الوزير عبد اللطيف وهبي: الحرب الأوكرانية-الروسية أصبحت واجهة لصراعات دولية ستحدد شكل النظام العالمي الجديد

0 219

قال؛ وزير العدل؛ السيد عبد اللطيف وهبي، إن الحرب الأوكرانية-الروسية أصبحت واجهة لصراعات دولية ستحدد شكل النظام العالمي الجديد، مبرزا أن العالم بأسره يمر بلحظة تاريخية وغير مسبوقة قال عنها الرئيس الروسي الأسبوع الماضي أمام منتدى فالداي للحوار في موسكو “العالم يدخل عقدا هو الأكثر خطورة منذ الحرب العالمية الثانية، نحن بلا شك نواجه العقد الذي لا يمكن التنبؤ به منذ 1945”.

وأضاف وهبي، في كلمة بعث بها للمشاركين في ندوة “أي نظام عالمي بعد حرب أوكراني” في إطار الدورة 43 للمنتدى أصيلة الثقافي الدولي، (أضاف) أن جل المفكرين والسياسيين يكادون يجمعون أن الأزمة اليوم هي حلقة جديدة من مسلسل الصراع بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991، ويقظة متأخرة من روسيا على انضمام عشرة دول سابقة في الاتحاد السوفياتي لحلف الناتو، وهو ما ظل يعتبره بوتين استهدافا مباشرا لروسيا و سعي النظام الجديد للهيمنة، الذي يعاكس سياسته المبنية على استرجاع القوة والمكانة لروسيا.

وزاد وهبي “هل حقا هو صراع عسكري جديد بين روسيا وأمريكا حول الهيمنة العسكرية والاقتصادية داخل النظام العالمي الجديد، أم هو الصراع الجديد القديم على القيم، وصراع المنظومات الإيديولوجية القديمة الجديدة”، متسائلا عن تداعيات الحرب الاقتصادية وتأثيرها على الأزمة الغذائية وارتفاع الأسعار والتباطؤ الاقتصادي في المنطقة الأوروبية، وعن الآثار الاقتصادية لهذه الحرب على القارة الإفريقية على المستوى الاقتصادي الغذائي والصحي.

ولمقاربة هذا الصراع من زاويته الإيديولوجية، يضيف وزير العدل، “نجد أن العديد من المدارس الفكرية أكدت محورية الصراع الإيديولوجي في هذه الحرب أكثر من صراع الهيمنة العسكرية والاقتصادية، واعتبرت أن هذه الحرب والأزمة العالمية حلقة جديدة على مستوى الصراع الإيديولوجي، ومحاولة لهيمنة جديدة من الليبراليين، بعدما كادت أن تنهار هذه المنظومة بسبب الأزمات الاقتصادية الجديدة وبسبب تداعيات أزمة كوفيد 19، بل اعتبر بعض الكتاب الكبار أن الحرب الروسية- الأوكرانية منحت الحياة من جديد لليبرالية الغربية، وأجبرت قواها على ترتيب نفسها مُجددا.

وأكد المتحدث ذاته، أنه أمام هذه الحرب المعلنة بالوسائل العسكرية والسرية بالوسائل السياسية، وجدت دول للعالم الثالث نفسها تحصي خسائرها الاقتصادية وتتطلع إلى تاريخ انتهاء هذه الحرب مجهولة المصير والآفاق، موضحا أن المغرب الذي تعتبر أوروبا وأمريكا شريكين استراتيجيين وتاريخيين له، تبنى منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، موقفًا واضحًا وثابتًا يقوم على مبدأين أساسيين، أولهما مبدأ عدم استخدام القوة لتسوية المنازعات بين الدول، وتشجيع جميع المبادرات والإجراءات التي تعزز التسوية السلمية للنزاعات، والثاني يرتكز على احترام السلامة الإقليمية والسيادة والوحدة الوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وكشف وهبي عن أنه يمكن إجمال التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب في ثلاث نتائج اقتصادية رئيسية وهي كالآتي، ارتفاع أسعار النفط، التي أثرت على اقتصادات الدول النامية بشكل كبير لاسيما التي تعتمد بالكامل تقريبًا على عائدات هذه المنتجات، معتبرا أن استمرار الحرب في أوكرانيا واستمرار المشاكل التي تمنع وصول المنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود، ستفاقم أزمة الغذاء العالمية وستشكل تحديا حقيقيا لتأمين الواردات للمغرب ودول العالم، بالإضافة إلى خطر حدوث تباطؤ اقتصادي في المنطقة الأوروبية.

وأردف وزير العدل قائلا “إن السؤال الذي يطرح نفسه هو السؤال المتعلق بموقعنا من هذا النظام الجديد السائر في التشكل، هل سيكون لنا كعالم ثالث دور أم أن التاريخ يعيد نفسه، إذ لم يكن لنا دور حقيقي وفاعل منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يمنح لنا تاريخيا أي موقع نرغب فيه داخل ذلك النظام، فدول العالم الثالث ومنها المغرب ستكون لا محالة أكبر ضحية لهذه الحرب”، مضيفا “نجد أنفسنا أمام سؤالين هامين يطرحهما الكثيرون في خضم هذه الأزمة، الأول أين الصين من كل هذه التغيرات التي يعيشها النظام العالمي الجديد، ولماذا ركنت إلى تعزيز موقعها الجيواستراتيجي والتمدد الصامت اقتصاديا وسياسيا، والسؤال العريض الثاني هو ما محل المؤسسات والقوانين والمواثيق والعهود الدولية، وأي دور لمجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الحكومية والأجهزة الدولية في ظل هذه الصراعات “الواقعية”.

– أصيلة: تحرير سارة الرمشي/ تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.