيانا، نحو التكامل والتآزر والانتظام في بوتقة متماسكة، يستدعي أولا النظر إلى الدين الإسلامي في معناه الحضاري والأنثروبولوجي العام، مشيرا بهذا الخصوص الى أن الثقافات والحضارات الإسلامية، بعيدا عن العبادات والمعتقدات، هي في الأصل حقوق للإنسان فردية وجماعية، تشكل الإطار الواقعي المتقاسم بين كافة المسلمين، بغض النظر عن أسلوب تدينهم، وطرق إبراز هويتهم؛ وأيضا التشبث بموروثهم الحضاري.

وقال :”بما أنه يكاد يكون مستحيلا قيام مشروع اتحادي في ظل سيادة الجهل والأمية، وافتقاد المتطلبات الدنيا للعيش الكريم “، فإنه لا بديل لمحو هذا التخلف من خلال إشاعة المعرفة ونشر التعليم على أوسع نطاق بين الفئات الشعبية في المجتمعات المسلمة لتمكينها من مساءلة ماضيها المعتم لبناء مستقبل مشرق.

وأكد السيد بن عيسى أن الشعوب المتقدمة في عالمنا المعاصر، كسبت رهانات التقدم، “لأنها سارت في اتجاهين، أولهما تغيير العقليات وثانيهما مساءلة منظومة القيم المجتمعية المهيمنة؛ بمراجعتها جذريا في أفق توطين الثقافة الديموقراطية، وما يرافقها من قيم العدالة والمساواة والتسامح وقبول الآخر.

ويبحث المؤتمر الدولي الثاني للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي ينظم على مدى يومين، سبل إسهام الوحدة الإسلامية، في تحقيق التقدم العلمي، والقضاء على الفقر، والتصدي للتطرف والتعصب.

كما يناقش المؤتمر الذي ينظم في موضوع “الوحدة الإسلامية، المفهوم، الفرص والتحديات”، السبل الكفيلة بتحقيق تطور الدول الإسلامية في مجالات العلوم الدينية والإنسانية والطبيعية والفنون والآداب، وتنمية المجتمعات المسلمة والقضاء على الفقر فيها والنهوض بالتعليم والبحث العلمي، فضلا عن مواجهة التحديات التي تعانيها هذه المجتمعات سواء تلك المتعلق بالتطرف والعنف، أو التعصب والتحزب والطائفية.

ويهدف المؤتمر الذي يحضره مشاركون من 150 دولة من ضمنها المغرب، إلى تقديم خطاب فكري وشرعي يسد الفراغ الموجود لدى المسلمين في مختلف دول العالم، ويعالج تحدي الانتماء عند المسلم المعاصر، وينطلق من قيم التعايش ومواجهة التحديات التي تواجهها البشرية في كل مكان، سواء كانت متعلقة بالتغير المناخي أو مواجهة الأوبئة أو الفقر أو البطالة، وصناعة فرص للشباب.

وكان وزير التسامح والتعايش الإماراتي، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، قد اعتبر في كلمة افتتح بها المؤتمر، أن مكانة المجتمعات المسلمة في هذا العالم، تتوقف على قدرتها على إدارة شؤونها بكفاءة، وعلى مدى إسهاماتها في مسيرة البشرية، دونما تشدد أو تعصب، أو عنف أو تحيز.

ويشارك في المؤتمر، وزراء الشؤون الدينية بعدد من البلدان الإسلامية، وشخصيات تنتمي إلى حقول الفكر والمعرفة، بالإضافة إلى خبراء ورجال دين وعلماء وأساتذة جامعيين.

يشار إلى أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة هو هيأة دولية غير حكومية، تم تأسيسها في 8 مايو 2018، وتتخذ من أبوظبي مقرا لها. وتنضوي تحته أكثر من 900 منظمة ومؤسسة إسلامية من 142 دولة.
 

ومع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.