الوزير عبد اللطيف وهبي انبرى للدفاع عن موضوع الحريات الفردية بقوله.. “لا أحد يريد أن يناقش علميا وفقهيا”

0 260

انبرى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير العدل؛ السيد عبد اللطيف وهبي؛ في معرض إجابته عن تساؤلات المتدخلين في اللقاء الفكري المنظم من طرف مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، مساء يوم الثلاثاء 11 أبريل 2023، بالمكتبة الوطنية حول موضوع “الحريات الفردية بين القيم الكونية والثوابت الوطنية”؛ باعتباره أنه يواجه في كل مبادرة منه في فتح نقاش رصين حول الحريات الفردية، بتوظيف نقاش سياسي عقيم، مبرزا أن “لا أحد يريد أن يناقش علميا وفقهيا وطرح مختلف التوجهات الفكرية والاجتهادات الفقهية”.

وأكد وهبي في خضم إجاباته أن عددا من المنابر الإعلامية تحترف توظيف موضوع الحريات الفردية في تأويل الأفكار لتبدأ الاتهامات والاتهامات المتبادلة، عبر قتل النقاش العمومي بتحرير مقالات قاتلة من خلال العنوان، مشيرا إلى أن معظم من ينتقد لا يتصفح المقال بل يكتفي بإطلاق العنان لتعليقاته المغرضة انطلاقا من العنوان فقط، “وتصبح أنت المتهم بقرار الإحالة على الإعدام بناء على العنوان فقط”؛ يقول وهبي.

واعتبر نفس المتحدث أن الحري بتلك المنابر والأصوات المعارضة هو أن تطرح الأفكار على طاولة النقاش من خلال الخروج من التوظيفات السياسية والصراعات المفرغة من الحس النقدي البناء، وأن يتم فتح نقاش مبني على الفقه السياسي “ونجتهد لأن النقاش السياسي السهل الممنهج لا يحتاج سوى إلى توظيف اللغة في الخطاب، ولا يعتمد على التحليل والمناهج العلمية، بل المهم إتقان فن الكلام وبعض الحركات البهلوانية وفن الشعبوية وتصبح أنت المدافع الأول والثاني على الدين الاسلامي والبقية جميعهم ضده، كأنه يملك الحقيقة لوحده”.

وتابع الوزير وهبي دفاعه عن موضوع الحريات الفردية “أنا على اقتناع أن المجتمع المغربي يجمع توجهين مختلفين أحدهما محافظ والآخر حداثي”. ومن هذا المنطلق؛ يقول وهبي؛ وجب أن نستحضر هذين التوجهين على مستوى القرار السياسي وفتح نقاش جدي وموضوعي، يعتمد على الفقه والتاريخ والثقافة والاجتهادات الفكرية الإسلامية.

من جانب آخر، استحضر المسؤول الحكومي تحريف ما جاء في الخطاب الملكي “لن أحل ما حرم الله ولا احلل ما حرم الله”، مشيرا بأنه يتم توظيف هذه الجملة ضده في كل مناسبة أو تصريح اعلامي يتحدث فيه عن الحريات الفردية. وزاد قائلا “للأسف تستعمل هذه الجملة ضدي في كل مكان أي ان لها معنى واحد في مواجهة أي نقاش علمي”، وأضاف “كأن الخطاب الملكي كله تعبير عن الخطاب المحافظ وكفى”. وهذا المعطى فنده الوزير وهبي بتطرقه إلى مسألة الانتقائية في التعامل مع الخطاب الملكي، “فلو قاموا بقراءة الجملة التي بعدها لما استطاعوا توظيفها؛ لأن الخطاب تحدث عن الحديث النبوي والنقاش والاجتهاد الفقهي المنفتح وحقوق النساء وغيرها من الرؤى وزوايا النقاش”.

تحرير: يوسف العمادي / تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.