بمناسبة الذكرى 14 لتأسيس البام…الأمين العام يوجه نداءً لمناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة

0 1٬200

أخواتي إخواني، مناضلات ومناضلو حزب الأصالة والمعاصرة

الثامن غشت من كل سنة هو موعد وذكرى عزيزة على كل المتشبثين بالقيم الحداثية المؤسسة لحزب الأصالة والمعاصرة، نحتفي فيها اليوم بالذكرى الرابعة عشر لهذه المحطة التأسيسية التاريخية، التي تحل هذه السنة في ظل سياق دولي ووطني مختلف وجد صعب، ذلك أنه على الصعيد الدولي يعرف العالم متغيرات وحروب وصراعات علنية وباردة، أدت إلى اختلالات بينة في العلاقات الاقتصادية والتجارية والجيو-سياسية بين الدول، الأمر الذي انعكس -كما جميع دول العالم- على الوضع الداخلي لبلادنا، وهنا نسجل على وجه التحديد اختلالات في الأسواق الدولية أدت إلى ارتفاع أسعار مجموعة من المواد الأساسية، خاصة الطاقية.
وللحقيقة، بل وللتاريخ، فبلادنا وبالرغم من تأثرها بمخلفات أزيد من سنتين من الأزمة الوبائية كوفيد 19، ومجابهتها لصعوبات سنة فلاحية ضعيفة تميزت بندرة حادة في الأمطار ومياه الشرب، زادتها المستجدات والمتغيرات الدولية وعدم استقرار الكثير من المعطيات المحددة والمتدخلة تأثيرا على الوضع الاقتصادي الداخلي لوطننا؛ فإننا معتزون بما حققته طيلة السنوات المنصرمة من تقدم ديمقراطي ونمو اقتصادي وتراكم تنموي وتوهج ديبلوماسي وروحي بشهادة العالم، بفضل التدبير الحكيم والتوجيهات الاستباقية والريادية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ومن خلفه كل مكونات الشعب المغربي، فالتلاحم بين العرش والشعب كما علمنا التاريخ هو أكبر سلاح بلادنا لمجابهة كل التحديات والصعاب، والذي زاد من لحمته تشبث شعبنا بكل الثوابت المنصوص عليها دستوريا.

أيتها المناضلات، أيها المناضلون:

في هذا السياق الخاص جدا، يحتفي حزبنا بذكرى تأسيسه، في محطة سياسية مختلفة، حيث لأول مرة نحتفي بهذه الذكرى وحزبنا يتحمل مسؤولية تدبير الشأن العمومي داخل الحكومة، بعد أزيد من عقد من الزمن من ممارسة المعارضة العقلانية الوطنية، مكنته من تعميق تصوراته وبرامجه بحكم القرب من مواطناته ومواطنيه، وبفضل صدقية وواقعية خطابه ووضوح مواقفه واحترام خصومه وسمو صراعاته الفكرية والسياسية، تمكن حزبنا من كسب احترام وتقدير المواطنين الذين بوأونا عن جدارة واستحقاق المرتبة الثانية في الساحة السياسية الوطنية، لذلك يحق لنا جميعا أن نبتهج عاليا بالمكانة السياسية المستحقة التي بات الحزب يحتلها في المشهد السياسي، خاصة تحمله مسؤولية تدبير الشأن العام على مستوى الحكومة، واستمرار نجاعة أدائه وريادته داخل غرفتي البرلمان وفي تدبير مجالس الجهات والعمالات والأقاليم والجماعات الترابية، وهي المسؤوليات التي لن ندخر جهدا في جعلها وسائل لخدمة قضايا الشعب المغربي بكل فئاته الاجتماعية.

وهنا أدعو جميع المناضلات والمناضلين، المنتخبات والمنتخبين، كل من موقع مسؤولياته المختلفة، أن ينصتوا جيدا لمطالب المواطنات والمواطنين، ويبذلوا أقصى جهودهم، وأن يلزموا التواصل اليومي والدائم والايجابي مع المواطنات والمواطنين بالاستماع إلى همومهم وانشغالاتهم والسعي للتجاوب مع مطالبهم المستعجلة وسرعة التفاعل معها، للتخفيف من حدة الصعوبات التي تواجهها بلادنا.

إنه بالقدر الذي نعتبر ذكرى التأسيس محطة هامة للافتخار بالمكانة والأشواط التي قطعناها جميعنا منذ المؤتمر الوطني الرابع لحزبنا، فإننا ندعو إلى جعلها بالقدر نفسه لحظة تاريخية مسؤولة لتقييم مسار الحزب بموضوعية كاملة، والوقوف على ما تتطلبه المرحلة الحالية على مختلف الواجهات، التنظيمية والسياسية والديبلوماسية، لربح جميع التحديات، لاسيما التحدي التنظيمي من خلال العمل على تقوية الهياكل التنظيمية، ورص صفوف تنظيم نساء وشباب الحزب، وإعادة بناء المنتديات والتنظيمات الموازية على أسس الديمقراطية والكفاءة والاستحقاق، وتقوية جميع أجهزة ومؤسسات حزبنا بالشكل الذي نطمح له جميعا، حتى نكون في مستوى اللحظة التاريخية التي يمر منها حزبنا، والانخراط بعزم وإرادة وروح وطنية في مواجهة التحديات التي تواجه الشعب المغربي، وأن نحولها إلى عناصر قوة ونجاح في مسار تطور بلادنا، والسير في طريق صون كرامة شعبنا.

لذلك يجب أن نحول الاحتفال بهذه الذكرى المتميزة إلى محطة للتفكير الجماعي في مدى التزامنا بالاستمرار على المبادئ والأهداف التي تأسس عليها الحزب يوم 8 غشت من سنة 2008، ومدى الاستمرار في الوفاء لقيم التأسيس التي لاتزال ترسم خارطة طريقنا في الحزب، وأن نرتقي بهذه الذكرى لنجعلها لحظة تاريخية للإسهام في تعزيز الحوار السياسي والدمقراطي ببلادنا، وفي ترسيخ قيم ومبادئ حقوق الإنسان ودولة الحق والقانون والحريات، ومحطة لتجديد وتكريس الوفاء بالتزاماتنا الدستورية والسياسية التامة داخل الأغلبية الحكومية، وتجسيدنا لقيم ومبادئ ميثاقها من مواقعنا المختلفة، وتشبثنا الراسخ بقيم التضامن والمسؤولية الجماعية، وبالتضحية داخل الحكومة حتى ننتصر على التحديات المستجدة و نفي بالالتزامات والبرامج والأوراش الحكومية.
فكل عام وحزبنا قوي رائد، ودمتم مناضلات ومناضلو حزب الأصالة والمعاصرة بألف خير، وعاش المغرب حرا مستقرا ناميا .

الرباط في 8 غشت 2022

عبد اللطيف وهبي
الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.