وهبي للعثماني: كان بإمكان وضعنا الحالي أن يكون أفضل لو أنه لدينا مناعة أكبر للتعامل مع جائحة كورونا

0 425

أكد عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن البام لن يسمح بتحويل أزمة جائحة كورونا إلى غطاء لإخفاء أزمات كانت قائمة قبل الجائحة.

واعتبر وهبي ضمن مداخلة ألقاها باسم فريق البام النيابي خلال الجلسة العمومية المخصصة لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، التي عقدت يومه الإثنين 12 يوليوز 2021، أن وضعنا الحالي كان بإمكانه أن يكون أفضل لو كانت لدينا مناعة أكبر للتعامل مع الجائحة، قائلاً: “التمييز هنا ضروري بين اللحظة وبين تراكمات السنوات الماضية التي جعلتنا أقل فعالية في مواجهة انعكاسات الجائحة”.

هذه الجائحة التي لا ينبغي الركوب عليها لتبرير الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية، رغم أنها عرت حجم هذه الإخفاقات، ولعل أبرزها وزن القطاع غير المهيكل وفشل مجموعة من البرامج الاجتماعية وغياب الحماية الاجتماعية بالنسبة لفئات واسعة من المواطنين، هذا إلى جانب فقدان الكثير من الشباب ومعيلي الأسر لمصادر دخلهم، إضافة إلى توقف قطاعات بكاملها عن الاشتغال، وهو ما دفع شركات عدة إلى الإفلاس ووضع مستخدميها في وضعية هشاشة.

وأضاف وهبي، “هنا لا نحتاج إلى البحث عن دلائل ولا عن أمثلة، فهي موجودة بالعشرات، ولا تصب إلا في اتجاه تكريس الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة خلال السنوات العشر الأخيرة. فعلى المستوى الاجتماعي تفاقمت التفاوتات الاجتماعية بشكل غير مسبوق، وهو ما وقف عنده صاحب الجلالة نصره الله في خطاباته الأخيرة والتي دعا من خلالها إلى معالجة الاختلالات الاجتماعية المتراكمة”.

وزاد، “أما على المستوى الاقتصادي فقد سجلت بلادنا معدلات نمو جد ضعيفة، مع تركيز للصناعة في قطاعات عبرت عن محدوديتها سواء فيما يتعلق بخلق مناصب الشغل أو فيما يخص القيمة المضافة ومعدل الإدماج. كما بقي القطاع الفلاحي رهينا لرحمة التساقطات المطرية، في وقت تسجل فيه البطالة والمديونية ارتفاعا مستمرا إلى جانب التفاقم الذي يعرفه ميزان الأداءات”.

وقال عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة “إن أكثر الدلائل وضوحا وإثارة للاستغراب ما عشناه خلال مدة الولاية الحكومية من صراعات ونقاشات جانبية أقل ما يمكن أن توصف بها أنها تستهتر بمشاعر المغاربة. ففيما تزداد أوضاع المواطنين سوءاً تفاقمت حدتها مع الجائحة لدرجة أن شريحة واسعة فقدت مصدر قوتها اليومي، لم تجد الحكومة وأغلبيتها أفضل من ملء ساعات النهار، وحتى الليل، بصراعات بئيسة، وآخرها كان بخصوص القوانين الانتخابية بتفاصيلها المملة التي لا ترقى حتى إلى الاهتمامات الهامشية للمواطن البسيط فأحرى إلى اهتماماته الأساسية”.

وأكد وهبي أن حزب البام يعي جيدا أهمية الخروج بوصفة متوازنة وذات جودة لتدبير الانتخابات، لكنه يعتبر ذلك من مسؤوليات الحكومة، وأغلبيتها كجزء من أجندة حكومية عامة لا كأجندة وحيدة للحكومة. مشيراً إلى أن هذا هو المسار الحقيقي الذي تتحاشى الحكومة الحديث عنه، مع أن الحري بها الاعتراف به، رغم ما يكتسيه من مخاطر، وأبرزها، حسب وهبي، التأثيرات السلبية على الاستقرار حيث توالت الاحتجاجات الشبابية طيلة هذه المدة، خاصة في المناطق الهامشية والتي أفضت إلى تشنجات واعتقالات ومحاكمات لا تنسجم وتعزيز حقوق الإنسان وصون حقوق وكرامة المواطن، التي لا نعرف كيف تجرأ السيد رئيس الحكومة بالحديث عنها في حصيلته الحكومية.

خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.