بوعدي يثني على جهود الدولة ويقدم توجيهات هامة للمواطنين من أجل قضاء الحجر الصحي في أحسن الأحوال

0 765

حل، المهندس، المناضل في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة السيد عبد السلام بوعدي، أول أمس الثلاثاء 14 أبريل الجاري، ضيفا على أثير الإذاعة الوطنية، الرباط-قطب الأمازيغية، للحديث حول موضوع “جائحة كورونا والحجر الصحي”.

وفي سؤال مرتبط بالظروف الراهنة والمجهودات التي قامت وتقوم بها الدولة المغربية، ومن موقعه كمهندس وفاعل جمعوي ومهتم بالتنمية الذاتية، كيف كان تعامل بوعدي مع الجائحة في الحجر الصحي؟، أجاب هذا الأخير أن هذا الظرف الغير المعتاد فاجأه مثل الجميع، إذ الكل لم يكن على استعداد أن يجد نفسه مع أسرته، بين عشية وضحها، حبيس فضاء محدود إلى أجل قد لا ينتهي لمدة طويلة ملتزما بقوانين الطوارئ، وبالتالي عدم التواجد خارج مسكنه إلا لحاجة قصوى وأيضا تغيير سلوكه الذي تعود عليه سابقا. وهذه سابقة في تاريخ البشرية بهذا الشكل بالتحديد، يضيف بوعدي.

إلى ذلك، أوضح المتحدث أن المغرب من الدول السباقة التي فرضت على المواطنات والمواطنين الحجر الصحي لمواجهة انتشار الوباء، إنها الطريقة الوحيدة التي يملكها الجميع. رغم ذلك هناك إكراهات تواجهها الدولة والمجتمع ككل، من بينها كون المنظومتين التعليمية والصحية ليستا في مستوى الحدث، يقول بوعدي.

بوعدي أضاف في هذا السياق، أنه زيادة على الوباء، فإن بلادنا تواجه أيضا الجهل والفقر بينما معظم الدول تواجه الوباء فقط، إن هذه الوضعية جد صعبة -في التعاطي- على الجميع وليست على مسؤولي الدولة فقط. لكن رغم ذلك، قامت الدولة المغربية بمعالجة الإشكالية بحنكة وتبصر كتقديم المساعدات للذين فقدوا الشغل مؤقتا، وللفئة الهشة حفاظا على الدورة الشرائية والاستقرار الاجتماعي، وذلك حسب القوانين المؤطرة لهذه الظروف.

وبسبب هذا الوباء، يمكن القول بأننا قد نستخلص دروسا وعبر من بينها أن الإنسان بمفهومه العام هو الأساس و مصدر الأمان بل حياة لكل فرد مرتبط بحياة الأخر بغض النظر عن مستواه الطبقي أو الاجتماعي,فالكل سواسية أمام الجائحة و بنفس الأهمية، يقول بوعدي، وأيضا المشكل الأساسي الذي قد يواجهنا في المستقبل ليس تداعيات الوباء فقط وإنما طريقة التفكير للفرد والمجتمع ككل لمواجهة ما بعد الجائحة.

لذا لزاما علينا مستقبل، يسترسل المتحدث، أن نغير طريقة تفكيرنا لبناء المستقبل الذي نطمح إليه جميعا، لأن العالم لن يعود كما كان قبل الجائحة، أعتقد من يعيد النظر في أولوياته وطريقة تفكيره سيحقق نتائج أفضل لنفسه والمجتمع.

بخصوص الجهود التي بذلتها الدولة للحد من تفشي الفيروس، ذكر بوعدي، أن هذه الأخيرة، قامت بعمل جبار وامتلكت الشجاعة الكبير عندما أعطت الأولوية لحياة المواطن على حساب حياة الاقتصاد، إذ أوقفت معظم مواردها في كل المجالات واهتمت حصرا بظروف عيش وصحة المجتمع المغربي من أجل الاستقرار والحفاظ على الأمن القومي.

فمعظم المجتمع المدني والحقوقي كان دائما ينادي بتوفير أدنى ظروف العيش بالنسبة للمواطن حفاظا على كرامته وأمنه الاجتماعي، لأن الإنسان هو أصل كل تطور في أي مجتمع بل قوة الدول في قوة شعوبها. ومن بين الإجراءات التي قامت بها الدولة المغربية بمختلف أجهزتها هي المساعدات المالية لمعظم الذين فقدوا الشغل بسبب الجائحة ولمعظم الفئة الهشة ثم الاعتماد على الكفاءات المحلية للإنتاج المحلي من أجل الاكتفاء الذاتي وتوفير أغلب وسائل الطبية لمواجهة الوباء.

وهذا إن دل على شيء، يقول بوعدي، فإنما يدل على أن المغرب في الطريق الصحيح، رغم التحديات التي تواجهه فان النتائج ستكون إيجابية مستقبلا، كما أؤكد أنه في مثل هذه الظروف يجب إشراك ذوي الخبرات والاختصاص في مختلف المجالات خاصة الحيوية منها لإبداء أرائهم ومقترحاتهم حتى نخرج من هذه الأزمة العالمية بأقل تكلفة، وذلك طبقا لمبدأ المقاربة التشاركية وإعطاء أيضا الأولوية للبحث العلمي في المستقبل القريب.

وختم بوعدي بالإشارة إلـــى أنه في مثل ظروفنا الحالية، يجب علينا أن نتجنب النقاش الهامشي الذي قد يؤدي بنا للمتاهات حتى نركز على أولويتنا، وهي الحفاظ على وحدتنا الأسرية والنفسية. والحل الوحيد الذي نمتلكه بل يمتلكه الجميع هو البقاء داخل الحجر الصحي للحد من انتشار وباء كوفيد 19 إلا لحاجة لابد منها مع تنفيذ القرارات الصادرة من الدولة والالتزام بقوانينها بعيدا عن كل المزايدات الخارجة عن حقنا الأساسي ألا وهو الحق في الحياة.

وللحفاظ على توازننا النفسي والأسري داخل الحجر الصحي، يقترح بوعدي، وهو للإشارة فاعل جمعوي وخبير في التنمية، نموذجا لتنظيم وقتنا وتنفيذه قدر المستطاع، فقبل كل شيء يجب علينا أن نتفق داخل الأسرة الواحدة على أوقات وجبات الأكل، وقت النوم والاستيقاظ حتى لا نعكر الجو العام داخل الأسرة، ثم تحديد وقت التأمل والتنفس مع الحركات الرياضية فردية أو جماعية، وبعد ذلك لكل فرد له حرية في اختيار باقي الأنشطة التي قد يبرمجها في استعماله الزمني الخاص مثل قراءة القرآن وقراءة باقي الكتب في مختلف المجالات.

ويوصي بوعدي بأن على كل فرد أن لا يسهر كثيرا وأن ينام ثمانية ساعات حسب الفرد مع التفكير الإيجابي والتغذية المتوازية، ويجب على جميع أفراد الأسرة أن يتحلوا بالتسامح والمحبة فيما بينهم لأنهم بذلك وزيادة على ما ذكرناه سلفا قد يقلصون حدة التوتر والقلق خاصة في الأسابيع القادمة.

“فعندما نعتني بأنفسنا وبأفراد الأسرة باستعمال إدارة الوقت سننشئ بيئة ايجابية وبالتالي معنويات مرتفعة التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع المناعة، فهناك مبدأ طبي متفق عليه يؤكد على أن كلما ارتفعت معنويات الفرد كلما ارتفعت مناعته، وما أحوج الجميع لارتفاع المناعة لمحاربة الوباء، والأهم من كل هذا هو استخلاص الدروس والعبر والتفكير ببناء مستقبلنا بعقلية جديدة مع مبدأ التعايش في بيئة سليمة”، يختم بوعدي.

مـــــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.