“ندوة المرجعية الفكرية والسياسية للحزب”..حضور شبابي لافت وتفاعل إيجابي مع عرض جمال مكماني

0 390

حظيت الدورة التكوينية المنعقدة بمقر الحزب بأكدال الرباط، بعد زوال اليوم السبت 13 ماي الجاري، من طرف الأمانة الإقليمية للحزب بالصخيرات تمارة، حول موضوع المرجعية الفكرية والسياسية للحزب”؛ (حظيت) باهتمام لافت من طرف شريحة واسعة من الشباب إلى جانب عدد من مناضلات ومناضلي الحزب.

وغصت قاعة الاجتماعات بالحاضرين سواء من المناضلات الباميات والمناضلبن الباميين والمتعاطفين مع توجهات الحزب، وشهدت نقاشا
مستفيضا وطرح عدد من التساؤلات حول موضوع الدورة التكوينية التي اوكل للقيادي جمال مكماني تأطيرها بصفته رئيسا للجنة السياسات العمومية بالمجلس الوطني للحزب.

استهل اللقاء بكلمة توجيهية لصلاح الدين عبقري عن اللجنة التنظيمية؛ تحدث من خلالها عن الدينامية التنظيمية التي يشهدها الحزب على كافة المستويات إقليميا وجهويا ووطنيا، وعرج على حيثيات تنظيم الدورة التكوينية كحلقة مندرجة ضمن مسلسل دورات تكوينية ولقاءات تواصلية، عملا بتوصيات المكتب السياسي للحزب الداعية إلى الانفتاح على القواعد والتواصل عن قرب مع المناضلات والمناضلين؛ وفتح جسور التواصل الإيجابي مع الشباب والإبداع في تنظيم لقاءات فكرية وسياسية واجتماعية تدعم الوعي المجتمعي.

من جهته، اختار مكماني في بداية عرضه ان يهنئ اللجنة المنظمة للقاء على أهمية الموضوع المرتبط بالمرجعية الفكرية والسياسية للحزب، بالنظر إلى أنه إذا كان الحزب يريد ان يجعل من الانتماء للحزب على أسس متينة، فمن الضروري يقول مكماني أن يتم البدء بإبراز وتوضيح المرتكزات التي ينبني عليها الحزب، مبرزا بأن الرجوع إلى مراحل التأسيس الأولى للحزب اي فترة 2009 كان الحزب قد تعرض لهجوم شنيع ومغرض من طرف منابر إعلامية وعدد من الفرقاء السياسيين، تم خلاله وصف الحزب بأبشع الأوصاف كأنه حزب لقيط او بدون هوية حزبية، لكن القيادة الحزبية انتبهت لهذا الأمر وتم توضيحه في الوثيقة المرجعية الفكرية والسياسية لحزب الأصالة والمعاصرة، وعدد من الخرجات الإعلامية واللقاءات الفكرية والسياسية.

إلى ذلك، عمد القيادي مكماني إلى شرح أهم مضامين عرضه الفكري من خلال تفصيله لـثلاث محاور أساسية، بداية بالحديث عن سياق ظهور الديمقراطية الاجتماعية، انطلاقا من تطرقه للتحولات التاريخية والاجتماعية المعاصرة التي أبانت عن قصور في المنظومات الفكرية والسياسية الكلاسيكية (بين قطبية الإشتراكية والليبرالية) إلى نزوح المجتمع إلى تحفيز النزعة الفردية وفق ما أشار إليه المفكر السوسيولوجي ألان تورين، وهو الأمر الذي مهد لبروز الطريق الثالث أو الخيار الثالث أي الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية والتي حدد هدفها العام وفق ما طرحه عالم الاجتماع “أنطوني غيدنز” من خلال تقديم المساعدة للمواطنين لمواجهة إكراهات العصر سواء من حيث تحديات الاقتصاد الحر، والتحول في الحياة الشخصية للأفراد.

في حين، ركز رئيس لجنة السياسات العمومية بالمجلس الوطني للحزب في خضم تحدثه عن خصائص الديمقراطية الاجتماعية على إبراز أهم المفاهيم والقيم التي تنضبط لها خلال معالجتها لمختلف القضايا ومن بينها الحرية والديمقراطية والمساواة والتضامن الاجتماعي ومبدأ” لا حقوق دون مسؤوليات”.

فيما بسط مكماني الخطوط العريضة للمحور الثالث المرتبط بتقديمه لأهم الانتقادات الموجهة لمفهوم الديمقراطية الاجتماعية، سواء من خلال افتقادها إلى سند نظري قوي شبيه بثنائية اليسار واليمين بمقاربتها الإشتراكية والليبرالية، إلى جانب تعرضها للانتقاد لأنها تنبني على نمودج الدولة التي تدافع عنه أي دولة الرفاهية، وهو نموذج ينظر إليه منتقدو الديمقراطية الاجتماعية أنه نموذج لتجميع المخاطر وليس تجميعا للموارد، خصوصا وان نموذج الدولة الرفاهية يجد نفسه دائما أمام ضغط متزايد نتيجة الارتفاع المستمر لتكلفة الإنفاق، مما يجعلها مهددة باستمرار بالعجز المالي..

تساؤلات الحاضرين همت محاور متعدد وأساسا كيف توافق المرجعية الفكرية للحزب بين المساواة والحفاظ على التماسك الاجتماعي، والطرق الكفيلة بالدفاع عن الإيديولوجية الحزبية داخل قبة البرلمان المغربي، وكيف يتصور الحزب مفهوم الحداثة، وهل هنالك ميول للقيادة السياسية الحالية للحزب نحو الحداثة أكثر من تشبثها بقيم الأصالة المغربية، مدى توافق الخطاب السياسي للحزب مع المرجعية الفكرية والإيديولوجية وكيفية تحقيق التوازن بين قيم الاصالة والمعاصرة داخل المنظومة الحزبية والمشروع المجتمعي للحزب.

هذه الأسئلة واخرى لقيت تجاوبا وتفاعلا مع مؤطر الدورة التكوينية السيد مكماني، من خلال طرحه لمواقف حزبية وشرحه المستفيض لمفاهيم الأصالة المستنبطة من قيم تمغرابيت المتأصلة في المجتمع المغربي، وتقديمه لأمثلة حية لمعارك سياسية ناضل من أجلها الحزب في عدد من المحطات المفصلية في المشهد السياسي المغربي في السنوات الأخيرة.

قبل أن يتم اختتام الدورة التكوينية من طرف مسيرها السيد عبقري الذي وعد الحاضرين بتنظيم الأمانة الإقليمية للحزب بالصخيرات تمارة لدورات تكوينية أخرى لاحقة في مستقبل الأسابيع القليلة المقبلة.

تحرير: يوسف العمادي/ تصوير: مصطفى جوار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.