الحجيرة يدعو برلمانات إفريقيا إلى تقوية التعاون جنوب- جنوب لمواجهة ظواهر الإرهاب والانفصال

0 634

أسهم؛ النائب البرلماني ورئيس مجموعة الصداقة المغرب -زامبيا الدكتور محمد الحجيرة بمداخلة بعنوان: “الإرهاب والانفصال والتعاون البرلماني الإفريقي”، وذلك ضمن أشغال ندوة رؤساء لجان الخارجية بالبرلمانات الإفريقية المنعقدة بمجلس النواب بالرباط يومي 06 و07 يوليوز الجاري؛ حول موضوع ”التعاون البرلماني الإفريقي في ظل التحديات الراهنة”.

الحجيرة قدم في مداخلته تشخيصا مقتضبا لظاهرة الإرهاب المرتبطة بنزعات الانفصال، مذكرا بأن الإرهاب الذي لا دين ولا وطن له يستغل ظواهر الهشاشة والفقر والبطالة والحروب، حيث تلتقي أهداف الجماعات الإرهابية مع نزعات الانفصال، وتحول الكثير من البلدان الإفريقية إلى عش يفرخ هذا الوباء الذي ينتقل من هنا وهناك.

علما أن مؤهلات القارة الإفريقية ماديا؛ بشريا؛ طبيعيا ومعدنيا تفترض سيادة برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

الحجيرة شدد على ضرورة الاعتماد على خيار الديمقراطية الذي هو خيار إنساني كوني، باعتباره المدخل الأساسي الذي يمكن من خلاله محاصرة كل هذه الجماعات الإرهابية والانفصالية. مبرزا أن جزء من أسباب الإرهاب والانفصال يوجد في وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم توظيفها لتأليب شباب القارة ضد أوطانهم، حيث أن العديد من شباب القارة يهاجر بحثا عن ملاذ مادي وروحي.

وبالمقابل المنظمات الإرهابية والانفصالية تستغل شبابنا وتتاجر في البشر والسلاح والأمن والسلام.

الحجيرة جدد التأكيد على أن المدخل لمواجهة هذا الوضع هو تقوية التعاون جنوب- جنوب،
بالإضافة إلى أدوار برلمانات الدول الإفريقية التي عليها مضاعفة سياسات التشريع لفائدة الاستقرار والسلم والتنمية ومزيدا من البحث عن سياسات عمومية دامجة للشباب. مستشهدا بتجربة المملكة المغربية في إدماج كل المهاجرين الذين يصلون إلى المغرب، إضافة إلى دور التعليم والباحثين وأدوار كل الأطر في القطاعين العام والخاص للإسهام في تكريس سياسات إفريقية تعتمد على تبني استراتيجية الارتباط بالقارة الإفريقية.

وفي إطار مناقشة المقترحات الممكن تضمينها ضمن خلاصات هذه الندوة الإفريقية الهامة، قدم النائب الحجيرة، عددا من المداخل والأولويات في المجال الاقتصادي والأمن الغذائي والمائي. بدءا بإمكانية تحويل الديون الإفريقية إلى استثمارات في المجال الفلاحي والمائي والطاقي من أجل ضمان الأمن الغذائي، وتبادل التجارب والخبرات التي راكمتها الدول الإفريقية فيما بينها رغم صعوبة تنقل البضائع والأشخاص بسبب عرقلة هذا التنقل من طرف بعض مكونات القارة.

لذلك من الضروري:

أولا الحفاظ على الفلاحة المعاشية والتضامنية لأنها الكفيلة بضمان الانخراط الجماعي في الاستهلاك والإنتاج قاريا ودوليا.

ثانيا بتقوية التكامل الاقتصادي بين الدول الافريقية لتحقيق قيمة مضافة قاريا ودوليا.

ثالثا تكوين التقنيين والخبراء خاصة في المجال الفلاحي لاستغلال الإمكانات الهائلة التي تزخر بها القارة الإفريقية، ولدى المملكة المغربية من التجارب في هذا المجال ما يمكن أن يشكل نموذجا يحتذى به.

رابعا؛ دعا الحجيرة البرلمانات الافريقية إلى توحيد الكلمة لوقف معاناة اللاجئين والمهاجرين الذين يغادرون أوطانهم خوفا من الإرهاب والحرب والاغتصاب والتهديدات ومن العنف بكل أشكاله وانواعه.

خامسا شدد المتحدث على ضرورة تسييد الحكامة في المجال الفلاحي على المستوى القاري وهو موضوع مطروح بقوة ويجب العمل عليه كبرلمانيين أفارقة انطلاقا من مراقبتهم للسياسات الحكومية، مقترحا إنشاء بنك للغذاء بإفريقيا، وتقوية البنية التحتية من طرق وموانئ ومطارات ومدارات للوجستيك بين مكونات القارة الإفريقية وبين القارة وباقي دول العالم.

سادسا؛ تطرق عضو لجنة الصداقة المغرب- زامبيا إلى موضوع تصدير الماء الذي يطرح أكثر من إشكال خاصة على مستوى التكلفة الباهضة لإنتاجه على المدى المتوسط والبعيد.

وعرج الحجيرة على موضوع بالغ الأهمية ويتعلق باستغلال الأطفال القاصرين في مناطق الحروب والإرهاب، حيث تكاد تنتفي ماهية الإنسان الإفريقي، وهذا موضوع يجب أن يتضمن في اهتمامات وأولويات البرلمانيين الأفارقة.

وفي الختام، أكد الحجيرة على أن مستقبل إفريقيا بيد أبنائها وبناتها؛ وعلى أهمية الاعتماد على الكفاءات والخبراء الأفارقة في المجال العلمي والتقني المتواجدين في مختلف الدول و الجامعات الدولية، والذين يحتاجون فقط دعمهم وتوفير الإرادة والقرارات التي تمكنهم من العودة لبلدانهم للإسهام في البناء الجماعي لإفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.