أبوالغالي يؤكد من الرحامنة أن المقاربة الجديدة للقيادة الجماعية ستعيد بناء الحزب كلياً.. والنقاش حول تعديل مدونة الأسرة ينبغي أن يكون بناءً وبدون مزايدات

0 701

أكد عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، صلاح الدين أبوالغالي أن برنامج العمل الذي ستعرضه القيادة الجماعية خلال الأيام المقبلة يوضح الاستراتيجية في تعزيز مكانة المناضلات والمناضلين واستقطاب المناضلين الجدد، من خلال إقناعهم بتبني الأفكار والمبادئ الأصيلة والمعاصرة للحزب.

وأبرز عضو القيادة الجماعية في خطاب قدمه خلال اللقاء التواصلي للأمانة الإقليمية للحزب بإقليم الرحامنة المنعقد تحت إشراف الأمانة الجهوية للحزب بجهة مراكش أسفي، يومه السبت 9 مارس 2024، تحت شعار: “من أجل تعاقد متجدد لمناقشة الوثيقة المرجعية والنظام الأساسي للحزب”، (أبرز) أن الاستراتيجية ليست عبارة عن تفكير عابر، بل هي نتاج خارطة الطريق السياسية التي أعدت بعناية ومن تحليل عميق للأطراف الرئيسية في التشكيلة السياسية.

وأوضح عضو القيادة الجماعية أن الهدف الذي يتطلع إليه الحزب ليس هدفا عاديا، بل هو هدف طموح يتمثل في تأسيس نهج جديد يعزز الروابط والرؤية حول علاقة الحزب بالهيئات المنتخبة، والأمانات الإقليمية، والمجلس الوطني، والهيئات الموازية، والهياكل الداخلية، والأعضاء الجدد، مشيرا إلى أن هذا الهدف لن يكون ممكنا دون السعي الحثيث لإعادة توجيه مشروع الحزب السياسي، وجذب الموارد، وضمان التنسيق والتماسك الداخلي، واستقطاب أعضاء جدد، فضلاً عن توعية الشباب والابتكار في المجال السياسي.

وفي هذا السياق، نقل أبوالغالي لمناضلات ومناضلي الحزب بالرحامنة رؤية القيادة الجماعية الرامية لإعادة النظر في الرؤية السياسية والفلسفية للحزب وتحديثها، بما يتناسب مع روح حركة لكل الديمقراطيين وتطلعات المغرب المستقبلية.

ومن هذا المنطلق، أكد أبوالغالي عزم القيادة الجماعية تطوير وتقديم الدعم المالي والقانوني والسياسي للمنتخبين ورؤساء مجالس الجماعات الترابية، من أجل تعزيز إسهامهم في التنمية المحلية، والعمل على إشراك الأكاديميين والخبراء والمفكرين في المناقشات السياسية والفلسفية الكبرى، معبرا بالقول: “الطريق لن يكون محفوفا بالورود، لكننا مصممون على مواجهة تحدياته بكل قوة وعزيمة بتحسين السلوك السياسي والعام من خلال وضع ميثاق أخلاقي متفق عليه، موثوق به، ومتناسق، يشمل أكبر قدر ممكن من المشاورات.

وأضاف أبوالغالي في خطابه، “فالأخلاق والنزاهة هما الأساس الذي يقوم عليه كل عمل سياسي، ونجاح المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة لن يكتمل إلا إذا تجسدت في صفوفنا قيم النزاهة وتوقير المال العام وعدم التلاعب في الصفقات العمومية ومحاربة الإثراء غير المشروع و خدمة الصالح العام”.

وأوضح عضو القيادة الجماعية أن المقاربة الجديدة من شأنها أن تعيد بناء الحزب بصفة كلية وانفتاحه على الأطر والكفاءات الشابة لكي تكون مؤثرة في القرار الحزبي والفلسفة السياسية، وكذا تجديد نخبه على مستوى الهيئات المنتخبة قناعة من القيادة الجماعية أنها الطريقة المثلى لكسب ثقة وانخراط الشباب في مغرب الغد استجابة لخطابات قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

وعلى صعيد اَخر، أشاد عضو القيادة الجماعية بمركز الصدارة الذي احتله الحزب بخصوص تعديل مدونة الأسرة في الحوار والنقاش بما يشهد له الجميع من جرأة سياسية وقوة اقتراحية تتشكل في الحقوق والمساواة والأمن الروحي للمغاربة، معتبرا أن النقاش حول تعديل مدونة الاسرة، وإن كان صحيا وإيجابياً على وجه العموم، فإنه لم ولن يخلو من الاصطياد في المياه العكرة من طرف بعض الخصوم السياسيين الذين عمدوا، بعد أن تبين لهم ان حجة البام هي الأحق و لله الحجة البالغة، إلى تأجيج النقاش والتحريض على العنف الرمزي والتهديد بالاحتجاجات.

وفي ذات السياق، قال أبوالغالي “هذا لا يستقيم مع أدبيات الحوار العمومي ومبدأ النقد البناء والاحتكام إلى آلية المؤسسة التشريعية كتعبير للإرادة الشعبية، ذلك لأنهم فشلوا في إقناع المغاربة بمشروعهم الماضاوي الذي يكمن في قياس مجتمعنا على مجتمع القرن العباسي، وهذا ضرب من ضروب العبث ولا يزيدنا إلا ايماناً وتشبثا بأخلاق ديننا السمح وبالغايات القرآنية والتي تتجلى معضمها في العدل والتقوى بمفهوم الكف عن الاعتداء ورفع الإكراه على الناس والحرية وترك الحساب إلى الله”.

وزاد أبوالغالي مسترسلاً في خطابه، بالقول: “أن المواجهة اليوم بين الحداثة والماضاوية تكمن في المواجهة بين العقل والنقل وبين الأصالة والأصولية وبين الاتباع والتقليد، فالحداثة عكس الماضاوية والحداثة ترجح العقل على النقل كما أنها تنتصر للأصالة ضد الأصولية وللاتباع ضد التقليد ونحن في البام ننتصر للعدل والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات “كما نسعى لتحقيق تكافؤ الفرص وحس المواطنة لكل طفل يترعرع على أرض الوطن مهما كانت ظروف نشأته و لو تعلق الأمر بطفل تم إنجابه خارج إطار الزواج”.

وأكد أبوالغالي أن الحزب يطالب بوجوب نسب الطفل لأبيه كما هو الشأن اليوم حيث ينسب لأمه، ولدينا اليوم من العلم ما يمكن إثبات بنوته باليقين، موضحاً في كلمته :”قد تجرأ الحزب الماضاوي اليوم بالقول ان ابن الزنى لا حق له ونحن في حزب الأصالة والمعاصرة نقول ليس هنالك أصلا ابن زنى لا في المغرب ولا في زحل والأطفال ليسوا مسؤولين عن اخطاء أبائهم”.

واعتبر عضو القيادة الجماعية أن ما يميز البام عن الأحزاب والحركات الماضاوية في شأن تعديل مدونة الأسرة؛ يكمن في مفهوم الاجتهاد “وينبغي لمتتبعي الشأن العام أن يعلموا أننا جميعنا، مهما كان انتماؤنا السياسي، مجتهدون مسلمون ولكن نسلك طرقا مختلفة في الاجتهاد”.

وخلص أبوالغالي إلى التأكيد أن النقاش حول تعديل مدونة الأسرة ينبغي أن يكون بناءً وفرصة للنهوض بالأسرة وبالرجل والمرأة والطفل، وبدون مزايدات من شأنها إقصاء ولو مغربية واحدة أو مغربي واحد وبدون تخوين أي شخص أو اتهامه بالعمالة والمناورات لصالح أهداف خارجية تسعى إلى تخريب الأسرة المغربية.


الرحامنة- تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.