عبد الرحيم بوعزة: الفلاحة والسياحة بشفشاون يعيشان إكراهات غير مسبوقة بسبب الجائحة

0 707

قال، رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون السيد عبد الرحيم بوعزة، في معرض كلمة له، بمناسبة تنظيم فعاليات الملتقى الجهوي للتنظيمات المهنية الفلاحية، حول موضوع: “الفلاحة والسياحة القروية، أية تقاطعات”، (قال) إن الجهة المشرفة على التنظيم أي الغرفة الجهوية للفلاحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أحسنت اختيار مكان احتضان الملتقى “إقليم شفشاون” ذو الطابع الفلاحي بامتياز والجاذب للسياحة بفضل ما حباه الله من مؤهلات طبيعية وثقافية وبشرية وفنية.

وأوضح بوعزة، أن السؤال المطروح من خلال موضوع الملتقى، له أهميته وراهنيته، خاصة وأن الأمر يتعلق بأحد القطاعات الحيوية التي تشكل عصب الحياة بالنسبة لساكنة إقليم شفشاون، ألا وهو قطاع السياحة وتقاطعه مع قطاع الفلاحة والإكراهات التي يعانيان منها معا، في أفق التغلب على هذه الأخيرة لأجل تنمية قروية مستدامة.

وأضاف المتحدث أن المكانة التي تحظى بها الفلاحة بهذا الإقليم، سواء من حيث التنوع النباتيوالحيواني، تبقى ذات قيمة كبيرة بالرغم من الإكراهات التي تعتري بنياتها، إكراهات مرتبطة بما هو طبيعي ومناخي، بالإضافة إلى تغير الأنماط الثقافية والسلوكية. كما تواجه الفلاحة بالمنطقة نموا ديموغرافيا وتوسعا عمرانيا كبيرين تسببا في تآكل المساحات المخصصة للأنشطة الزراعية ولتربية المواشي.

من جهة أخرى يعرف قطاع السياحة تحديات أخرى وصعوبات ذاتية، كضعف البنيات التحتية وضعف التكوين والتأطير وغير ذلك، وأخرى موضوعية ومفروضة كتلك التي أملتها جائحة الوباء العالمي “كوفيد 19” الذي غير بشكل كبير وسلبي أنماط الحياة الاجتماعية وانعكست تداعياته على الحياة الاقتصادية كما الاجتماعية والثقافية والسياحية..

رئيس مجلس إقليم شفشاون أورد أنه إذا كان القطاع الفلاحي وتقاطعه مع القطاع السياحي، يشكلان أحد مقومات النهضة الاقتصادية والاجتماعية ورافعة التنمية الشاملة والمستدامة، خاصة مع تزايد عدد السكان وتزايد الطلب على المنتوجات الفلاحية الطبيعية، والإقبال على زيارة مناطق الإقليم المتعددة المؤهلات وذات الموروث الثقافي والتاريخي المادي واللامادي.

فإن ما يزخر به الإقليم سيمكن -إذا ما أحسن استغلاله وترشيده وفق منظور تنموي تشاركي- من تحقيق تنمية مستدامة، قاطرتها العنصر البشري ودعائمها المقومات الطبيعية والبيئية. وهنا يبرز بشكل واضح وجلي دور التعاونيات والمقاولات الشبابية في تثمين وتطوير المنتوجات المجالية والسياحة القروية.

لكن تساؤلنا في هذا الصدد سيبقى مشروعا، يتطلب إجابات سريعة وشافية، وهو ما علاقة قطاع الفلاحة بقطاع السياحة، وأين يتقاطعان، وكيف يمكن لقطاع السياحة أن ينعش قطاع الفلاحة وما هي السبل الكفيلة لجعل قطاع الفلاحة مجالا للاستثمار السياحي بإقليم يزخر بمقومات متعددة (الجبل، البحر، تنوع التراث المادي واللامادي)؟.

إن الرهان اليوم، يسترسل بوعزة، هو استغلال كل المؤهلات البشرية والطبيعية، من أجل تحقيق التنمية والإقلاع الحقيقي في القطاعين الفلاحي والسياحي، يساهم فيها الجميع دون استثناء. ويمكن في هذا السياق تثمين المنتوج الفلاحي وتجويده وتمكينه من مواجهة المنافسة المحلية والعالمية، ليشكل عامل جذب سياحي ينضاف للعوامل الأخرى ..

وعبر بوعزة عن تفاؤله في تدخل باقي المؤسسات والفعاليات ذوي الصلة بالقطاعين معا، من أجل تقديم مبادرات من شأنها أن تعطي نفسا جديدا للإنجازات التي تحققت في المجال الفلاحي والسياحي، لتكون مدخلا أساسيا سيسمح بمعالجة جذرية لمسألة التنمية “الفلاحة- السياحة- عبر إجراءات شمولية ومندمجة تشكل دعامات ورافعة لتنويع وتطوير المنتوج المحلي.

وأكد بوعزة في الأخير انخراط مجلس إقليم شفشاون في كل المبادرات الجادة التي تهدف إلى إنعاش وتنمية القطاع السياحي في تقاطعه مع القطاع الفلاحي. وكان المجلس قد بذل فعلا مجهودات لأجل جعل قطاع السياحة رافعة ليس فقط للتنمية الفلاحية وإنما للتنمية الشاملة بكل تراب إقليم شفشاون.

مــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.