وهبي على “سيت أنفو”: علاقتنا تتحسن مع الأحزاب .. والبام بخير داخليا وتنظيميا ونتفاءل بحصولنا على نتائج مشرفة في الاستحقاقات المقبلة

0 1٬212

مواضيع متعددة ومختلفة الزوايا، ما بين الشأن الداخلي والتنظيمي للبام، العلاقة مع الأحزاب وخاصة حزب العدالة والتنمية، الشأن الانتخابي، مغرب ما بعد كورونا وتجليات الأزمة، (مختلفة) لكنها تسير في اتجاه مصب واحد عنوانه الشأن الوطني المغربي، تطرق إليها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في حوار حل من خلاله ضيفا على المنبر الرقمي “سيت أنفو”.

زيارة الأحزاب السياسية سلوك مغربي أصيل

قال، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السيد عبد اللطيف وهبي، إن اللقاءات التي عقدها الحزب مع الأحزاب السياسية مؤخرا، يسعى من خلالها إلى إعادة ربط علاقاته مع هذه الأخيرة، وفق قواعد جديدة تشمل: الاحترام المتبادل واحترام استقلالية الأحزاب واحترام الممارسات السياسية الجيدة.

وبتلقائية توجهنا نحو هذه الأحزاب حيث تبادلنا الأفكار، الملاحظات، وأحيانا تبادلنا حتى المؤاخذات، ولكن في نهاية المطاف اتفقنا جميعا بدون استثناء على أنه يجب خلق علاقة جديدة مبنية على الاحترام والاختلاف كذلك.

إجمالا، هي زيارات عادية لا يسعى من خلالها البام إلى تسويق أي شيء من قبيل التحالفات أو أهداف انتخابوية، لكن كل ما في الأمر أنها زيارات من صميم سلوك مغربي أصيل وتصرف حضاري في الممارسة السياسية من خلال إبداء الرأي بحرية ولكن كذلك استنادا كما سلف الذكر على مبدأ الاحترام وتبادل الآراء.

وأشار الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى أن المواضيع التي تم التطرق إليها اختلفت خلال تلك الزيارات من حزب إلى حزب، ولكن أساســـــــــــــا كانت مناسبة لتبادل الآراء واكتشاف الآخر بشكل سياسي-مؤسساتي، وحتى بعض المواضيع التي أثيرت كان النقاش فيها جزئيا ومستعجلا، على اعتبار أنها لقاءات ليست ذات “طابع رسمي” لتحديد المواقف.

تشييد القنطـــــرة الأولى للحوار بين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية

وتعليقا على التفاعلات التي أفرزها اللقاء مع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية السيد سعد الدين العثماني، قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إن ما يهمه هو التعامل مع المؤسسة وليس الأشخاص وزيارته للأمين العام للعدالة والتنمية تدخل في هذا الإطار. وأشار وهبي إلى أن لقاءه مع العثماني كان جيدا ومر في ظروف جيدة كذلك، وكان الحديث بين الطرفين أساسه الوضوح.

وفي سياق متصل، اعتبر وهبــــــي أن العلاقة بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة تشكل، دائمـــــــــا، حدثا في المغرب، لسبب بسيط، فكل يريد أن يوظف طبيعته هذه العلاقة بين الحزبين لصالحه: من يبحث عن الصراع بينهما ليتحالف غدا في حكومة أخرى، من يريد المصالحة ليوقف الضغط السياسي الموجود، من يريد نصف/ نصف لتوظيفها سياسيا..

وأضاف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بالقول: ” يجب بناء علاقة سياسية بيننا وبين حزب العدالة والتنمية فيها الكثير من الاحترام والحوار والكثير من الاختلاف وهذا أمر طبيعي جدا …، ولذلك أنا لا يهمني ما يقوله الآخرون، يهمني ما رأيته من السي سعد الدين العثماني من حفاوة الترحيب ومن الاحترام ومن الحوار في النقاش ومن الوقت حيث قضيت مع العثماني ساعتين (وهي المدة التي لم أقضها مع أي حزب آخر)، وكان الوضوح من الجانبين وقلنا أشياء وانتقدنا أشياء فيهم وفينا وهم فعلوا نفس الشيء … وأعتقد أننا شيدنا القنطـــــرة الأولى للحوار بين الحزبين، سترتقي مستقبلا نحو الأفضل، وأنا متأكد أنه خارج الخلاف السياسي (أغلبية/ معارضة) وجدت في شخص العثماني صديقا محترما، رجل حوار، أختلف معه بحكم أني معارضة وهو أغلبية، ولكن تجمعنا الثوابت ونظرتنا إلى الوطن، وهذا لا يفسد للود قضية”.

وجوابا على ما تمخض عنه إرث التركة التي كانت تجمع الحزبين في السابق، أوضح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أنه -بداية- ليس مسؤولا عن تصرفات كانت في الماضي وأنه يدرك أن على حزب الأصالة والمعاصرة أن يقدم نقدا ذاتيا وأن يعترف إذا كانت هناك أشياء. واعتبر وهبي أن الأمر لا يشكل له أي عقدة إطلاقا على اعتبار أن السياسي هو الذي يعرف أخطاءه ويعترف بها، مشيرا بهذا الصدد إلى أن حزب العدالة والتنمية ارتكب بدوره أخطاء ومن حقه أن يعترف بها أو يعتذر عن ذلك أو نعتذر نحن.

ما يهمني، هو أن أبني المستقبـــــل، لا أن أدخل في حسابات الماضي التي اختلط فيها الأشخاص بالمواقف بالحسابات الضيقة، بالنسبة لي المستقبل هي الضمانة الأساسية لبناء علاقة جيدة مع حزب العدالة والتنمية، وتتأسس هذه الضمانة على احترام الممارسة الديمقراطية في الخلاف والصراع دون المساس والطعن في الأشخاص ودون توجيه اتهامات مجانية، وأن يكون نقاشنا نقاش أفكار ونقاش مواقف، وهذا الأمر ليس بالصعب في تجربة بدأت فيها الديمقراطية قبل 40 سنة مضت. فإن جعل الكتبة من لقائي مع العثماني قصة، فإن الأمر يشرفني”، يقول وهبي.

اللقاء مع حزب التجمع الوطني للأحرار

وعن عدم عقد لقاء مماثل مع حزب التجمع الوطني للأحرار، أوضح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أنه التقى -في إطار رسمي- مع الأمين العام للتجمع السيد عزيز أخنوش على أساس عقد لقاء في المساء، لكن رشيد الطالبي العلمي تصرف معي بشكل غير لائق في نفس اليوم، يضيف وهبي، وبعد ذلك اتصلت بي قيادات بالمكتب السياسي للبام وطلبت مني الإطلاع على حوار أجراه المنبر الرقمي هسبريس مع الطالبي العلمي.

وبعدما اطلعت على مضامين الحوار وعدت للحديث مع قيادات حزبنا فوجدت لديهم امتعاضا كبيرا على اعتبار أن قيادي في حزب آخر وصف القيادة الوطنية للبام بأنها ضعيفة ودون المستــــوى، وبطبيعة الحال أنا من موقعي كأمين عام من واجبي الدفاع عن حزبي وقياداته، وبعد ذلك اتصلت بأخنوش وقلت له أنه لا يمكنني اللقاء مع الطالبي العلمي وهو قد أساء إلى حزب الأصالة والمعاصرة ولكننا مستعدون للقاء السي عزيز أخنوش، ومازلت أكررها: لن ألتقي بالطالبي العلمي، ولكني مستعد للقاء مع أي قيادي آخر بمعية أخنوش.

وأضاف وهبي أنه لا يتحمل أية مسؤولية بشأن استقطابات حدثت في السابق بين البام والتجمع، وأكد أنه سياسته مختلفة تركز على القطع مع تلك الممارسات، والتزم أمام قيادات الأحزاب التي التقاها مؤخرا أنه لن يكون هناك أي استقطاب من جانب البام من داخل هذه الأحزاب وأنه سيكتفي بما يضمه الحزب من مناضلات ومناضلين. ونوه إلى أنه متمسك ببقاء أعضاء الفريق النيابي في حزب الأصالة والمعاصرة، ولكنه لا يقبل أن يتخذ موقف ما ضده من أي طرف سياسي- حزبي على أساس سلوك اتخذ في وقت سابق وهو لم يشارك فيه.

عن الوضع الداخلي والتنظيمي للحزب

بخصوص الوضع الداخلي للحزب، قال عبد اللطيف وهبي إن السياق الوطني الحالي المرتبط بتداعيات تفشي فيروس كورونا المسبب لوباء كوفيد 19، يحول دون انعقاد أشغال دورة المجلس الوطني للبام، وعندما تسمح السلطات الوصية بالتجمعات وغير ذلك ستنعقد حينها دورة المجلس وستطرح خلالها كل القضايا للنقاش، وذكر وهبي بكونه انتخب أمينا عاما بالإجمــــاع وما يكتب هنا وهناك أمر لا يلتفت إليه.

وعبر الأمين العام عن ارتياحه بالوضع الراهن للبام، حيث أنه يشتغل بمعية أعضاء المكتب السياسي (5 أعضاء بالصفة، و4 تم تعيينهم)، مكتب سياسي يجتمع بشكل مستمر على اعتبار أن القانون لا ينص على نصاب معين من أجل اجتماع المكتب. أما على مستوى التنظيمات والهياكل الموازية فالقانون الأساسي للحزب يمنح للأمين العام حق التعيين بالجهات -في حالة تعذر انعقاد المؤتمرات التنظيمية لأسباب معينة-، وهذه الجهات بالفعل تباشر اشتغالها بشكل عادي.

وقد عقد وهبي لقاءات تواصلية بالجهات في هذا السياق في انتظار عقد لقاءات مع جهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة الشرق، والجهات الصحراوية الثلاث، واللقاءات لا تتجاوز رقم حضور معين بالنظر -كما أسلفت الذكر- إلى الظروف المرتبطة بتداعيات كورونا ويتم فيها تدارس بعض النقاط المرتبطة بما هو تنظيمي وانتخابي، في انتظار عقد لقاءات مع كل جهة على حدا بالمقر المركزي للحزب شهر شتنبر 2020 بحضور أعضاء المكتب السياسي، ستخصص لتدارس وضعية كل جهة: تنظيميا، سياسيا وانتخابيا، وهذا الأمر يجري الاشتغال عليه في الوقت الحالي.

وأوضح وهبي أنه لا “يوزع” المواقع التنظيمية داخل حزب يجب أن يبنى على المؤسسات والقواعد الديمقراطية وأنه سيظل ملتزما بقواعد القانون الأساسي للحزب. وأضاف أنه كمسؤول إداري يمكنه أن يتخذ أي قرار متصل، وليس من حق أي مستخدم اتخذ قرار إداري في حقه أن يحول الموضوع إلى نقاش سياسي إطلاقا، “ومن حقي اتخاذ أي قرار مناسب لحزب الأصالة والمعاصرة، وما يهمني هو المؤسسة الحزبية ولا تهمني بعض التفاصيل الصغيرة”، يقول وهبي.

الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة قال إن اللقاء الذي عقده مؤخرا بمدينة الناضور لم يكن ذا طابع رسمي ولم يتخذ خلاله أي قرار تنظيمي، وشكلت زيارة الناضور فرصة للقاء رئيس المجلس الجماعي للمدينة السيد رفيق مجعيط والذي ظل طيلة أشهر “محتجزا” بمدينة مليلية بسبب فرض الحجر الصحي ومنع حركة التنقل. ونفس الشيء بالنسبة للقاء تازة الذي شكل فرصة للاطمئنان على الأحوال الصحية للنائب البرلماني السيد عبد الواحد المسعودي الذي كان قد أجرى مؤخرا عمليتين جراحيتين. وهي لقاءات ذات طابع عادي والأمين العام يمارس مهامه التواصلية وغيرها، وطموحي هي أن يمارس الجميع في إنجاح الدينامية التنظيمية داخل صفوف الحزب.

فشل الحكومة في تدبير الأزمة دفع المعارضة لسحب دعمها لها

وعن علاقة الحزب بالحكومة ومغرب ما بعد كورونا، اعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن الدولة أمست في مواجهة مع أزمة لم تواجهها من قبل ويتعلق الأمر بجائحة كورونا، وبسبب هذا الوضع أعلن البام عن مسانــــــدته للحكومة (الأغلبية) حماية للمغاربة من الوباء واستحضارا للانتماء الوطني. وسجل المتحدث كون الدولة المغربية الراعية بتوجيهات من جلالة الملك قامت بالدور المنوط بها في مواجهة الجائحة، ولكن يسترسل وهبي، حينما تقرر تفعيل إجراءات تخفيف الحجر الصحي بدأ الارتباك ولوحظ بشكل كبير في القرارات الانفرادية لبعض الوزراء وأحيانا دون علم رئيس الحكومة، وهو الأمر الذي اعتبرناه غير صحيح ومضينا بالتالي في اتجاه سحـــب الدعم للحكومة لأنها هذه الأخيرة أساءت إدارة نتائج ترتبت عن الوباء، فالدعم من طرفنا كان مرتبطا بالفعل وسياق وطني استثنائي وعندما بدأت الحكومة تسجل الأخطاء سحبنا الدعم، يقول الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.

وهبي أشار إلى أن “الخروج” من الوباء كان سيكون أفضل مما هو عليه حاليا، كما كان المنتظر من الحكومة على مستوى قانون المالية التعديلي أن تدفع بالاستثمــــــارات إلى الأمام وبشكل كبير لتحريك عجلة الاقتصاد وإخراج الشباب المغربي من دوامة العطالة وخلق فائض الإنتاج، لكن للأسف فقانون المالية التعديلي يتسم بنوع من “الخجل” و”التردد” و”الانكماش”، ومسألة انتقادنا للتدبير الحكومي لا صلة لها بعلاقتنا مع الأحزاب. وأورد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن الحكومة ظلت طيلة عشر سنوات تعيد نفس الكلام الذي لا طائل من وراءه بخصوص الشأن الاقتصادي وتتحدث عن استقطاب الاقتصاد غير المهيكل وتحقق العدالة الاجتماعية …، هي شعارات وقرارات ظل دون تنفيذ، مؤكدا على أن أزمة كورونا شكلت لحظة مهمة لبلادنا من أجل إعادة النظر في ركائز اقتصادنا الوطني والتوجه نحو اقتصاد “متحرك”، كما أن الاقتصاد غير المهيكل تبين أن قوي جدا لدرجة أن الدولة خصصت أموالا مهمة لتعويض المتضررين من المشتغلين في هذا القطاع.

حكومة تتحدث بلغة “التوازنات” وتغفل الاحتياجات

وجدد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على أن البام كان دومqوضخها في الأسواق سيحرك العملية الاقتصادية. وبخصوص ما إذا كان البام سيكون في التدبير الحكومي إلى جانب العدالة والتنمية، قال وهبي إن الأمر ممكن وغير ممكن، معتبرا أن التواجد في الحكومة يفترض الاطلاع على البرنامج الحكومي سياسيا واقتصاديا.

مــــــــراد بنعلي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.