وهبي يتحدث لــ”Article19″ عن نظرته للمشهد السياسي ومدى تأقلم عمل الحزب في ظل الحجر الصحي وتصور “البام” لما بعد كورونا

0 999

أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي أنه لا يمكن تسمية سنة 2020 بـ”عـام كورونا”، مرجعا انتشار الجائحة إلى تدخل الطبيعة في محاولة منها الدفاع عن نفسها ومعالجة مشاكلها، مشيرا إلى احتمال عودة هذا الفيروس مستقبلا.

وأوضح، في حوار مع الموقع الاخباري “article19.ma”، أنه منذ الإعلان عن اكتشاف أول حالة مصابة بفيروس كوفيد19 المتجدد، حرص الحزب على تعبئة كل امكانياته من أجل التزام الجميع بقرار الحجر الصحي والظروف المصاحبة لهذا القرار في احترام تام لتوجيهات السلطات العمومية في هذا الاتجاه.

وبخصوص نظرة حزب الأصالة والمعاصرة لمرحلة “ما بعد كورونا”، قال السيد وهبي إن “الثقل الذي ستفرضه الجائحة مرتبط أساسا بالضغط الاقتصادي، ما سينعكس على مجموعة من المتغيرات وإعادة ترتيب الأولويات، والثابت أن قطاع الصحة والصناعة الصحية ستصبح من أولويات العمل الحكومي”. مضيفا بالقول: “كما أن مآلات الوضع ستفرض الكثير من المتغيرات منها تلك المرتبطة بمفهوم العمل وشكله، ومدى الحاجة إلى ضرورة الحضور إلى مقر العمل أو الاكتفاء بأدائه من البيت”.

ولأن الحوار كان مناسبة للتوقف عند مجموعة من القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام في الآونة الأخيرة، منها النقاش المثار حول تشكيل حكومة تقنوقراط بدعوى أنها الأقدر على إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، فقد عبر قائد “الجرار” بوضوح عن موقفه من هذا المطلب عندما وصفه بـ”النقاش العبثي”، إذ “من العبث الحديث عن حكومة تقنوقراط في ظل نظام ديمقراطي، لا يمكن أن نتخيل أن تكون هناك حكومة تقنوقراط، وأعتقد أن الفاشلين والمعادين للديمقراطية هم من يرفعون هذا الشعار”، يقول السيد وهبي.

أما مطلب تأجيل الانتخابات التشريعية القادمة إلى ما بعد 2021، فيرى السيد وهبي أنه “لا يزال بالإمكان معالجة مجموعة من القضايا المطروحة وإعادة النظر في القوانين وأن نذهب إلى الانتخابات”، مشددا على أنه “لا يزال بالإمكان تدارك الوقت والقيام بالمتعين لتنظيم الانتخابات في وقتها والمضي قدما في مسارنا الديمقراطي”.

وبخصوص ظروف اشتغال حزب الأصالة والمعاصرة، الذي كان له الحيز الأوفر في هذا الحوار الصحافي، في ظل الجائحة، أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بالقول: “نعقد اجتماعات المكتب السياسي ونتواصل عن بعد بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي. كما أننا نعقد اللقاءات التنظيمية والتواصلية عن بعد، وهي عملية متعبة لكن الظروف تفرض ذلك”.

“الاجتماعات التي يمكن عقدها عن بعد نقوم بها، لكننا أخرنا الكثير من الأنشطة والاجتماعات بسبب الظروف الاستثنائية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية المعلن عنها بسبب تفشي جائحة كورونا، وذلك إلى حين استعادة دورة الحياة لوثيرتها العادية”، يقول السيد وهبي.

واصفا الاختلاف في وجهات النظر المتعلقة بالتقدير السياسي للدينامية التي يعيشها الحزب منذ محطة المؤتمر الوطني الرابع بـ”الطبيعي جـدا”، على اعتبار أن الحزب كبير ومتمسك بالديمقراطية، وبالتالي من العادي أن يكون هناك نقاش بين الأطراف الحزبية، وأن يكون لكل شخص أو طرف وجهة نظره ورأيه، “وهو ما لا يفسد للود قضية”، على حد تعبير السيد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.

هذا وركز الحوار الصحافي، من جهة، عن طبيعة العلاقة بين حزب الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، حيث أكد السيد وهبي أنها “عادية جدا، طيبة وفيها حوار ونقاش. وقد ابتعدنا عن القذف والسب، وأصبحنا الآن نناقش القضايا الكبرى. من جهتنا نقوم بدورنا كمعارضة، وهم في موقع الأغلبية، ونحرص على الاحترام المتبادل في إطار اللياقة والأخلاق والاعتراف المتبادل”.

ومن جهة ثانية، عن الخلاف بين حزبي “الجرار” و”الحمامة”، والذي وصفه السيد وهبي بـ”الخلاف البسيط، فعلا لدينا خلاف بسيط حول المواقف والسلوكات السياسية لبعض قياديي حزب التجمع الوطني للأحرار. ولكن، في المُجمل، العلاقة فيما بيننا كقيادة تتحسن كل يوم بنوع من الاحترام المتبادل، على أساس عدم تدخل أي طرف في الشؤون الداخلية للطرف الآخر”.

وأكد السيد وهبي، في ذات السياق، أنه لا خلاف لديه مع السيد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار كشخص، وأن خلافه معه كاختيار وتصرفات سياسية، “وأعتقد أننا لم نتجاوز حدود اللياقة والاحترام المتبادل في التعبير عن هذا الاختلاف”، يضيف السيد وهبي بالقول.

ليختم السيد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حواره الصحي مع الموقع الاخباري “Article19.ma” باستحضار روح الفقيد المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، الذي اعتبره خسارة للوطن، وأنه وسيبقى هرم من أهرام الدولة الذي أعطى للمغرب الكثير بكل تواضع وإباء، مشددا على أن الفقيد عاش محترما وظل محترما ومات محترما.

خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.