”المغرب ما بعد أزمة كورونا” أسئلة يجيب عنها المهدي بنسعيد ببرنامج ”تيزي إيي-كوفيي ”

0 1٬129

دعا المهدي بنسعيد الناشط السياسي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة الذي حل ضيفا على الحلقة الأخيرة لبرنامج مبادرة تيزي إيي-كوفيي، إلى ضرورة ان يعتمد المغرب على مؤهلاته وطاقاته الداخلية وان يتبنى مخطط مغربي خالص، نظير مخطط مارشال، وذلك بغية الخروج من نفق ما بعد أزمة ”كورونا”. كما استشرف خيرا بخصوص مستقبل التنمية في المغرب من خلال مجهودات رجاله ونساءه الوطنيين العاملين بكل تفان ومسؤولية في كافة الواجهات لمواجهة جائحة كورونا.

كما طالب المهدي بنسعيد في معرض جوابه على أسئلة محاوره في برنامج ”تيزي إيي-كوفيي ”، الذي يبث على صفحات الويب بصفته رئيس النادي المغربي لدراسات العلاقات الدولية، وعضو سابق في مجلس النواب ورئيس سابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني، بالإشارة إلى ضرورة أن تظل يد الدولة متحكمة في قطاع الصحة، كما وجه المهدي بنسعيد من خلال تحليله لموضوع حلقة البرنامج”كيف نعيد الدينامية للعجلة الاقتصادية، ما بعد زمن كورونا”، نداء إلى عموم المغاربة يدعوهم في مضمونه ”إلى احترام ضوابط الحجر الصحي وان نساعد الساهرين على أمننا الصحي أولئك الوطنيين المترابطين في الجبهة الأولى في مواجهة جائحة كروونا بتطبيق أفعال مواطنة”.

كورونا..انعكساتها الاقتصادية والاجتماعية على بلادنا

وانتهز المهدي بنسعيد البرلماني السابق بقبة البرلمان المغربي فرصة تحليله لهذا المحور لكي يعبر عن شكره وتقديره لكل جنود الخفاء الذي يتفانون في عملهم لأجل التطبيق الصارم لضوابط الحجر الصحي التي دعت إليها أعلى سلطة في البلاد، مبرزا أن قائد البلاد الملك محمد السادس المشرف على تدبير هذه الأزمة أعطى تعليماته السامية لمختلف المصالح لأجل تحمل المسؤولية ويجب تطبيق بالحرف والامتثال لها بكل روح وطنية.

كما عبر عن شكره للممونين وكافة الفاعلين المساهمين في استقرار أسعار المواد الغذائية بغية أن يسود الاستقرار ويستشعر المواطن الطمأنينة من حيث مصادر التموين لجل تجاوز هذه الأزمة الصحية بأقل الأضرار الممكنة.

كما حيا العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين المتفانين في علمهم، المتواجدين في الخط الأمامي في المواجهة مع وباء كرونا، رغم أنهم مهددون بالإصابة بالوباء، لكن روحهم الوطنية جعلتهم لا يعبئون لمخاطر الوباء، ويعملون بجد شأنهم شأن رجال ونساء الأمن والسلطة الساهرين على تطبيق إجراءات الحجر الصحي، لكي تنجو بلادنا من هذه الجائحة، داعيا في الآن ذاته عموم المغاربة والقاطنين فوق التراب الوطني إلى التزام مساكنهم، لأننا بذلك سنساعد هؤلاء المواطنين في عملهم وسنتجاوز هذه الحرب الضروس بكل عزيمة وثقة.

من جهة أخرى، أجاب المهدي بنسعيد عن تساؤل مدى إسهام هيئته السياسية في مواجهة جائحة كرونا أن حزب الأصالة والمعاصرة بادر إلى دعم مجمل المبادرات الحكومية لإيجاد الحلول المستعجلة والسبل الكفيلة لإنقاذ المغرب من خطر انتشار الوباء.

كما أكد بنسعيد بصفته مناضلا في صفوف حزب الجرار ان الحزب ساهم عبر قنواته التنظيمية إلى تشجيع أرباب الشركات ونوابه ومنتخبيه إلى التبرع في الصندوق الخاص لمواجهة جائحة كورونا، وكذا التواصل مع المواطنين والمواطنات وتجديد دعوات ونداءات التضامن والتكافل بين كافة المغاربة سواء بين القاطنين في الأحياء السكنية أو بين الافراد. بالنظر إلى ان تطبيق الحجر الصحي يقول البرلماني السابق المهدي بنسعيد يفرض البقاء في المنازل مما يطرح اشكالية التموين لدى شرائح واسعة من المجتمع خصوصا منهم المياومين ذوي الدخل اليومي. وبالتالي فهذا الأمر يحتم علينا كفاعلين سياسيين يفيد المهدي بنسعيد أن نتواصل مع الشعب بطرقنا الخاصة لكي يصبح التضامن ليس مجرد خطاب، بل ممارسة فعلية وان يساعد بعضنا البعض لأجل تجاوز هذه المحنة.


تقييم لأزمة كرورنا

”لا يمكن ان نتحدث عن تقييم شامل في المرحلة الحالية” يجيب المهدي بن سعيد رئيس النادي المغربي لدراسات العلاقات الدولية، مستطردا كلامه بالقول ”..لأننا لم نخرج بعد من عنق الأزمة، ولكن هنالك انعكاسات ذات بعد قصير ومتوسط”. ولكي يتجاوز المغرب انعكاسات هذه الجائحة الوبائية اعتبر المهدي بنسعيد

أن الدولة باعتبارها اللاعب الرئيسي، يجب ان تعمل إلى جانب الفاعلين الاقتصاديين لإنجاح مخطط يهدف إلى تقليص تأثير الانعاكاسات السوسيو اجتماعية ذات المدى القصير ، من خلال دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وكذا الكبرى لكي تستمر الحياة الاقتصادية، مسترسلا تحليله بالتنبيه إلى أن عددا من القطاعات الحيوية متضررة سواء تعلق الأمر بالقطاع السياحي أو مجال البناء والاشغال العمومية أو القطاع الخدماتي.

وفي نفس الصدد، دعا إلى دعم أرباب الشركات بتخصيص اعتمادات مالية لكي نساعدهم على تحمل مسؤوليته اتجاه مستخدميه والتضحية للحفاظ على القدرة الشرائية لعمالهم،بالنظر إلى أن الشهر الفضيل على الأبواب.وذلك في انتظار نهاية ابريل الموعد المرتقب لانفراج هذه الأزمة الصحية، وبعدها علينا ان نفكر هل نقترض من جديد لإنقاذ الاقتصاد الوطني، وفق ما ستطرح المرحة الجديدة للاقتصاد العالمي ما بعد ازمة كرورنا. يفيد المهدي بنسعيد.

وفي سياق، رده على سؤال ” هل قامت الأحزاب المغربية بدورها في مواجهة تدبير الأزمة الوبائية” قال المهدي بنسعيد أنه وبغض النظر على أن هنالك احزاب حكومية واخرى في المعارضة، اليوم يجب ان نتعامل مع هذه الجائحة بحس وطني وتحمل مسؤولية جماعية. وأضاف قائلا:” كان دورنا ان نوصل الرسائل ونواكب القرارات التي اتخذتها الدولة في وقتها الضروري مرحلة بمرحلة”

”هل يجب من الآن التفكير في المغرب ما بعد الأزمة الوبائية”

”..بالفعل ” يجيب المهدي بنسعيد رئيس النادي المغربي لدراسات العلاقات الدولية معللا كلامه بالقول ” ..فإذا نجحنا في الانضباط لإجراءات الحجر الطبي فغالبا ستزول هذه الأزمة مرحليا يوم الـ 20 أو 24 ابريل، وبالتالي يجب التفكير في مخطط ”مارشال” مغربي خالص”.

كما لمح بنسعيد العضو السابق بمجلس النواب والرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني، إلى ضرورة ان نستخلص الدروس والعبر من واقع العالم في المرحلة الحالية، إذ أضحى كل بلد يعتمد على مؤهلاته وطاقات الداخلية، وبالتالي يقول المهدي بنسعيد يجب ان نشجع الصناعة والعمل على تسريع تطورها، والتفكير في ايجاد اوراش أخرى ومشاريع منتجة للثروة لأجل ضخ أموال وإيرادات إضافية لخزينة للدولة، وساق مثالا على ذلك باستحضاره لمقترح حزب الاصالة والمعاصرة بقبة البرلمان المغربي الخاص بتقنين زراعة الحشيش، من خلال ايجاد حلول بديلة لدعم موارد الدولة، نظير العديد من الدول الأوروبية أو امريكا اللاتينية، وكندا التي بدورها قطعت أشواطا مهمة في هذا الطرح البديل. والغاية يفيد المهدي بنسعيد ان تختزل الدولة سياسيتها الامنية وفي الآن ذاته دعم الفلاحين الصغار للعمل بشكل قانوني وفق ضوابط مشرعة بقوة القانون.

كما دعا المهدي بنسعيد إلى ضرورة دعم قطاعي التعليم والصحة، ولما لا ان يصبح المغرب متميزا وبطلا في عالم الابحاث العلمية والاختراعات، بالنظر إلى ان هنالك كفاءات مغربية بارز في ها المجال محليا وأخرى قررت الهجرة. وزاد قائلا:” حان الوقت لكي نستفيد من تجربتها”.

والهدف من ذلك يشير الناشط السياسي المهدي بنسعيد ان نصبح دولة نامية تعتمد على مواردها الداخلية بنسبة كبيرة بنسبة الـ 70 في المائة لتجاوز المعيقات بأقل التكاليف الممكنة، وكمثال على ذلك أعطى نموذج المدرسة المغربية التي تمكنت ان تتنقل في فترة وجيزة من مدرسة جيل ال 2.0 إلى جيل 4.0 بفضل طاقات مغربية خالصة.

في حين ان باقي شركائنا الاقتصاديين الخارجيين كالاتحاد الأوروبي يجب ان نتريث ونتتبع وضعهم الاقتصادي ما بعد الأزمة لكي نرسم تصورا جديدا للكيفية التي سنتعامل معهم بها مستقبلا.

بالموازاة مع ذلك، تمنى ان يبادر بنك النقد الدولي إلى تقليص الديون أو تأجيل موعد سدادها، وان تكون مخرجات اجتماع القوى التسع العظمى G9 إيجابية وان تطرح خريطة طريق مستقلبية تخدم مصالح دول نامية نظير المغرب.

قطاع الصحة.. إلى أين ؟؟

يجب ان ندعم قطاع الصحة، يقول المهدي بنسعيد. مطالبا بأن يظل هذا القطاع الحيوي دائما تحت وصاية الدولة. واستحضر خلال تناوله لهذه المحور أنه كناشط سياسي في حزب معارض استنكروا بقوة تصريح بنكيران الداعي إلى خصخصة قطاع الصحة. وأفاد قائلا:” صوتنا ضد المشروع المقترح بالبرلمان، لأنه وفق تصورنا المجتمعي قطاع الصحة يجب ان لا ندعه يتحول إلى قطاع ذو سمة تجارية ربحية أكثر من بعده الإنساني التضامني”.

وبخصوص الوضع الحالي اعتبر المهدي بنسعيد ان المجال الصحي لم يصل بعد إلى مستوى الأزمة، ”لأنه ولله الحمد لم نصل مستوى الأزمة في قطاع الصحة، فإذا استطعنا ان نحد من انتشار العدوى مرحليا ولن نصل بعد إلى مستوى تفشيها مثل اسبانيا وإيطاليا وفرنسا”.

من جانب آخر، يرى رئيس النادي المغربي لدراسات العلاقات الدولية أن يحدث في اطار الجهوية مستشفى جامعي في كل جهة، وان نعمل بجهد مضاعفة لأجل توزيع مجالي عادل للبنيات التحتية والأطر الصحية، مبرزا أن تفعيل الجهوية في هذا الشق منذ الآن، لكي يستشعر مواطن للطمأنينة فيما بخص صحته وعافيته.

بالموازاة مع ذلك، ناشد المهدي بنسعيد مدبري الشأن العام ان تبقى يد الدولة متحكمة في قطاع التعليم، قائلا :” على الأقل إذا لم نستطع ان نبلغ النموذج المثالي الذي نريد، علينا أن نبرم شراكة بين الدولة والقطاع الخاص، لأجل ان تكون قادرة على مراقبة الأسعار ومضمون البرامج التعليمية” . وبالتالي يفيد

حان الوقت لكي نستعجل في تطبيق سياسة ”اللاتمركز ” بشكل فعلي ويجب على فاعل ان يلعب دوره مع إشراك الفاعلين الجهويين ونوفر لهم الموارد البشرية واللوجستيكية والمادية لتحقيق هذا المبتغى، ويؤكد المهدي بنسعيد على ان هذه الرؤية الإستراتيجية ستمكننا من ان نسير للأمام مشددا على أن هذه الإجراءات ليست بالحل السحري، بل حل بديهي وستمكننا من أن نتجاوز الأزمات المستقبلية.

نداء أخير

”..علينا أن نحترم ضوابط الحجر الصحي وان نساعد الساهرين على أمننا الصحي أولئك الوطنيين المترابطين في الجبهة الأولى في مواجهة جائحة كروونا بتطبيق أفعال مواطنة ، شأنهم شأن رجال ونساء الأمن والسلطات المحلية، إذ نحتاج ان يسود حس ايجابي في المجتمع لتجاوز الأزمات مثلما تجاوزها أسلافنا فوق هذه الأرض، وإذا جسدنا فعليا معاني التآخي والتضامن سنتمكن ان نتفادى هذه المحنة بأقل الخسائر والضحايا بكل بروح وطنية عالية”. يصرح المهدي بنسعيد في ختام مداخلته في البرنامج.


تحرير: يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.