رئيسة المجلس الوطني للحزب فاطمة الزهراء المنصوري ترد على مقال نُشرَ بموقع “كود”: من صلاحياتي أن أسعى باستمرار لتطوير الحزب الذي أنتمي إليه والإسهام في إصلاح أخطائه وتأطير عمله بالمبادئ والقيم اللازمة

0 2٬682

توصل الموقع الرقمي “كود” بمقال من رئيسة المجلس الوطني لحزب الاصالة والمعاصرة فاطمة الزهراء المنصوري٬ برد على مقال رأي نشره “كود” يوم أمس.

وفيما يلي النص الكامل لرد السيدة فاطمة الزهراء المنصوري:

إلـــــــــــــــــــــــــى

إدارة موقع كود المحترمة

تحية تقدير، وبعـــــــد

في إطار حقي الشخصي وطبقا لما تقتضيه مسؤوليتي المهنية وما يستوجبه نبل العمل الصحفي، ألتمس منكم نشر تعقيبي التالي بخصوص ما ورد في المقال المعنون في موقعكم بـ ” شكون يثيق في المنصوري …” لصاحـــبه/لصاحبتـــــه هنـــــد الكــــلاوي يــوم الثـــلاثاء 6 فبراير 2024.

إن الأصول الاجتماعية لأي مواطن مغربي ليست معيارا لمنحه حق العمل السياسي أو لمنعه منه. فالمواطنون/ المواطنات سواء في دولة الحق والقانون، والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان تكفل للجميع المشاركة والفعل في السياسة. وأعتقد بأن المفروض في صاحب/ صاحبة المقال بوصفه (ها) صحفيا مهنيا ملزماً أن يكون متشبعا بثقافة المواطنة والقانون وحقوق الإنسان، لأن ذلك يشكل عنصرا ضروريا في ضمان مصداقية ما ينشره.

صحيـح إنني ابنة البـــاشا وأفتخر، لأن أبي كما كــان (باشا)، كان نقيبا للمحامين لمرتين في فترة ساخنة من تاريخ المغرب الحديث، وفي قطاع له أهميته وحيويته. وكان أيضا مثقفا وفاعلا جمعويا وقريبا من الحساسية السياسية السائدة في مغرب الستينات والسبعينات، وكان سفيرا ووجهاً مشرفا لبلاده في الخارج، وظل في خدمة وطنه حتى وفاته. وإلى اليوم لازال طيب الذكر وحديث خير بين ساكنة مدينته.

أعتز بوصفي رئيسة المجلس الوطني بكل مناضلات ومناضلي، منخرطات ومنخرطي الحزب. وليس من دوري أن أوزع الإدانات أو البراءات، فذلك اختصاص حصري للمؤسسات المخولة لذلك. لكن من صلاحياتي أن أسعى باستمرار لتطوير الحزب الذي أنتمي إليه، والإسهام في إصلاح أخطائه، وتأطير عمله بالمبادئ والقيم اللازمة. إنني صديقة لكل عضوات وأعضاء الحزب دون تمييز، ودون حسابات. والعمل الحزبي، شأنه شأن أي عمل إنساني، كما تكون فيه الأخطاء تكون فيه الإنجازات، ففيه نواقصنا، كما فيه نجاحاتنا.

إن تحميل حزب الأصالة والمعاصرة مسؤولية تشتيت الأحزاب رأي غير موفق، ويحمل من التهجم ما يجعله غير موضوعي، إذ لا يمكن لصحفي مهني يسهم في صنع الرأي العام أن يكون عاجزا عن الإحاطة بأسباب أعطابنا الحزبية، ويعلقها فقط في ”سذاجة” وتحامل على حزب الأصالة والمعاصرة.

إن حزبنا مكون طبيعي في الحقل السياسي المغربي، وفاعل أساسي فيه، ولم يكن مضرا ومنذ التأسيس بالأحزاب الأخرى أو بحقلنا السياسي، ولم يكن هذا الأمر في استراتيجيته أبدا. لا أحد يمكنه إنكار الأدوار النافعة وذات المردودية القوية لحزبنا في عمله أو في تحالفاته، في معارضته أو في تسييره. ولقد تابع موقع كود الحزبَ في مراحل عديدة. وسجل بإيجابية كبيرة الكثير من إنجازاته.

إن حزبنا وبخلاف ما يدعيه المقال، لم يكن يوما حكرا على الأعيان، فصاحب/صاحبة المقال يعرف جيدا بأن إطارنا مفتوح لكل المواطنات/والمواطنين، وكما يضم الأعيان يضم المثقفين والشباب الطامحين والنقابيين والفلاحين والطلبة والمقاولين والعمال والتجار والأكاديميين والنساء الفاعلات في المجتمع المدني والحقوقيين… ونفتخر في حزبنا بتنوع هذا الطيف الواسع.

إن ميزانية الحزب ليست سائبة، فهي تحت رقابة أجهزته التنظيمية، وتحت رقابة القانون. وللصحافة المهنية كل الحق في متابعة الحياة الداخلية للأحـــزاب (إدارة ومالية وتدبيرا)، ولكن بهدف خدمة الحقيقة والشفافية، لا بهدف الادعاء والتشويش. إن حزبنا ليس فوق المحاسبة، لأنه يعتز بمبدأ دستور مملكتنا (ربط المسؤولية بالمحاسبة)، ويعتبره أساس عمله التنظيمي.

أخيرا، إنني في الحزب، إذ أقدر دور الصحافة في الإسهام بالرأي والتحقيق، من أجل تطوير العمل الحزبي والسياسي ببلادنا، فإنني ألتمس من موقعكم الحرص على ممارسة هذا الدور بالموضــوعية اللازمة.

فاطمة الزهراء المنصوري
مع خالص تقديري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.