الجزائر: انتهاء أكذوبة الدولة العظمى في المنطقة

0 676

بقلم: أنس بلمكي

يدرك كل متتبع للمشهد السياسي والإعلامي على الصعيدين الإقليمي والدولي، أن العلاقات المغربية الجزائرية قد أصبحت موضع اهتمام أكبر خلال الآونة الأخيرة، وذلك بسبب التصعيد الجزائري ضد المغرب، والذي أفضى بحكام قصر المرادية إلى الإعلان عن قطع العلاقات مع الرباط، مع ما استتبع ذلك من راجمات وسيل من الاتهامات الباطلة والأكاذيب المكشوفة التي باتت تلقى مزيدا من السخرية السوداء من هذا النظام العسكري، إلى درجة يمكن القول معها بأن السحر بدأ ينقلب على الساحر.

ذلك ما يمكن أن يستشف من المتابعة اليومية للتقارير الإعلامية (المرئية والمسموعة والمقروءة) الصادرة عن مختلف وسائل الإعلام القارية والدولية؛ حيث بدأت دائرة الاهتمام بهده القضية تتسع بشكل أكبر، كما بدأت الحقائق تتكشف بصورة أوضح وأدق. ففي الوقت الذي اختارت فيه الجزائر  طريق المظلومية ولغة الاستفزاز  والتهديد والوعيد والهجوم المجاني على المغرب؛ اختار  هذا الأخير التزام لغة عدم الرد ومواصلة عمله الرزين واختراقاته الدبلوماسية التي أزهرت انتصارات ونجاحات على كافة المستويات.

وبسبب ذلك كله، تكشف للجميع بأن عقدة الجزائر  (يطلق عليها أيضا عقدة هواري بومدين) تتمثل في محاولة تسويق صورتها كدولة عظمى بالمنطقة تقود حركات التحرر العالمية، ومنها ما تسميه بالدفاع عن تقرير مصير الشعب الصحراوي؛ وهي السمفونية (الأكذوبة) المشروخة والمتجاوزة التي تكذبها التقارير التي ما فتئ ينجزها خبراء وصحافيون مقتدرون ومحايدون من مختلف قارات العالم، بعد التأكد من أن الإطار العام لقضية الصحراء هو إطار مغربي جزائري، أما جبهة البوليسارية فتظل مجرد أداة في يد الجزائر توظفها وتستعملها في استفزاز المغرب والاعتداء على أراضيه لأطماع توسعية (بحثا عن منفذ يطل على المحيط الأطلسي).

والحال أن هذه التقارير، تشير أيضا إلى كون الانتصارات التي حققها المغرب في الآونة الأخيرة على كل الصعد ألبت عليه الجزائر، خاصة على مستوى أفريقيا، حيث إن العديد من الدول الإفريقية راجعت موقفها من قضية الصحراء بعد أن شعرت بأنها كانت ضحية عملية غش كبرى كانت تمارس من قبل الجزائر في الماضي، إذ يتساءل الكثيرون: لو كانت الجزائر يهمها حقا تقرير مصير ما تسميه بالشعب الصحراوي، فلماذا لم تمنحه جزء من أراضيها؟.

ووفق العديد من هذه التقارير الإعلامية الدولية، فإن التوتر الذي تشعل فتيله الجزائر مرده سببين اثنين:

من جهة أولى، هناك الأزمة الداخلية للجزائر؛ حيث تحاول هذه الأخيرة تصدير وتصريف هذه الأزمة عن طريق افتعالها لمشاكل ونسبها للمغرب (أزمة ندرة المواد الغذائية ، الحرائق بمنطقة تيزي وزو، وفاة أفراد جزائريين بالمنطقة العازلة، تقرير البنك الدولي، هزيمة المنتخب الجزائري لكرة القدم…الخ).

ومن جهة ثانية، محاولة الرد على اختراقات المغرب ونجاحاته في أفريقيا (التفهم الكبير الذي أبدته العديد من الدول الأفريقية في تفضيلها للسياسة المنتهجة من قبل المغرب وتغيير مواقفها السابقة بخصوص قضية الوحدة الترابية المغربية، إلى درجة أن الحليف الاستراتيجي للجزائر في أفريقيا وهي دولة جنوب أفريقيا بدأت في تحسين علاقاتها مع المغرب).

كما تشدد هذه التقارير أيضا على كون مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به منذ سنة 2007، قد لقي ترحيبا واسعا من لدن المجتمع الدولي؛ الأمر الذي يجعل المغرب في موقع قوة، وبالتالي فإنه حريص جدا على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، لأنه دولة عاقلة لا تقدم على المغامرات غير المحسوبة، خاصة وهي إحدى أقدم الملكيات في العالم.

وعليه، فإن بعض الخبراء الجيو ستراتيجيين يؤكدون على أن النظام الجزائري الذي تسيطر على دواليبه الطغمة العسكرية، بات من المؤكد أنه سيفقد مصداقيته بصورة تامة، لأن حبل الكذب قصير كما يقول المثل، وبالتالي فإن هذا النظام يوجد في مأزق حقيقي وهو ماض نحو حافة الإفلاس الكامل. أما ادعاؤها بكونها دولة عظمى .. فهي أكذوبة وقد انتهت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.