هكذا أصبح مركب الاصطياف لوزارة العدل بأكادير فضاءً للدعم النفسي والتتبع الصحي لجرحى زلزال تارودانت

0 498

تلبية لنداءات الاستغاثة والدعم النفسي والمعنوي، وضعت المؤسسة المحمدية للأعمال الاجتماعية لقضاة وموظفي العدل التابعة لوزارة العدل مركب الاصطياف بأكادير رهن إشارة جرحى الزلزال الذي ضرب إقليم تارودانت، وذلك بتوجيه وتتبع من طرف وزير العدل الأستاذ عبد اللطيف وهبي.

هذه المبادرة التضامنية رسمت ملامح ارتياح نفسي وطمأنينة على وجوه الجرحى للتخفيف ولو نسبيا من حجم الفاجعة التي ألمت بهم في ليلة الثامن من شتنبر الجاري، الذي غير ملامح حياة سكان إقليم الحوز وورزازات وتارودانت ومراكش وأزيلال وشيشاوة من المتضررين، وتنم على حس تضامني ووطنية عالية لجلالة الملك والشعب المغربي قاطبة، وبعد القيام بزيارة لمركب الاصطياف بأكادير الذي يضم جرحى إقليم تارودانت تم الوقوف على طبيعة الخدمات الموفرة للجرحى والاطلاع على ارتساماتهم ووضعيتهم النفسية بعد هول الفاجعة.

تطبيب وترويض ودعم نفسي

تحول مركب الاصطياف بأكادير الى فضاء لإعادة تأهيل ومتابعة الحالة الصحية والنفسية لضحايا الزلزال بإقليم تارودانت، حيث فتح وزير العدل عبد اللطيف وهبي هذا المركب الاصطيافي في وجه المرضى اللذين استقرت حالتهم الصحية بعد تلقيهم العلاج بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير لمتابعة حالة المرضى من الناحية الصحية والنفسية.

المبادرة التي استحسنها المرضى نظرا للدعم النفسي الكبير الذي يقدمه المركب للضحايا مما سيساعدهم على تجاوز الألم النفسي الكبير الذي خلفه الزلزال.

وفي هذا الصدد، يروي الضحايا عن حكايتهم مع الفاجعة التي ألمت بهم وتركت ألما كبيرا في نفوسهم، في حين لم يستطع الكثيرون استرجاع شريط ما حدث، ومازالوا يتخبطون في نوبة الصدمة والخوف من هول الفاجعة التي راح ضحيتها نحو 2946 شخصاً تحت ركام منازلهم ناهيك عن عدد الجرحى الذي بلغ 5674 جريحاً.

مركب الاصطياف..إعادة للتأهيل والتتبع

المركب الذي يستضيف الى جانب المرضى طاقم كبير من الأطباء المتخصصين وأطباء الترويض وأطباء نفسانيين وعدد من الممرضات والممرضين، ويقدم جميع الاحتياجات اليومية للمرضى والطاقم الطبي الذي يواكبهم. حيث يستضيف المركب أكثر من ثلاثين حالة متضررة من الزلزال بينهم أطفال وهم الآن في صحة جيدة ويستفيدون من العلاجات والخدمات اليومية التي يقدمها لهم المركب بالإضافة الى أنشطة موازية للتحفيز النفسي.

وأكد محسن الدغوغي، مدير مركب الاصطياف التابع لوزارة العدل بأكادير، أنه بقرار من وزير العدل رئيس المراقبة والتوجية للمؤسسة المحمدية للأعمال الاجتماعية لقضاة وموظفي العدل، أعطى تعليماته لاستقبال ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم تارودانت، حيث استقبل المركز الى حدود اليوم 32 حالة ضمنهم حالتين غادرتا المركب بعد تلقيهم للعلاجات الضرورية.

وأبرز مدير المركب أن الخدمات التي يتم تقديمها تشمل الوضعية الصحية للنزلاء التي يسهر على تتبعها طاقم طبي متكامل، الى جانب طاقم الترويض الطبي الذي يقوم بمواكبة ضحايا الزلزال، وتوفير كل الاحتياجات اليومية للمرضى.

وأفاد مدير مركب الاصطياف أن المبادرة لقيت استحسانا من طرف موظفي العدل بأكادير واقترحوا بدورهم تقديم الخدمات والدعم النفسي لضحايا الزلزال، والعمل على توفير كافة الحاجيات الضرورية لأجل مساعدة النزلاء في الدعم النفسي والمعنوي واستعادة صحتهم.

وعن الجانب النفسي للضحايا، نقل لنا السيد الدغوغي التطورات التي عرفتها حالتهم النفسية منذ اليوم الأول بعد الفاجعة ووضعهم النفسي بعد أسبوعين على مرورها، موضحا بالقول: ” نلاحظ أن الوضع النفسي للمرضى بدأ يتحسن يوما بعد يوم، والفضاء يوفر لهم الشعور بأريحية كبيرة وجميع الظروف المواتية لعلاجاتهم”.

وبدوره، أفاد محمد أوعقا المسؤول عن وحدة الترويض الطبي بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، أنه في إطار التأهيل والترويض المبكر يتم القيام بحصص الترويض لهؤلاء الضحايا اللذين تلقوا علاجات أولية بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، وفي المرحلة الثانية تم نقلهم لهذا الفضاء الذي تم تخصيصه للقيام بالعلاجات الضرورية لهم.

ويرى الدكتور أوعقا أن أغلبية المرضى ظروفهم النفسية تتحسن بسرعة نظرا للجو العائلي الذي يوفره المركب لهؤلاء المرضى ما جعل غالبيتهم يحس بالاطمئنان والسكينة واسترجعوا حياتهم الطبيعية قبل الفاجعة.

وبهذه الخدمات الاجتماعية والإنسانية المختلفة من طبيعتها، وفي سابقة من نوعها في حياة المؤسسة تكون فضاءات الاصطياف بوزارة العدل قد ساهمت في المجهود الوطني الجبار الذي تقوم به جميع مؤسسات الدولة ومختلف أطياف الشعب المغرب، في تلاحم وتاَزر وطني يقوده جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.

روبورتاج: خديجة الرحالي وياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.