الوزير عبد اللطيف وهبي يستحضر 5 رؤى محورية لإحداث تغيير على مستوى التشريع القانوني المؤطر للحريات الفردية

0 625

يرى وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي، أنه من الخطأ إدراج الحريات الفردية ضمن الكماليات التِي يُمكِنُ تأجِيلُها إلى ما بَعْدَ كَسْب مَعارِك الدِّيمُقراطِيَّة، الحَدَاثَة، حُقُوق الإِنْسان، التَّنْمِيّة، والسلَام، أوْ يُمْكِنُنَا الاسْتِغْنَاءُ عنْهَا”، معتبرا أن هذا التوجه خطأ يجب تصويبه بالنظر الى أنَّ الحُرِّيات الفَردِيَّة هِيَ الجَبْهَة الأسَاسِيّة لِمَعارِك التَّقدُّم، مبرزا أن “الحُرِّيَات الفَردِيَّة مَصْلَحة لِلْوطَن وَمنْفعَة لِلْجَميع”.

وتابع السيد وهبي كلمته التوجيهية وهو يتحدث عن الشق الأول من مداخلته من المرافعة الأولى المرتبطة بكون الحريات الفردية مصلحة للوطن ومنفعة للجميع، خلال استضافته من طرف مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، مساء يوم الثلاثاء 11 أبريل 2023، بالمكتبة الوطنية في لقاء فكري حول “الحريات الفردية بين القيم الكونية والثوابت الوطنية”.

وفي هذا الصدد علل وزير العدل عبد اللطيف وهبي، توجهه من منطلق الرؤية “الديمقراطِية”، بقوله :”صَحيح أن الدِّيمُقراطِية صِراع سِلْمِي على السلطَة بَيْن تَكتُّلات كُبْرى، إِلا أن المُواطِن هُو اللَّبِنَة الأَسَاسِيَة في البناءِ الديمقراطي. حيْث لا وُجُود لإِرَادة عَامَّة حُرَّة بِدُون إِرادات خاصَّة حُرَّة وَمُسْتَقِلَّة كذلك. وهُو ما يُحِيلُ إِليْه سِتار مَعزِل الاقْتِرَاع، حيْثُ يَتِم عَزْل الْفَرْد رَمْزِيا عنْ سَلطة الجماعَة التِي ينْتَمِي إِليهَا”.

واسترسل الأمين العام لحزب الجرار توجهه من منطلق الحَداثَةِ بالقول “صَحيح أنَّ الحَداثَة مشْرُوع الدَّوْلَة، مَشْرُوع المُجْتمَع، وَمَشْروع الْحَضارَة الإنْسانِيَّة فيِ عالَم الْيَوْم”؛ مضيفا : “إلّا أن مَبْدَأها الأَسَاسي أَن يَستعْمِل كُلُّ شخْص عَقْلَه بِنَفْسِه، بِدُون وِصايَة أوْ حِجْر أوْ تَسلُّط. عِلْما بِأَن التَّعَاقُد الاجتِماعِي الذِي هُو أَساس الدَّوْلَة وَمُؤسسات الدَّوْلَة الْحَدِيثَة لا يَتحقَّق إِلَّا بَيْن ذَوَات تَحْتَرِم استِقْلالِيَة بَعْضها عن الْبعْض”.

وفي ختام تطرقه لموضوع الحرية الفردية؛ طرح الوزير وهبي عاملين أساسين في نفس الإطار الأول مترابط برؤية من منطلق التَّنْمِيَة البشرِيَّة “يَقُوم أَساس التَّنمِية على إِزاحَة كُلِّ الْعَوَائِق مِنْ أَمام اتِّجاهات النُّمُو الْعَقْلِي وَالْوِجْدانِي، تِلْك الاتِّجاهات التِي تَخْتلِف بالضَّرُورَة مِن فَرْد لآخَر”، وهُوَ ما تُؤَكِّده كثِير مِن آيات الذِّكْر الحكِيم مِنْ قَبِيلِ الآيةِ الكَريمَةِ، [ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شَاكِلَتِهِ ] الإسراء 84؛ [ وَكذلِكَ الآية، لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ] البقرة 148؛ كمَا يُؤكِّدُه الْحَديث النَّبَوِي الشَّريف، “اعْمَلُوا فَكُل مُيَسَّر لِمَا خُلِق لَه”.

وتابع وهبي تعليلاته بالإشارة إلى أن الإنسان خلق لِكي يَنْمُو مِثْلما تَنْمُو سائِر الْكائِنَات الْحَيَة، غَيْر أن الإِنسان يَنْمُو بِأُسلُوب يخْتَلِف مِنْ شخْص لآخَر؛ لِذلِك تَفْشَل كُلُّ مُحاوَلاَت تَنْمِيط نُمُو الإِنسان.

ولِذلِكَ أَيْضًا؛ يقول وهبي، ” إن مُؤَسَّسَات التَّنْشِئَة الاجْتِماعِيَّة التِي تُلْغِي الْحُرِّيَة الْفردِيَّة مِن حِساباتِها عَادَة ما تَشُل الذَّكاء، وتُنْتِج أشخاصا يَجْترُّون ما يَسْمعُون، بِدون أي قُدْرَة على الإِبْداع، بَلْ يَتَوَاكلُون فِي كُلِ مُتَطلَّبات الْحياة، وبِالتَّالي يُمثِّلون خَطرًا على التَّنْمِيَة”.

والرؤية الثانية والخامسة بين الرؤى الأساسية المدرجة ضمن المرافعة الأولى التي استحضرها الوزير وهبي في مداخلته، والمتربطة بـ “السِّلْم الأَهْلِيِ” بقوله: “يَكْمُن مَنْبع الْفِتَن في نُزُوع الأفْراد إلى التَّدخُّل في الحياة الشَّخْصِيَّة لِبَعضهِم الْبَعْض. وَهُوَ نمَطُ التَّسَلُّط الذِي حاوَل الْبَعْض أنْ يُشَرْعِنَه بِدعْوَى “شَرْع الله”، إلّا أنَ المغارِبَة بِنَباهَتِهِم فَطِنُوا إلى أن الاسْم الْحقيقي هُوَ “شَرْعُ الْيَدِ”، ما يَعْني الْفَوْضى والْفِتْنَة”.

وختم وهبي حديثه عن المرافعة الأولى باعتبار أن تِلْك هِي الْحَقيقة المُرَّة التِي جَعلَت تاريخَنا الإسْلامِي لا يَخْلُو مِنْ فِتَن كانت تَبْدُو أَحْيانا “كَقِطَع اللَّيْل المُظلِم”، وِفْقَ تَنبُّؤَات أحَد الأحاديث النَّبَوِيَّة.

تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي؛ عبد الرفيع لقصيصر ومصطفى جوار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.