المحرشـي يتحــدث عن لقـاء وزان ويؤكد أن “البام” ليس في ملكية أحد وباستحضار حسن النية والانفتاح على الجميع سيصير الحزب أقوى مما كان

0 2٬315

بعد غياب طويل، امتد لأشهر عديدة، عن المشهد السياسي، عاد القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة السيد العربي المحرشي إلى واجهة الأحداث وهو يستقبل أول أمس (الأربعاء) بمدينة وزان، أو “دار الضمانة” كما يحب دائما تسميتها، عددا من قيادات الصف الأول بحزب الأصالة والمعاصرة وطنيا وإقليميا، والمساهمة الفعالة لإطلاق الشرارة الأولى للدينامية التنظيمية والسياسية للحزب وذلك بعد فتور وتعثر تسببت فيها نقاشات واختلافات في الرؤى ووجهات النظر.

ولأنه مدافع شرس على مؤسسات الحزب وفي مقدمتها الواجهة الإعلامية الرسمية لحزب الأصالة والمعاصرة، وعلى قدر كبير من الوعي باهميتها، فقد أصر السيد العربي المحرشي، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، على أن يكون أول خروج إعلامي له بعد العزلة التنظيمية التي اختار الدخول فيها مباشرة بعد المؤتمر الوطني الرابع من خلال البوابة الرسمية للحزب، حيث خصنا بتصريح صحفي تحدث فيه عن السياق التنظيمي والسياسي الذي جاء فيه لقاء “دار الضمانة”، ونظرته لمستقبل الحزب بعد طي صفحات الخلاف، والأفق الذي ينظر به لمستقبل الحزب سياسيا وانتخابيا، خصوصا وأن أجندة مواعيد الاستحقاقات الانتخابية قاب قوسين أو أدنى.

التصريح الصحفي كان مناسبة تحدث لنا فيها السيد المحرشي عن الأدوار والمهام التي سيباشرها إلى جانب قيادات الحزب للمساهمة في تقوية الحزب تنظيميا والرفع من وثيرة أداء مختلف الأجهزة والمؤسسات والهيئات والتنظيمات الموازية للحزب من أجل تحقيق نتائج انتخابية متقدمة، هذا ولم يفوت السيد المحرشي هذه المناسبة دون التوجه إلى جميع مناضلات ومناضلي الحزب برسالة عنوانها الصراحة والوضوح والالتزام.

“دار الضمــانة” تــذيب الخلافات وتشحذ الهمم

أكد السيد العربي المحرشي على أن اللقاء الذي احتضنته “دار الضمانة” بحضور الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي، والسادة عبد النبي بيوي وسمير كودار، إضافة إلى الأمين الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، السيد عبد اللطيف الغلبزوري، ورؤساء الجماعات بإقليم وزان وبعض البرلمانيين، عرف نقاشا ووضوحا حقيقيين على مستوى وجهات النظر والرؤى والأفكار.

مضيفا بالقول: ” أن اللقاء كان مناسبة للتطرق بجدية ومسؤولية للترتيبات المتعلقة بالمستقبل السياسي للحزب بالجهة، والتدابير التي ينبغي مباشرة اتخاذها من طرف قيادة الحزب على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة من أجل الرفع من جاهزية الحزب والاستعداد للاستحقاقات المقبلة، إضافة إلى التطرق للوضع التنظيمي بإقليم وزان خاصة والأقاليم التابعة للجهة عموما”. مشيرا إلى أن تنقل قيادة الحزب من جهات مختلفة لمدينة وزان كان فرصة لزيارتها والتمتع بجمال المنطقة الخلاب.
“وذلك من أجل إصلاح الأعطاب والاشكالات التي يعرفها الحزب على مستوى الجهة، والعمل الجماعي بين القيادة الوطنية والجهوية والإقليمية من أجل تدبير المرحلة المقبلة بشكل جيد ورسم خارطة الطريق التنظيمية والانتخابية على مستوى الجهة”، يقول السيد المحرشي. مضيفا بالقول: “وقد انصب النقاش على مجموعة من النقط تهم التدبير التنظيمي والانتخابي في المحطات المقبلة، مستدلا بذلك على مضمون الكلمة التوجيهية للسيد الأمين العام والتي قدم فيها الخطوط العريضة للتوجهات العامة على مستوى التنسيق والتدبير مع باقي الحلفاء السياسيين، وخصوصية المراحل المقبلة”.

اشتراط “حسن النية” ومبدأ “الحزب للجميع”، أُسُس “البـام” القوي،

وارتباطا بالشروط الذاتية والموضوعية لإنجاح الدينامية التنظيمية والسياسية التي أطلقها الحزب، شدد السيد العربي المحرشي على أن التطلع إلى مستقبل واعد وقوي يتطلبا حزبا قويا، والذي بدوره لن يكون قويا إلا بنسائه وشبابه وأطره وكفاءاته ومنتخبيه، ولتحقيق هذه المعادلة، يرى السيد المحرشي أنه لا مناص من “طي جميع صفحات الخلاف، وضرورة انفتاح السيد الأمين العام على جميع المناضلات والمناضلين وتجاوبه السريع والايجابي مع جميع الأفكار والمقترحات ووجهات النظر، لأن “البـام” هو حزب الجميع، وبالتالي ينبغي أن يجد الجميع ذواتهم داخله”. مؤكدا أنه إذا كان الاشتغال بهذه الطريقة، سيكون المستقبل لحزب الأصالة والمعاصرة.

لافتا الانتباه إلى أن ما زاد من عزيمته وجاهزية انخراطه في عملية البناء التنظيمي والسياسي للحزب هو ما لمسه من حسن نية من طرف جميع الحاضرين في اللقاء، والتزام الجماعي على الاشتغال وفق مبدأ الحزب يتسع للجميع، وهو ما انعكس خلال مناقشة التدابير الخاصة بالمرحلة المقبلة، والصيغ المثلى لاستئناف العمل الحزبي جهويا ووطنيا، بنفس واحد وعائلة واحدة.

من وزان ينطلق “الجرار” إلى كل الأقاليم والجهات،

وفيما يتعلق بطبيعة الأدوار والمهام التي من المُنتظر أن يباشرها للمساهمة في تحقيق النتائج التنظيمية والانتخابية الواعدة، قال السيد المحرشي إنه سيباشر، التنسيق مع المناضلات والمناضلين والمنتخبين والبرلمانيين والأمانة الجهوية، في برمجة مجموعة من اللقاءات التنظيمية والتواصلية التي ستخصص لتشخيص مواقع الخلل وأين توجد الإشكالات التنظيمية والسياسية، وبناء على ذلك سيتم تحديد أولويات العمل على مستوى كل جماعة وإقليم على حدى.

وحينها، يضيف السيد المحرشي، “سنتدارس بشكل جماعي وتوافقي طُرق وصِيغ معالجة مختلف الإشكالات المرصودة، وسبل تجاوزها من أجل تقوية الحزب تنظيميا وانتخابيا على المستوى الجهوي. “ومن تم سننطلق في أجرأة كل التدابير الممكنة لإصلاح كل ما يمكن إصلاحه، خصوصا وأنه لدينا من الوقت ما يكفي لمعالجة كل الاختلالات، واسترجاع مؤسسات وهياكل الحزب لعافيتها وقوة حضورها”.

ومن التركيز على تقوية الحزب على مختلف الواجهات بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى العمل بجد وعزيمة على تحقيق الاشعاع الحزبي الذي يستحقه حزب الأصالة والمعاصرة وطنيا، حيث أشار القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة إلى أنه سيتم تسطير برنامج عمل، بتنسيق مع الأمين العام وكل الإخوة والأخوات المعنيين، والاشتغال جميعا يدا في يد من أجل تدبير المرحلة المقبلة بفعالية والتقائية وفق خصوصية كل الأقاليم والجهات. مشددا على ضرورة كسب هذا الرهان من طرف جميع المناضلات والمناضلين بنفس القوة والعزيمة والإصرار، لأنه رهانهم جميعا وليس رهان الأمين العام فقط. وهو رهان على تاريخ الحزب وكل والعواصف والانتقادات والمؤامرات التي تعرض لها، والتكالب الذي تعرض له من مختلف الجهات.

وبالرغم مما وصفها بالخلافات في التقدير ووجهات النظر التي عاشها الحزب في مرحلة من المراحل، يرى السيد المحرشي أن الوقت قد حان للتغلب على كل ذلك إذا ما حضرت الإرادة الجماعية، “وأنا لمست هذه الإرادة والرغبة في طي صفحة الخلاف وتدبير المرحلة المقبلة بشكل جماعي، وهو ما سيمكننا من القوة والنفس لنكون في مستوى المرحلة المقبلة”.

الصراحة والوضوح والالتزام…رسائل المحرشي للمناضلات والمناضلين،

وفي ختام هذا التصريح الصحفي الذي خص به السيد العربي المحرشي البوابة الرسمية لحزب الأصالة والمعاصرة (بـام.مـا)، وجه رسالة لجميع المناضلات والمناضلين، سواء الذين انخرطوا في الحزب منذ التأسيس أو من التحقوا به طيلة الاثنا عشرة سنة التي مضت من عمر الحزب، وحتى للملتحقين الجدد الذين سيركبون “الجرار” في الفترة المقبلة، لاقتناعهم بالمشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي الذي يحمله، أقول لهم أن “البـام” هو حزب كل المغاربة، وليس حزب خاص بوهبي أو المحرشي أو بنشماش أو غيرهم.

موجها نداءه لجميع المناضلات والمناضلين ودعوتهم لِتَقلُّد أدوار مهمة في تقوية الحزب، “لأنه كان حزبا قويا ويُضرَبُ له ألف حساب وكان رقما حقيقيا في المعادلة السياسية، لكن الخلافات الداخلية التي ربما كانت فيها أخطاء أو سُوء في التقدير وتَسرُّع في إصدار المواقف من طرف الجميع”، وهنا حمّل ذات المتحدث المسؤولية للجميع قيادة وقواعدا، فيما آلت إليه أوضاع الحزب بسبب الصراعات والخلافات التي كانت داخله، والتي أعتقد أنها ستكون الوقود الذي سيحرك “الجرار” وتقويه، وتعطينا نفَساً قوِيّا لننتقل به إلى مرحلة أحسن من المراحل السابقة.

“وأتمنى أن تتحقق هذه الآمال، وأن ينخرط جميع المناضلات والمناضلين في هذه الدينامية”.

خديجـــة الــــرحــالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.