بام جهة طنجة يحتفي بذكرى 8 مارس عبر ندوة فكرية هامة

0 632

تخليدا لليوم العالمي للمــــرأة الذي يتزامن مع تاريخ 8 مارس من كل سنة، واستمرارا من جانبها في تفعيل ديناميتها التواصلية مع عموم المناضلات والمناضلين، نظمت الأمانة العامة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بالمقر الجهوي بمدينة طنجة، أمس الإثنين 08 مارس 2021، ندوة فكرية لفائدة مناضلات الحزب حول موضوع: “نساء رائدات في الطب عبر التاريخ”، من تأطير البروفيسور- الأستاذ المحاضر بكلية الطب والصيدلة بطنجة، الدكتور عبد الحق خلوق.

الندوة تميزت بحضور عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة، السيدة زهور الوهابي، ومناضلات يمثلن مختلف التنظيمات الموازية للحزب (النساء، الشباب، الطلبة ..)، بالإضافة إلى الفعاليات النشيطة مهنيا وجمعويا في مجالات مختلفة، حيث تفاعلن بمتابعة كل أطوار هاته الندوة، وعبرن بالمقابل عن تثمينهن لاختيار هذا الموضوع، مع التأكيد على ضرورة تنظيم ندوات بشكل مستمر تعالج مختلف المواضيع والقضايا التي من شأنها تعزيز وتقوية الجانب التواصلي والتأطيري لدى المناضلات والمناضلين، خصوصا وأن الحزب مقبل على عدة محطات واستحقاقات مهمة.

المناضلة أمينة الروشاتي وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة عرجت على المغزى من تنظيم هذا الاحتفاء بالمرأة وهي مناسبة لها دلالاتها بما تحمله من تعبير عن الاعتزاز بمكانة المرأة ودورها الأساسي والمحوري في المجتمع، والمرأة النشيطة في المجال السياسي-الحزبي لا يقل دورها حجما وتأثيرا بحيث لها حضورها الدائم وعلى عدة أصعدة محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا وحتى دوليا.

وفي نفس الإطار أكدت المتحدثة على أن الرجل من موقعه له دور في دعم المرأة على جميع المستويات. كما وجهت تهنئة للحاضرات بيومهن العالمي وقدمت لهن ورود تعبيرا عن التقدير والاحترام.

مؤطر الندوة الدكتور عبد الحق خلوق أكد في مدخل العرض الذي قدمه أنه، مع الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، فإن شواهد التاريخ على امتداد العصور تقول أن النساء طالبن دائما بالحق في التعليم والمدرسة والصحة والطب سواء كمستفيدات من الخدمات الطبية، وبالأساس كطبيبات اقتحمن المجال بكل ثقة وحس عال من المسؤولية والرغبة في خدمة المجتمع.

واعتبر المتحدث أن المــــرأة بشكل عام كانت هي “الطبيبة الأولى” قبل ظهور الطب في سياقه العلمي، موضحا أن المجتمعات كانت تعلي من شأن المرأة المشتغلة في المجال وتسميها “رئيسة الأطباء (الحضارة الفرعونية). في حين كانت بعض المجتمعات في وقت لاحق تقلل من شأن المرأة وتمنعها من ممارسة الطب (الحضارة اليونانية)، بينما تميزت المجتمعات اللاحقة بمبادرات لدعم المرأة الطبيبة (الحضارة الرومانية). وأضاف خلوق أن العصور اللاحقة شهدت مراحل مختلفة ما بين نجاح المرأة في المجال الطبي وتراجع دورها خصوصا إبان القرون الوسطى.

في العصر الحديث، يقول الدكتور خلوق، وما بين الولايات المتحدة، فرنسا وانجلترا ستتألق المرأة الطبيبة والجراحة في العديد من التخصصات، وستتفوق في مجال التحصيل العلمي المرتبط بالمجال، وستؤكد أنها أحق بأن تكون لها مكانتها وتؤدي وظيفتها المجتمعية والإنسانية النبيلة، وستواجه المرأة العديد من العراقيل والإكراهات التي اعترضت طريقها في مسارها المهني خصوصا وأن الطب استمر لفترات طويلة من الزمن حكرا على الرجال.

واستحضر مؤطر الندوة نماذج نسائية رائدة في مجال الطب بالعالم العربي- الإسلامي، خاصة في مصر التي كانت لها الريادة، وصولا إلى تونس والجزائر، والمغرب الذي تعتبر فيه السيدة خديجة قبايلي أول امرأة حازت على دبلوم الطب سنة 1953 وظلت تمارس مهنتها بعيادتها حتى توفاها الأجل المحتوم في العام 2005، بالإضافة إلى فاطمة أبي التي تعد أول طبيبة جراحة مغربية والتي كان لها باع طويل في المجال حتى آخر لحظات عمرها خلال السنة المنصرمة.

وخلص الدكتور خلوق، إلى أن المــــرأة تبصم على نجاح كبير في مجال الطب حاليا على امتداد دول المعمور، وفي تخصصات طبية دقيقة جدا تحقق نفس النجاح، مشيرا إلى أن النساء حصدن إلى حدود اليوم العشرات من جوائز نوبل في مجال الطب، وفي سياق متصل تواصل الراغبات في دخول المجال مسارهن الدراسي بنفس الإيقاع من الحماس، بحيث أن 65 في المائة من طلبة كليات الطب والصيدلة في المغرب هن طالبات إناث.

مـــــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.