المستشار البرلماني الخمار المرابط في ضيافة باميي الرباط بصفته خبيرا دوليا في الطاقة النووية

0 387

رحابة الصدر في تقبل التساؤلات، وآراء على اختلافها، وأجوبة عملية دقيقة بشمولية وموضوعية كبيرة، كانت لسان حال المستشار البرلماني الخمار المرابط الذي حل ضيفا على الطاولة المستديرة؛ من طرف الأمانة المحلية للبام الرياض – أكدال، إذ ارتدى قبعته العملية كخبير دولي في مجال الطاقة النووية ليقدم عرضا حول “التقنيات النووية ودورها في التنمية المستدامة”، مساء اليوم السبت 18 ماي الجاري بمقر المجلس الوطني للحزب بحي اكدال الرباط، بحضور عدد من المناضلات والمناضلين، جلهم من الشباب الطلبة والأطر المهنية.

رئيس لجنة السياسات العمومية بأكدال – الرياض، عماد بلمير أسندت إليه مهمة تسيير الجلسة والتي استهلها بكلمة ترحيبية بالحاضرين وتقديم نبذة عن المسار الاكاديمي والمهني للمستشار البرلماني الخمار المرابط ورحلته العملية التي قادته لشغل مناصب مرموقة في الوكاله الدوليه للطاقه الذريه.

من جهته، اختار السيد المرابط أن يتحدث في بداية عرضه عن مساره الدراسي والأكاديمي بداية من حصوله على صفة مهندس متخصص في الطاقة النووية إلى نيله شهادة الدكتوراه في الطاقة النووية ثم التحاقه بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا- النمسا كمتدرب، إلى تدرجه في مراتب المسؤولية من خبير متخصص في الأمن النووي إلى مسؤول عن عدد من المهمات في شتى بلدان العالم المنتمية لنادي الدول المستعملة للطاقة الذرية.

في حين عرج المرابط للتطرق في عرضه إلى توضيح عدد من الحقائق النووية والاستعمالات المتعددة للطاقة النووية في مجال البحث العلمي والفلاحة، نظير تعقيم المنتجات الفلاحية ومحاربة الحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية. نفس الأمر المرتبط بالاستعمالات السلمية للطاقة النووية والمتعلقة بمجال الصحة في المغرب ( + 11 ألف منشأة سنية و+62 مسرع للإلكترونات و25 منشأة للطب النووي و39 منشأة للعلاج الإشعاعي ..) وبالمثل في مجال الصناعة (أكثر من 400 جهاز لقياس الإشعاع لمراقبة الجودة في الصناعات الكيميائية وفي معامل السكر ومعامل الإسمنت..).

وتابع السيد المرابط شروحاته العلمية من خلال تبسيطه لنماذج المفاعل النووية (1- المفاعلات المبردة بالماء والتي تمثل نسبة 95 في المائة من جميع المفاعلات النووية في العالم؛ 2- المفاعلات المبردة بالغاز ذات خاصية توليد الكهرباء بكفاءة عالية وعلى نحو فعال من حيث التكلفة، 3- المفاعلات النووية السريعة، 4- مفاعلات الملح المصهور، 5- مفاعلات النمطية الصغيرة والتي يرتقب ان يلجأ اليها المغرب بالنظر الى كونها توفر بين إمكانية الجمع بين مصادر الطاقة النووية ومصادر الطاقة البديلة بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة).

واسترسل السيد المرابط بصفته خبيرا دوليا في مجال الأمن النووي عرضه بتفسير مراحل الإنشطار النووي ومكونات مفاعلات الطاقة النووية ومميزات إنتاج الطاقة النووية؛ من إنتاج للطاقة الكهربائية وخلوها من انبعاثات الكربون ودورها في استدامة الوقود وتحقيق الاستقلال الطاقي وإسهاماتها المتعددة في تطوير البحث العلمي.

أخطار المفاعلات النووية وإدارة النفايات النووية كانت من بين الجوانب التي تطرق إليها السيد المرابط في عرضه؛ كما طرح إشكاليات أخرى مرتبطة بأخطار المفاعلات النووية من تكلفة الصيانة والبناء والحوادث النووية. إذ سرد تجربته في عام 2011 من أحداث تسرب الإشعاعات النووية باليابان من مفاعل فوكوشيما الشهيرة، حيث كان وقتها يشغل مهمة الديمومة الدورية كخبير في الأمن النووي داخل أروقة الوكاله الدوليه للطاقه الذريه بفيينا.

ولقي عرض السيد المرابط تفاعلا إيجابيا من طرف الحاضرين الذين وجهوا عددا من الأسئلة المرتبطة بحظوظ المغرب لدخول نادي البلدان المستعملة للطاقة النووية؛ ومدى قدرة المغرب في ولوج مجال توليد الطاقة النووية سواء من حيث الخبرة وتكوين الموارد البشرية المتخصصة ومصادر تموين المفاعلات بالمواد الأولية المستعملة في مجال الطاقات النووية؛ إلى جانب طرح عدد من الحاضرين لأسئلة اخرى مرتبطة بالوقود النووي واستعمالاته في مجال إنتاج السيارات ودعم الطاقات المتجددة ومصادقة المغرب على ترسانة القوانين والأنظمة المعمول بها دوليا للاستفادة من رخص استعمال الطاقة النووية.

وهي التساؤلات التي أجاب عنها السيد المرابط بكل دقة وموضوعية وشرح مستفيض نال اعجاب واستحسان الحاضرين؛ و هو ما اعتبره المستشار بمثابة تشجيع أولي لهم للسير قدما نحو تحقيق حلم التخصص في مجال الطاقة النووية واستعمالاتها الصديقة للانسان وللبيئة.

تحرير: يوسف العمادي- تصوير عبد الرفيع القصيصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.