وزير العدل يبسط في لقاء فكري رمضاني خمسَ مُرافعَات أساسية تؤكد أن الحريات الفردية لا تتعارضُ مع رُوح الدين الإِسلامي

0 474

أكد وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السيد عبد اللطيف وهبي؛ أن موضوع الحريات الفردية لم يعد ترفاً فكريا كما يحاول البعض اختزاله، بل هو مصلحة وطنية، وحاجة مجتمعية، لاتتعارض مطلقا مع الدين.

واختار السيد وهبي، أن يقدم مداخلته خلال اللقاء الفكري الرمضاني الذي استضافه مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، يومه الثلاثاء 11 أبريل 2023، بالمكتبة الوطنية حول “الحريات الفردية بين القيم الكونية والثوابت الوطنية”، أن يقدم عرضه انطلاقاً من صفاته كمناضل سياسي، وناشط حقُوقي، وَمثقَّفاً نَقْدِيّاً، ليؤكد بالقول: “هذا التَّمَوْقُع الوَاسِع والذِي يتَّسِع بِكُلِّ أَرْيَحِيَّة لِلْجمِيع يبْقَى هُو الأَقْربُ إِلَى قَلبِي مِنْ كُل الألْقَاب الأُخْرَى، وَانْطِلاقاً مِنْه سأَبْسُطُ رُؤْيَتِي التِي أُكَافِحُ مِن أَجْلِهَا بِكُلِّ قَناعَة وَاقتِنَاع، وذلِكَ بِصَرْفِ النَّظَر عنْ مُحَاوَلاتِي الجَارِيَة لِتَنْزِيلِهَا في شكل مشاريعَ قَوانِين”.

وبسط السيد وهبي لجموع الحاضرين الحاضرين خَمْسَ مُرافَعَاتٍ أساسية، المُرافعة الأولى تهم الحريات الفردية مَصلحة للوطن ومنفعة للجَميع، والمرافعة الثانية تخص الحريات الفردية صيرورة مجتمعية مغربية، أما المرافعة الثالثة فتتعلق بالحريات الفردية أساس الدولة الاجتماعية، والمرافعة الرابعة حول الحريات الفردية وروح الدين الإسلامي، وبخصوص المرافعة الخامسة فتخص دلالات الحلال والحرام في الإسلام.

وأوضح وهبي أن غايته هي أن يبرهن على أنَّ الحريات الفردية مصلحةٌ وطنية تستجيبُ لمقتضيات الحداثة ولا تتعارضُ مع روحِ الدين الإِسلامي؛ قائلاً في هذا الصدد: “الإسلام والحداثة يشتركانِ في القِيَم العُلْيَا نَفْسِهَا: الحُرية، الكرامة، المُساوَاة، العَدل، العَفو، المحبَّة، الرَّحمة، الحِكْمة، إلخ”.

وزاد مسترسلا في عرضه، “غَيْرَ أنِّي أُمَيِّزُ ابْتِدَاءً بَيْنَ الدِّين وَالفَهْمِ التَّارِيخِيِّ للدِّين: فَالدِّينُ شُعُورٌ نَابِع مِن فِطْرة كُلِّ شخص بِنحْو عَفْوِيٍ يتناسبُ مع شَخْصِيَّتِه، وذلك وِفْق تَعالِيم الذِّكْر الحَكِيم [ لَا إِكرَاهَ في الدِّين ] البقرة 256؛ [ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه] الإسراء 84؛ [ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ] البقرة148؛ [ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفسٍ إلّا عَليْها ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ] الأنعام 164؛ [ وَمَا أرسلْنَاكَ إِلاَّ رحْمةً للعَالمِين ] الأنبياء 107؛ [ لا إكراه في الدِّين ] البقرة 256؛ والآيات البيِّنات كَثِيرَات؛ أَمَّا الفَهْم التَّارِيخِي للدِّين فَتخْترِقُه وِجْهة نَظَر تَسلُّطِيَّة، مفادُها أنَّ الدِّينَ نمط واحِد، شاكِلةٌ واحدة، وِجْهة واحِدَة، ما يَعْني الإكْراه؛ والإِكْراهُ مَكْرُوهٌ في القُرآن”.

تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي؛ عبد الرفيع لقصيصر ومصطفى جوار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.