الوزير عبد اللطيف وهبي ينعي الراحل شوقي بنيوب ويصفه بالمناضل الوطني الشهم والحقوقي الملتزم

0 604

بكلمات مؤثرة، وبنبرة حزينة نعى وزير العدل السيد اللطيف وهبي، الراحل أحمد شوقي بنيوب، واختار أن يصفه بالمناضل الشهم، الحقوقي الملتزم، المسؤول الوطني المقتدر؛ وذلك خلال حفل تأبين الفقيد يوم الخميس 2 نونبر 2023، بالمكتبة الوطنية بالرباط.

واختار السيد وهبي، أن يستهل كلمته التأبينية بأن يشهد على أن الراحل شوقي بنيوب واحد من أبرز الحقوقيين الوطنيين، الذين طبعوا المرحلة الحديثة من التاريخ الحقوقي لبلادنا، عبر كلمات وعبارات “أعتقد جازما أنها لن تفي في الوصف والشهادة حق صديق وأخ عزيز”؛ يقول وهبي.

وتابع وزير العدل كلمته في حق الراحل بنيوب، الذي كان يشغل مهمة المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، بالقول: “صحيح أن الموت موقف صعب، تختفي فيه الكلمات، ويعجز فيه اللسان عن التعبير، لذلك سأسرد بعض الوقائع التي تحفظها الذاكرة، وسأبدأ من حيث ودعت الراحل إلى مثواه الأخير، لأبوح بالقول: حين عينت وزيرا للعدل ومسؤولا سياسيا على المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، تساءلت عن أوجه الرقابة الحقوقية والسياسية التي يمكن أن أمارسها على مناضل حقوقي عريق وأصيل، على رجل حقوقي متميز، على محام كفئ، على مناضل شرس… لذلك، وبدون تردد، أصدرت قرارا في اليوم الموالي لصدور مرسوم الاختصاصات، أفوض عبره جميع صلاحيات واختصاصات المندوبية المكلفة بحقوق الإنسان للراحل أحمد شوقي بنيوب”.

وزاد الوزير مسترسلا في كلمته التأبينية “ولا أخفيكم سرا أني أنا من أمرت بنشر رسالة التفويض للعموم، كي أشهد العالم بأن هذا المناضل الحقوقي الكفاءة الوطنية التي حظيت بثقة جلالة الملك وبتقدير كبير من المجتمع الحقوقي الوطني والدولي، يستحق كل التكريم وكل الثقة وكل الإنصاف، وكل الاعتراف بقدراته وإمكاناته في الدفاع عن بلاده في المحافل الدولية، وكذلك كان، مسؤولا متزنا، رجل دولة مقتدر، نهض بصورة المملكة الحقوقية داخليا، مثل بلادنا في مختلف المحافل الدولية خير تمثيل، وتصدى بحزم للأكاذيب والافتراءات التي ظلت تتعرض لها بلادنا حقوقيا، إلى أن لقي ربه راضيا مرضيا”.

واسترسل الوزير مخاطبا الراحل بالقول: “صحيح أن العمر محدود، والقدر محتوم، لذلك نقول لك: ربما رحلت قبل الآوان، أو على الأقل قبل إتمام الرسالة الحقوقية النزيهة المسكونة في قلبك وجوارحك، أو ربما لم نستأنس بعد بأنك انتقلت نهائيا إلى دار البقاء، وافتقدنا بيننا وجهك البشوش وابتسامتك العريضة ونكثة أهل مراكش إلى الأبد؛ لكن الأكيد ما فقدنا صورتك وسط قلوبنا، وعطاءك بيننا، لأنك أصررت على ترك ما نخلد به وجودك في حياتنا، تاريخ المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في صيغته الأولى سيظل شاهدا على نضالاتك وأنت تترأس في فثرة دقيقة من تاريخ بلادنا الحقوقي مجموعة العمل المكلفة بالحماية والتصدي للانتهاكات، وكذلك ذكرك الطيب حين ترأست في الولاية الثانية للمجلس بعد انتقاله إلى مجلس وطني لحقوق الإنسان مجموعة العمل المكلفة بدراسة التشريعات والسياسات العمومية، وغيرها من المهام النضالية داخل هذه المؤسسة الوطنية”.

وأكد الوزير في كلمته للراحل أن رحيله ترك غصة في الحلق، وحرقة في القلب، قائلا في هذا الصدد، ” لم نستوعب رحيلك وأنت الرجل المحب للحياة، المتحدي للمرض اللعين، والمصر على العمل والعطاء إلى آخر رمق”.

وتطرق الوزير لإسهامات الراحل في قراءة هادئة لصفحة ماضي الانتهاكات الأليم ببلادنا، وإسهامه في التوجه بشكل جماعي نحو مستقبل حقوقي مشرق يقطع مع انتهاكات حقوق الإنسان الماضية من خلال نضالاته داخل هيئة الإنصاف والمصالحة، بعد تمرسه حقوقيا داخل المجتمع المدني رفقة ثلة من الحقوقيين، سواء داخل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وكمستشار لدى المرصد الوطني لحقوق الطفل، أو كمستشار لدى مؤسسات وهيئات إقليمية ودولية مختلفة تنشط في مجال حقوق الإنسان.

وأشاد الوزير في كلمته التأبينية بصدق الراحل في أداء الرسالة الحقوقية، ونقله بافتخار حصيلة تجربة الإنصاف والمصالحة، التي ترافع عنها بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، مؤكدا أن الراحل قد أسدى لوطنه الجليل الخدمات، في التزام راسخ بنصرة قيم العدل والإنصاف والمساواة، وتشبثه المتين بثوابت الأمة ومقدساتها.

واختم الوزير كلمته التأبينية بالقول: “صديقي بنيوب؛ إن قضية حقوق الإنسان لن تكون مكسباً يوما من الأيام، بل ستظل موضوع صراع في ظل وجود الإنسانية. لذلك ليست هناك نهاية جميلة لقصة مأساوية، فنم مرتاحاً لأنك أديت دورك بنزاهة وهذا هو دورنا جميعاً”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.