وهبي: رغم كثرة التحديات وجب الإقرار بوجود العديد من المظاهر الإيجابية والبناءة في مختلف مناحي الحياة العامة للمغاربة

0 510

في إطار افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، المنعقد ببوزنيقة اليوم 9 فبراير 2024، قال الأمين العام السيد عبد اللطيف وهبي، إن السياق الوطني الذي ينعقد فيه مؤتمرنا الخامس هذا، يؤكد أنه رغم الصعوبات الاقتصادية، والظروف المناخية الداخلية وكثرة التحديات، فلابد من الاعتراف بوجود العديد من المظاهر الإيجابية والبناءة في مختلف مناحي الحياة العامة للمغاربة، راكمتها بلادنا بفضل ذكائها الجماعي وإيمانها بالعمل المشترك تحت قيادة عاهل البلاد الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.

وأوضح وهبي أن أبرز وأهم مظهر إيجابي نعيشه في وطننا هو الاستقرار السياسي الديمقراطي الذي ما فتئ يتجسد في سلوكيات مختلف الفاعلين السياسيين داخل البلاد؛ ويتعمق كواقع لا رجعة فيه داخل المؤسسات الدستورية التي تشتغل كصرح مؤطر للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها بلادنا.

وأضاف، وهبي بالقول: “لقد مكننا هذا الاستقرار الديمقراطي في تحقيق العديد من الانتصارات وعلى رأسها انتصار عدالة قضية وحدتنا الترابية في كل المحافل الدولية، مما مكن بلادنا من استعادة مكانتها المرموقة في قارتنا الإفريقية، وعند شركائنا الغربيين الموثوقين، وطبعا عند أشقائنا العرب والمسلمين، وفي كل مناطق العالم”.

وبهذه المناسبة؛ عبر وهبي عن تقديره العالي لإسهام جميع المغاربة في تحقيق نصر وتقدم نوعي ضد خصوم الوحدة الترابية الوطنية، لم يكن ليتحقق في عالم من التحولات لا يؤمن إلا بالقوة لولا حكمة وتبصر ملكنا ووحدة صفنا الوطني وبسالة وشجاعة قواتنا المرابطة على حدودنا.

وأضاف المتحدث في ذات السياق، “لن تفوتنا هذه الفرصة اليوم دون أن أوجه رفقتكم ضيوفا ومؤتمرين، أسمى عبارات الشكر والتقدير للعمل الجبار الذي تقوم به القوات المسلحة الملكية المرابطة على الحدود لحماية أمن وسلامة ترابنا الوطني، ولكل قوات الأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة والسلطات المحلية، وكل نساء ورجال المغرب الذين لهم مسؤولية أمننا وسلامتنا ويكدون بتضحيات جسام في صمت ونكران للذات، كي يحيا وطننا في سلم وسلام وطمأنينة”.

وزاد بالقول” إن استقرارنا الديمقراطي؛ وانتصاراتنا في معركة وحدتنا الترابية؛ جعل العالم يشهد على أننا وطن وشعب واحد تحت رعاية ملك واحد موحد، نقف كوطن له جغرافية واحدة غير قابلة للتجزيء، وحدود ضاربة في التاريخ غير قابلة للمساس، نقف كشعب له قضية وله إيمان بقضية استنهاض كل مكونات الوطن من طنجة إلى الكويرة ومن مغاربة العالم من أجل التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي. وله إيمان بقدراته كشعب متنوع المكونات الثقافية، متشبث بالمشروعية التاريخية التي تتمتع بها ملكيتنا”.

وهبي أشار إلى أنه لكل ذلك استطاع المغرب أن يكون نموذجا في إنجاز الإصلاحات التي رآها ضرورية لتحديث اقتصاده ومؤسساته ليربح اندماجه في عصره، فلم يتردد في عصرنة ترسانته القانونية؛ وتجديد مؤسساته السياسية؛ وتحديث العلاقات المهنية والإنتاجية والاجتماعية لكل قطاعاته الحيوية، ويشهد له الجميع، وآخرها انتخابه على رأس مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة، على أن مصداقيته الإقليمية والدولية ديمقراطيا وحقوقيا وتنمويا نالها عن جدارة وبعمل دؤوب وصادق ليحتل مكانة محترمة في عالم اليوم، باستثناء عدمية الخصوم والجيران وغموض بعض الأصدقاء من دول أخرى الذين لم ينسجموا مع التحول المطلوب في القيم والأهداف التي كانوا يدعون إلى الالتزام بها، فعندما حقق المغرب أهدافه الاقتصادية والاجتماعية في الإصلاح والتنمية، واستطاع إحراز قاعدة واسعة من اندماجه الثقافي والترابي، لم يجد عند هذه الدول القليلة الوفاء والاعتراف بحقوقه في الوحدة الترابية والمعاملة الحضارية التي تليق به كدولة لها عراقة في التاريخ ووضع اعتباري في المحفل الدولي.

وفي ذات الصدد، أكد وهبي أن قوة المغرب اليوم، ملكا ووطنا وشعبا؛ تتجلى في الاتجاه الاستراتيجي الذي يبتدعه ويجسده أكثر مما تتجلى في النمو الذي يحققه، “وبالتالي فإننا كحزب ديمقراطي حداثي يجب ألا ننجر لنقاش أشباه القضايا التي يروج لها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب شفهي رديئ وجبان، ولا يجرؤ على كتابة مواقفه وتدوينها بمنطق يليق معه النقاش العلمي الديمقراطي”.


– تحرير: الشيخ الوالي/ تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.