“برنامج شباب في الواجهة” … إيمان الماجي: تضامن المغاربة في كل المحن دليل على قوتنا وقدرة بلادنا بقيادة جلالة الملك على المضي في تفعيل كل الأوراش الإصلاحية الاجتماعية والتنموية

0 996

“من الدروس التي استخلصناها إثر فاجعة 8 شتنبر.. أننا أكدنا مرة أخرى القوة الإنسانية والروح التضامنية- المجتمعية التي يتسم بها الشعب المغربي، وهي سمات ليست وليدة اللحظة، ولا بالأمر المستحدث، فالمغاربة بقيادة جلالة الملك أثبتوا دائما أنهم متلاحمون متضامنون في كل المواقف والمحن، في السراء والضراء”، بهاته العبارات ارتأت عضو المجلس الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة- الباحثة سلك الدكتوراه (تخصص: علوم الاقتصاد) إيمان المـــــــــاجي، أن تستهل حديثها خلال استضافتها في برنامج شباب في الواجهة (القناة الأولى) ضمن الحلقة التي بثت أول أمس الثلاثاء 24 أكتوبر الجاري.

وأبرزت الماجي أن الفعل مترسخ في يوميات المواطنات والمواطنين المغاربة، ولعل القاطن أو الزائر للأحياء الشعبية سواء بالمدن العتيقة أو المدن الحديثة سيلاحظ هذه السلوكات الإيجابية، وهو أمر أكد عليه جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي خلال افتتاح الدورة الخريفية (أكتوبر 2023) حيث قال: “أظهرت الفاجعة انتصار القيم المغربية الأصيلة، التي مكنت بلادنا من تجاوز المحن والأزمات، والتي تجعلنا دائما أكثر قوة وعزما، على مواصلة مسارنا، بكل ثقة وتفاؤل. تلك هي الروح والقيم النبيلة، التي تسري في عروقنا جميعا، والتي نعتبرها الركيزة الأساسية، لوحدة وتماسك المجتمع المغربي. وهي قيم وطنية جامعة، كرسها دستور المملكة، وتشمل كل مكونات الهوية المغربية الأصيلة، في انفتاح وانسجام مع القيم الكونية. وأخص بالذكر هنا، القيم المؤسسة للهوية الوطنية الموحدة” -انتهى نص خطاب جلالته-.

واعتبرت ذات المتحدثة أن السرعة والفاعلية في الإجراءات التي اتخذتها الدولة بقيادة ملكية سامية في مواجهة تبعات الزلزال، ما هي إلا دلائل على الحنكة والتجربة المكتسبتين بالنسبة لبلادنا في التعامل مع الأزمات والمصاعب، وأضافت أنه ومباشرة بعد الهزة الأرضية حلت السلطات وباقي المؤسسات المتدخلة لإنقاذ المتضررين وإسعافهم كما تم إحداث مستشفيات ميدانية، وتوفير كل المستلزمات –وسط تضامن شعبي منقطع النظير- والحاجيات الضرورية للمتضررين، بالإضافة إلى فتح حساب مالي لمواجهات اثار الزلزال ثم الشروع في أجرأة تدابير إعادة الإعمار لتمكين المتضررين من سكن يليق بهم.

وفي سياق آخر، ذكرت الماجــــــــي أن الإصلاحات التي يشهدها المغرب على المستوى الاجتماعي وبالضبط ورش الحماية الاجتماعية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، تشكل “ثورة اجتماعية” لا من حيث الإمكانات المرصودة ولا من حيث الأهداف والانتظارات، فالكلفة الإجماليـــــــة تناهز 51 مليار درهم، منها 14 مليار درهم لتعميم التأمين الإجباري عن المرض، و19 مليار درهم للإعانات الاجتماعية، و17 مليار درهم لتوسيع دائرة المستفيدين من المعاش والتقاعد، ومليار درهم من أجل انسيابية النظام الحالي للتعويض عن فقدان الشغل. هذا دون إغفال النقطة المتعلقة بالدعم المالي المباشر للأسر المغربية في وضعية هشاشة، كل ذلك ستكون له تبعات على الناتج الداخلي للخام وبالتالي خلق فرص وتجويد ظروف العيش.

وتحدثت الماجي عن مصادقة الحكومة على المرسوم المتعلق بدعم السكن، إذ سيستفيد المغاربة الراغبون في اقتناء سكن رئيسي من مبالغ قيمتها بين 50 ألف و70 ألف درهم ابتداء من فاتح يناير 2024، سيخصص ما مجموعه 50 ألف درهم من أجل اقتناء سكن يتجاوز ثمنه 30 مليون سنتيم ويقل عن 70 مليون سنتيم أو يعادلها، بينما سيتم تخصيص مبلغ 70 ألف درهم لاقتناء سكن قيمته تقل عن 30 مليون سنتيم درهم أو يعادلها. وفي نفس السياق تستفيد النساء الأرامل علاوة على ذلك من إعانة إضافية تقدر ب 10 آلاف درهم.

وأضافت أن هذا الدعم سيمكن الفئات ذات الدخل المحدود من امتلاك سكن خاص والاستجابة لما يقارب 70 في المائة من الطلب على السكن في الوقت الراهن، إضافة إلى الحفاظ على مكانة الإسكان في منظومة الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستثمار ذو الصلة بالموضوع، كما سيخلق مزيدا من فرص الشغل في مجال العقار عبر مشاركة المقاولات الصغرى والمتوسطة، حيث سيكون المجال متاحا أمامها للاشتغال في ظروف أفضل، دون أن “ننسى أن هذه الدينامية تعد استكمالا للبرنامج الوطني مدن بدون صفيح”.

الماجــــي ذكرت أيضا أن هذه الأوراش ستسهم في تجويد البنيات التحتية، وجلب الاستثمارات الأجنبية، وتحسين صورة البلاد في الخارج، “خاصة وأننا مقبلون على احتضان العديد من التظاهرات العالمية الكبرى ومنها: “الكان” 2025، ومونديال 2030. مبرزة في هذا السياق أن المغرب رصد (ضمن الملف المشترك مع إسبانيا والبرتغال) ما قدره 5 ملايير دولار لتجويد البنيات التحتية، وتوفير ملاعب من الطراز الدولي المطلوب، كما أن هذا العالمي أعاد إلى واجهة النقاش موضوع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا.. وهذه المشاريع ستحدث دينامية اقتصادية، سياحية، وتنموية ستكون لها تبعاتها واثارها الإيجابية على بلادنا، مشاريع ستنجز بمشاركة الكفاءات والسواعد المغربية وخاصة فئات الشباب.

واختتمت الماجي بالإشارة إلى أن هاته التظاهرات ستكون فرصة للتعريف أكثر بتراثنا اللامادي المغربي الضارب في عمق التاريخ، كما أنها ستسهم أكثر في تعزيز الثقة التي تحظى بلادنا في المجالات المختلفة على المستوى الإقليمي والدولي.

مـــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.