البام بفاس ينظم مائدة مستديرة تحت عنوان: “أي دور للمجتمع المدني في ترشيد استهلاك الموارد المائية بفاس والتحسيس بمخاطر ندرتها”؟

0 319

“أي دور للمجتمع المدني في ترشيد استهلاك الموارد المائية بفاس والتحسيس بمخاطر ندرتها”؛ كان هو موضوع المائدة المستديرة المنظمة بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى 67 لعيد الاستقلال المجيد، يوم السبت 05 نونبر الجاري؛؛تحت إشراف الأمانة الجهوية والأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بفاس، وتنظيم لجنة التضامن والمجتمع المدني بالأمانة الإقليمية للحزب.

المائدة المستديرة التي أدار أشغالها الأستاذ عزيز فضة، عرفت إلقاء كلمات كل من الأستاذة كريمة منيب رئيسة لجنة التضامن والمجتمع المدني، كريمة منيب؛ والأمين الجهوي الدكتور محمد الحجيرة والأمين الإقليمي السيد محمد السليماني، إضافة لمشاركة قيادات وأطر البام بفاس وحضور وازن لفعاليات جمعوية مهتمة بموضوع المائدة المستديرة.

كما تميزت المائدة بعرض لأستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس؛ محمد الفقيهي في موضوع: “قراءة في مكونات الخطاب الملكي الافتتاحي للدورة البرلمانية الأولى المتعلقة بالماء، وعرض الأستاذ/ الطالب الباحث في سلك الدكتوراه بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس؛ حمزة شبار؛ في موضوع: “دور الفاعل المحلي في توعية وتحسيس المواطن حول تدبير أزمة ندرة المياه”.

كلمة السيدة منيب رئيسة رحبت فيها بالحضور والأساتذة المؤطرين وبفعاليات المجتمع المدني، وعرضت دواعي وسياق اختيار هذا الموضوع لما يكتسبه الماء من أدوار في حياةالإنسان والمجتمع ككل، خاصة في ظل الخصاص والجفاف الذي يعرفه العالم عامة والمغرب خاصة.
مشددة على أهمية الحفاظ على الموارد المائية من خلال التصدي لظاهرة الضخ غير القانوني للآبار السقوية وكذا العمل على تصميم الإعلانات على جميع المواقع لأهمية ودور الماء في حياة الكائنات الحية.

كلمة السيد السليماني، وجه من خلالها التحية للسيدة منيب على تنظيمها هذه المائدة المستديرة الناجحة، لمناقشة موضوع بالغ الأهمية والراهنية وهو موضوع الأمن المائي وندرة الموارد المائية وسبل الحد من مخاطرها. كما شكر الأساتذة المؤطرين؛ مرحبا بالحضور في فضاء المقر الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بفاس.

السليماني نوه باختيار تنظيم هذه المائدة المستديرة حول هذا الموضوع الهام، بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد، وهي مناسبات لاستحضار تلاحم الشعب المغربي بكل فئاته وأطيافه السياسية والمدنية مع العرش العلوي بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصر ه الله وأيده.

كما جدد الأمين الاقليمي تقدير حزب الأصالة والمعاصرة قيادة وقواعد، للاهتمام المولوي السامي الذي أولاه جلالته هذه السنة لمعضلة ندرة المياه، باعتبارها إشكالية دقيقة، وقضية أساسية تطوق حاضر ومستقبل المغرب، وتشكل مفتاح تنمية وتقدم بلادنا.

وأضاف أن توجيهات جلالة الملك بشأن هذا الموضوع، تعكس عمق التفكير الاستراتيجي والاستباقي لجلالته حول قضية حيوية باتت من أبرز تحديات المرحلة القادمة وهي قضية السيادة المائية، حيث أضحى تحدي ضرورة التوفر على الماء مستقبلا مطروحا بحدة، أكثر من التوفر على باقي المواد الأساسية الأخرى.

وهذا يفرض علينا جميعا، حكومة ومؤسسات منتخبة وأحزابا ومجتمع مدني ومواطنين ومواطنات، تضافر جهود الكل لمعالجة هذه المعضلة البنيوية والتحسيس بمخاطرها وسبل الحد منها.

الدكتور الحجيرة أعطى نظرة شمولية للماء وأدواره الهامة في حياة جميع الكائنات الحية؛ مشيرا إلى أن الإنسان يمكنه الاستغناء عن الأكل لكن مستحيل استغنائه عن الماء.

الحجيرة أبدى تخوفه مما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا لا قدر الله، إن لم نحسن التدبير العقلاني لهذه المادة التي أصبحت نادرة في وقتنا الحالي، مشيرا إلى أن المسؤولية هي مسؤولية الجميع ويجب أن يتجند لها الجميع صغارا وكبارا، لأن ندرة الماء لها عوامل عدة وأهمها شح الأمطار والاحتباس الحراري.

لذا وجب علينا تجنب إهدار الموارد المائية عبر استعمال التقنيات الحديثة في مجال الزراعة؛ وعقلنة استعمال أساليب الري، والتركيز على المزروعات المحلية، وتجميع الأبحاث العلمية حتى يتم دعم وإدارة المشاريع الخاصة يتطوير المياه.

ودعا الحجيرة إلى الحفاظ على هذه الثروة المائية بالتوعية والحس الأخلاقي والوطني؛ مخافة أن تعاني الأجيال القادمة معاناة حقيقية بسبب شح المياه من الآبار والفرشات المائية والسدود والأنهار.

الأستاذ الفقيهي أكد في عرضه القيم أن الماء عنصر أساسي في الحياة والمجتمعات وضروري لكل المشاريع والطاقات؛ وأن إشكالية تدبير الموارد المائية تطرح نفسها بإلحاح خاصة أن المغرب يعرف مرحلة جفاف صعبة هي الأكثر حدة منذ أكثر من 3 عقود. حيث أصبح المغرب يعيش في وضعية إجهاد مائي هيكلي ولا يمكن معالجة هذا المشكل بمجرد بناء التجهيزات المائية المبرمجة رغم ضرورتها وأهميتها البالغة.

فواجب المسؤولية يتطلب اليوم اعتماد سياسة استباقية ومتكاملة والتحلي بروح التنافس والفعالية في تنفيذ المخطط الأخضر الوطني الجديد للماء الذي يدعو إلى التفعيل؛ وإعطاء الاهتمام أكثر بالمياه الجوفية والحفاظ على الفرشاة المائية من خلال التصدي لظاهرة الضخ غير القانوني.

عرض الأستاذ الباحث شبار ركز على االنقاط التالية:

– دور الماء باعتباره احد العناصر الأساسية لضمان حياة الكائنات الحية.

– تحقيق أهداف التنمية المستدامة مرتبط استمرارية هذا العنصر الحيوي. مذكرا بإشارة صاحب الجلالة إلى صعوبة الوضعية الراهنة وضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية لتدبير الأزمة والظرفية الراهنة.

– إبراز دور الفاعل المحلي في التوعية والتحسيس بخطورة ندرة الماء وتدبير واستنزاف الموارد المائية.

– ضرورة نهج مقاربة تشاركية مع مختلف فعاليات المجتمع المدني لضمان استعمال عقلاني للماء في الحياة اليومية والصناعية والفلاحية.

مداخلات الحضور أجمعت على ضرورة حسن وترشيد واستهلاك الماء بطريقة عقلانية باعتباره الحل الوحيد للمحافظة على مواردنا المائية، مع الدعوة لعقد سلسلة من الندوات والمبادرات الميدانية لتعميق النقاش حول هذا الموضوع في المقاطعات والجماعات الترابية الحضرية والقروية واعتماد حملات توعيوية واشهارات بالتنسيق مع القطاع الخاص والعام ووسائل الإعلام الرسمية والمستقلة؛ مع حث المجالس المنتخبة لطرح مشكل الماء في برامجها وجداول أعمالها الآنية، إضافة إلى أهمية معالجة المياه العادمة واللجوء إلى تحلية مياه البحر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.