في ندوتهم الرقمية الثالثة.. شباب البام يُشَرِحُون صورة الأحزاب السياسية بمواقع التواصل الإجتماعي

1 1٬116

على ما جرت العادة، استضاف منظمو مبادرة الندوات الرقمية لشباب الأصالة والمعاصرة، مساء يوم أمس، صانع المحتوى الرقمي عبد الله عيد نزار لتأطير النقاش حول صورة الأحزاب السياسية في مواقع التواصل الاجتماعي بالاعتماد على دراسة تحليلية.

هذه الندوة الرقمية الثالثة التي شهدت نقاشا مستفيضا بين مؤطر الندوة والمتدخلين من شباب حزب الأصالة والمعاصرة، عرفت مشاركة نوعية للأمين العام عبد اللطيف وهبي، الذي أغنى النقاش بتجديد دعوته لشباب الحزب بمضاعفة المجهودات والإقبال أكثر على فتح قنوات الحوار والتفاعل مع المحتوى الرقمي لمنصات الصفحات الرسمية للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدا إياهم بضرورة تسلحهم بالقدرة على المواجهة الفكرية للرقي بالعمل الحزبي.

مفاهيم وكرونولوجيا تطور المحتوى الرقمي

عمد عبد الله عيد نزار الناشط السياسي ومؤسس منتدى الحداثة والديمقراطية في مستهل الندوة التي أوكل إلى تسييرها للقيادي حمزة أعناو، إلى شرح مبسط للمفاهيم الأساسية لعوالم منصات مواقع التواصل الإجتماعي، مرورا بحديثه عن القواعد الأساسية للتواصل في المجال الرقمي، مبرزا أنه يجب ان يتم وفق تلاث توجهات أساسية ويتعلق الأمر بـ” تواصل دائم ومستمر” و”تواصل خلاق” و”تواصل متعدد الوسائط والقنوات”.

ثم عاد عبد الله عيد ليتحدث عن كرونولوجيا اهتمام المغاربة بالمحتوى الرقمي، بعدما انتبهوا إلى قيمة هذه الوسائط الجديدة عام 2011، ومدى قدرتها على صنع الحدث وخلق مبادرات يمكن تنزيلها على أرض الواقع، وهي الوسائط التي كانت قد استعملها نشطاء عدد من التلوينات السياسية بطرق عشوائية على حد قوله، وزاد قائلا: أن توظيفهم لهذه المنصات الرقمية لم يكن محدد المعالم وفق منهجية احترافية، باستثناء لون سياسي وحيد الذي عرف كيف يوظف الإمكانيات التي توفرها مواقع التواصل الإجتماعي للتأثير في المواطن. في حين ان الفترة الممتدة بين عامي 2015-2016(فترة الاستحقاقات التشريعية والجماعية) عرفت التحاق أحزب أخرى بالركب لكن استثمارها في المجال الرقمي لم يكن سوى محاولة لكسر احتكار لون سياسي في صناعة المحتوى الرقمي. فيما عرفت المرحلة الأخيرة لسنتي 2019-2020 بروز أربعة أحزاب سياسية باتت تتصدر المشهد السياسي على منصات مواقع التواصل الإجتماعي، لكن مرة أخرى اهتمامها بتسويق مشروعها السياسي والانشطة الموازية له لا يعدو أن يكون مجرد ترف ولم توظف استثمارات تعكس حرصها على تطوير المحتوى الرقمي لصفحاتها الرسمية.

هذا واستعرض عبد الله عيد بلغة الأرقام الإحصائية وفي إطار شرحه للمحور الثالث دراسة تحليلية لنسب تتبع المواطنين لصفحات الرسمية للهيئات السياسية بالمغرب وكذا للشخصيات السياسية الأكثر تأثيرا بالمغرب، كما عرج ليتحدث عن المنهجية التي يجب ان تعتمدها الأحزاب لتطوير محتواها الرقمي وتحسين تواصلها مع الشباب.
كما أبدى عبد الله عيد ملاحظات تهم دراسته التحليلية أبرزها أن الشخصيات السياسية التي تحظى بأكبر نسبة من المتتبعين( سعد الدين العثماني –نبيلة منيب – ونبيل بن عبد الله) لا تعكس مكانة هذه الأحزاب على مستوى تمثيلية منتخبيهم في تدبير الشأن العام أو داخل قبة البرلمان المغربي. باستثناء حزب واحد، مما يفيد وفق الدراسة التحليلية للمتدخل أن الأحزاب الكبرى لا تستثمر مجهودا اكبر في سبيل تطوير تواجدها على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، بل تعتبر الأمر مجرد ترف وغير ذي أهمية قصوى.

الدراسة التحليلية بعيون المتدخلين

هذه الندوة الرقمية الثالثة عرفت مشاركة الأمين العام عبد اللطيف وهبي، الذي أشاد في مستهل مداخلته إلى مكانة الشباب في المشهد الحزبي بقوله أن الشباب هم عماد المستقبل وهم الموكول لهم خلق الدينامية داخل التنظيم الحزبي، مشيرا إلى أن العمل الحزبي غير مرتبط بشكل هولامي، لكنه عمل موكول بالعنصر البشري وهم من يؤسس للعلاقة بين المؤسسة كإطار وبين المواطن. كما أكد في الآن ذاته إلى أن هذه العلاقة يمثلها البشر وليس الأمين العام أو غيره، وهي مرتبطة بشكل مباشر بمدى طبيعة الشخص و تأثير في دائرة نفوذه، كما سلوكاته تصب في اتجاه العمل الحزبي.

كما أغتنم عبد اللطيف وهبي فرصة تناوله الكلمة ليسائل الشباب حول عدد المرات التي بادروا فيها إلى تدوين تعليقاتهم أو ملاحظاتهم سواء تعلق الأمر على الموقع الرسمي للحزب أو الصفحة الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي مع العلم أنها فضاءات للنقاش والحوار يشير الأمين العام. إذ لم يخفي أنه كان ينتظر خلق نقاش حول عدد من المواضيع والمواد الصحفية تم نشرها بالموقع الرسمي عوض مناقشة أمور ثانوية. كما أشار إلى أنه أعطى توجيهاته لإدارة القطب الإعلامي للانفتاح على كافة الآراء والتوجهات مادامت لا تتضمن عبارات مسيئة لا تحترم آداب الحوار البناء.

من جانب آخر، أكد عبد اللطيف وهبي أن تطوير الأداء التواصلي والإعلامي للحزب ليس موكولا للموظفين، مبرزا إلى أنه إذا ما اقتصر على الموظفين سنصبح حزبا إدرايا صرفا. معبرا عن أمله بأن يصبح المناضل البامي هو يبني الموقف وليس الخبير أو المحلل الذي يتقاضى مقابلا على ذلك.

إلى ذلك، دعا عبد اللطيف وهبي في ختام مداخلته الشباب إلى تدوين والتفاعل مع مجمل المواضيع على منصات الصفحات الرسمية للحزب على مواقع التواصل الإجتماعي، مناشدا إياهم بضرورة تسلحهم بالقدرة على المواجهة الفكرية، واصدار الموقف والحوار منفتح على تقبل النقد ومناقشة الرأي والرأي الآخر. مؤكدا أنه بدوره يتقبل الآراء المنتقدة له لأهمية الأمر في تقييم العمل الحزبي.

في حين أختلف آراء المتدخلين بخصوص ماجاء في مضمون الدراسة التحليلية، الشابة البامية إيمان الماجي من طنجة طرحت اشكالية تعدد الصفحات التي تحمل يافطة الحزب مما يربك عددا من المناضلين ويجعلهم عرضة لخطاب الإشاعة وتزوير الحقائق، كما عاتبت عددا من المناضلين الذين أضحوا يسيئون إلى صورة الحزب بانتقاداتهم العمياء دو تقصي الحقيقة لمجرد اختلاف في الرأي، كما دعت إلى ضرورة تبني استراتيجية لمواجهة الكتائب الإلكترونية أو ما يصطلح عليه بـ”الذباب الإلكتروني”، من جهته دعا توفيق المحمادي في تدوينة إلى تأهيل شباب الحزب وتفعيل مبادرة أكاديمية التكوين في العلوم السياسية.

من جهته، طالب حسن بوهوش بأن لا يقتصر التواصل على تسويق أنشطة الأمين العام ومحيطه بل يجب تسليط الأضواء أكثر على مجمل الانشطة الحزبية لكي لا نقع في فخ تسويق الأشخاص بدلا من التسويق للمؤسسة الحزبية ككل. بدوره تحدث عبد الواحد العسري في مجمل مداخلته عن الكيفية المتبعة لصنع المحتوى على منصات مواقع التواصل الإجتماعي.

توصيات عامة

هذا أوصى عبد الله عيد نزار في ختام تعقيبه على تساؤلات المتدخلين إلى تبنبي الحزب لأفكار متجددة بصناعة محتوى رقمي يرقى لرهانات المرحلة المقبلة، معتبرا أن وسائط التواصل الاجتماعي تحتاج إلى الإبداع، وساق مثالا على ذلك، بالإشارة إلى في حالة اصدار حزب معين لبيان موجه للرأي العام فيجب أن لا يعمد إلى نشره وفق منهجية الكلاسيكية واصفا إياها بـ”العادة السيئة”، بل يجب ان يخلق محتوى يلائم المتلقي الرقمي بحكم انه مغاير للمتلقي التقليدي. كما نصح النشطاء السياسيين بان يكونوا مبادرين بصناعة محتوى بمبادرات شخصية ولا يجب انتظار دعوتهم لندوة أو نشاط معين أو ان يعطي النائب أو المستشار مداخلة داخل البرلمان لكي ينشره مقطعا على حائطه الأزرق، كما دعا المنتخبين إلى حسن تسويق ما يتم نشره من خلال الإستهداف الجيد للمتلقي الذي ينتمي لدائرته الانتخابية.

كما أعطى أمثلة متعددة لتطوير المحتوى الرقمي نظير اعداد برامج تعنى أكثر بابراز الجوانب الإنسانية الخفية في شخصية الفاعل السياسي، والمجهود المضني الذي قد يبذله المنتخبون سواء كانوا برلمانيين او مدبرين للشأن المحلي أو الجهوي.

من جانب أخر نبه عبد الله عيد نزار إلى أن تطوير المحتوى الرقمي سيساعد في تغيير الصورة النمطية للأحزاب، وتسويق العمل الميداني الواقعي إذا كان ذو مصداقية، لكن لا يمكن ان يعتمد عليه لتغيير الواقع، مفسرا كلامه بالقول : “لا يجب ان ننتظر من المحتوى الرقمي احداث تغييرات جوهرية وسط الحزب والعقليات السائدة”، ناصحا في الآن ذاته مدبري الشأن السياسي بالمغرب ” يجب أن يواكب تطوير المحتوى الرقمي للحسابات الرسمية لأي حزب على مواقع التواصل الاجتماعي، مشروع حزبي حامل لمشروع ذو توجه اقتصادي واجتماعي واضح المعالم” مستطردا تعليله بالقول ” وإلا سيسقط في فخ النفاق السياسي واللامصداقية في ذهن المواطن المغربي”.

يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. احمد الصرديا يقول

    فكرة الندوات الرقمية فكرة جميلة أتمنى ان يتم توسيع المشاركة لاعضاء غير منخرطين في حزبكم. لم أكن اعتقد ان البام حزب يهتم بمثل هذه المواضيع و عشنا اشفنا البام كيبدع.
    تبارك الله على ماتبقى من شباب البام راه كلشي مشى بسبب التهميش