بنسعيد: البام عاد بقوة سياسياً وتنظيمياً وعليه أن يكون مستعدا لكل السيناريوهات المقبلة خدمة لمصلحة الوطن والمواطن

0 2٬007

حل، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة السيد المهدي بنسعيد، مساء يوم الإثنين 12 ماي الجاري، ضيــــفا على عضوي المجلس الوطني للحزب السادة محمد صولوح وهشام عيروض، وذلك ضمن الندوة التواصلية المباشرة (عن بعد)، في إطار حلقة جديدة من مبادرة  PAM TALKS، والتي خصصت لموضوع: ” البام ما بعد المؤتمر الرابع”.
في مدخل حديثه، نوه بنسعيد بمبادرة  PAM TALKS، كمنصة للنقاش والتواصل بين مناضلات ومناضلي الحزب من جهة، إضافة إلى أنها تشكل مجالا يحظى بمتابعة عموم المواطنات والمواطنين بالشأن السياسي من جهة ثانية وخصوصا التعرف عن كثب أكثر فأكثر على تجربة حزب الأصالة والمعاصرة داخليا وتنظيميا وحضورا داخل المشهد السياسي- الحزبي الوطني.

الانخراط في حركة لكل الديمقراطيين

بنسعيد أشار إلى أنه كان من أوائل الشباب الذي انخرطوا في حزب الأصالة والمعاصرة وقبله حركة لكل الديمقراطيين سنة 2007، حيث ترسخت الإرادة للنضال من داخل الحزب السياسي، خاصة وأن البام شكل مجالا فتح أبوابه للشباب، يقول بنسعيد، وهو ما حفزنا بشكل جد إيجابي، وهو تجسد عمليا من خلال مشاركة وحضور العديد من الطاقات الشبابية خلال المؤتمر التأسيسي للحزب المنعقد شهر فبراير من عام 2009، بحيث أن الهاجس ظل كيف نمارس من داخل البام للسياسة أو العمل الحزبي بشكل مغاير، وهي الرغبة التي ما تزال حية في نفوس وطموحات كل الشباب الذين اختاروا النضال عبر الأصالة والمعاصرة. وأضاف بنسعيد في نفس الإطار، على أن هناك إرادة مستمرة لتخليق المشهد السياسي-الحزبي والمساهمة في خدمة المواطن، لأن الهدف العام والأساسي هو التجاوب مع انتظارات هذا المواطن وتساؤلاته المستمــــرة.

بنسعيد .. من الرباط إلى باريس وتشكل الوعي السياسي

بنسعيد من مواليد مدينة الرباط، ينتمي إلى عائلة مناضلة مارست السياسة، من خلال أبويه اللذان كانا عضوين فاعلين -خلال السبعينات والثمانينات- في منظمة “إلى الأمام” ذات التوجه اليساري الجذري، لكن هذا التوجه كان كما طموح جميع الشباب حينها، هو المساهمة في أن تمضي بلادنا إلى الأمام على مستوى مسار الرقي والتطور. وحتى أعمامي كانت لهم ميول سياسية يقول بنسعيد من خلال تواجدهم بالجمعيات الحقوقية والنقابات العمالية ..وفي سن الحادية عشر (ما بين 1993 و1994) التحقت بوالدي الذي كان منفيا بالديار الفرنسية منذ نهاية الثمانينات، حيث أمضيت بمعيته حوالي 4 سنوات، ورجعنا معا سنة 1999 إلى المغرب، حيث سأتابع دراستي في الرباط.

بعد عودته من المنفى، كان والد المهدي بنسعيد قد خف اهتمامه بالشأن السياسي، بالمقابل كان المهدي الشاب مهتما بالسياسة من موقع الملاحظ والمتتبع. وفي لحظة معينة سيعاود بنسعيد تجربة السفر إلى فرنسا من أجل استكمال دراساته العليا بجامعة تولوز حيث اختار الغوص في مجال الحقوق. وبحكم تواجد جالية مغربيـــة بهذا البلد، فإن ذلك شكل بالنسبة للمهدي وأقرانه فرصة للنقاش المستمر حول الأوضاع في المغرب وخاصة على المستوى السياسي ..
ما بين 2007 و2008، نظم بنسعيد وباقي الطلبة من جيله بفرنسا العديد من الندوات الفكرية، بعضها ناقش القضية الفلسطينية والتقارب بين اليهود والمسلمين مع استحضار النموذج المغربي بهذا الخصوص (التقارب)، كما جرى الاهتمام بتنظيم ندوات أخرى حول الشأن الحزبي ببلادنا وفتح باب التواصل مع مجموعة من الأحزاب التي كانت متواجدة بالساحة آنذاك لكننا ووجهنا بالصد، يقول بنسعيد.

بعد عودته من المنفى، كان والد المهدي بنسعيد قد خف اهتمامه بالشأن السياسي، بالمقابل كان المهدي الشاب مهتما بالسياسة من موقع الملاحظ والمتتبع. وفي لحظة معينة سيعاود بنسعيد تجربة السفر إلى فرنسا من أجل استكمال دراساته العليا بجامعة تولوز حيث اختار الغوص في مجال الحقوق. وبحكم تواجد جالية مغربيـــة بهذا البلد، فإن ذلك شكل بالنسبة للمهدي وأقرانه فرصة للنقاش المستمر حول الأوضاع في المغرب وخاصة على المستوى السياسي ..
ما بين 2007 و2008، نظم بنسعيد وباقي الطلبة من جيله بفرنسا العديد من الندوات الفكرية، بعضها ناقش القضية الفلسطينية والتقارب بين اليهود والمسلمين مع استحضار النموذج المغربي بهذا الخصوص (التقارب)، كما جرى الاهتمام بتنظيم ندوات أخرى حول الشأن الحزبي ببلادنا وفتح باب التواصل مع مجموعة من الأحزاب التي كانت متواجدة بالساحة آنذاك لكننا ووجهنا بالصد، يقول بنسعيد.

رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة.. أفق تواصلي جديد

في وقت لاحق، سيتم تأسيس “رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة” والذي تزامن مع تأسيس “حركة لكل الديمقراطيين”، فتولد لحظة إحساس بوجود تقارب بين الجانبين، فتم ربط التواصل من جانب الرابطة بالحركة التي كان يرأسها آنذاك السيد أحمد أخشيشن (وزير التعليم سابقا) وحصل تجاوب ملحوظ، وهو ما جعل الشباب النشيط بالرابطة يتعمق أكثر في الأهداف التي سطرتها الحركة، ومن هنا بدأ العمل داخل الحركة وبعدها البــــــام، يقول بنسعيد.

إلى ذلك، أوضح المتحدث أن الاختلاف بين المسار السياسي لأبويه ورغم اختلافه مع مسار البام، فإن ذلك لم يحل دون استكمال بنسعيد لتجربته السياسية الفتيـــة لأنه مؤمن كما أبويه بالديمقراطية والحداثة وهذه الأخيرة تستوجب الإيمان بالاختلاف واحترام رأي الآخر. وحتى النقاش تغيرت طبيعته ما بين السبعينات والثمانينات وما بين قبل 10 سنوات مضت، فاليوم السؤال في المغرب يهم الحريات والحقوق والنموذج الاقتصادي والنموذج التنموي وغيرها من الأوراش، مع وجود بعض التشابه في كون جيل السبعينات والثمانينات سعى بدوره إلى الترافع عن الحقوق والحريات ولعل ذلك ما تجسد في وقت لاحق في توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وتقرير الخمسينية، مضامين دافع عنها البام وما يزال منذ لحظة الـتأسيس إلى يومنا هذا، وعمل على تنزيلها من خلال تبني الديمقراطية الاجتماعية آلية اشتغال.

بنسعيد قال إنه مباشرة بعد نهاية مشواره الجامعي، اختار دخول غمار السياسة، وقبل ذلك كان يطمح إلى الاشتغال في منظمة دولية حيث سبق أن خاض تدريبا ميدانيا بمدينة القدس في إطار منظمة الأمم المتحدة، على اعتبار أن العلاقات الدولية والمجال الدبلوماسي كانت من ضمن الأشياء التي أثارت كثيرا اهتمام هذا الأخير. ويضيف بنسعيد: “كان هناك نقاش عائلي وسط العائلة بخصوص ولوجي عالم السياسة، لكني خضت التحدي وغامرت وكان الهاجس بالنسبة هو المحاولة مهما كانت النتائج”.

السياسة .. طموح الجيل الثالث من المغاربة

المتحدث استرسل في الإشارة إلى كون بداية عهده بالسياسة كان على تواصل دائمين بالسابقين في المجال حتى يستفيد من تجربتهم، وآمن بالعمل الذي يقوم به دون التفات لما يمكن أن يقال عنه، وأضاف أنه كأحد أبناء الجيل الثالث لما بعد الاستقلال فإن طموحه ظل هو العمل من داخل السياسة في الوقت الذي كانت تعيش فيه هذه الأخيرة وضعية سيئة، هذا الجيل يقدم أفقا واضحا للمواطنات والمواطنين من أجل المساهمة في مستقبل أفضل لبلادنا، ولو كانت أوجه التدخل عبارة عن مبادرات صغيرة لكن الأهم هو أنه تترك أثرا إيجابيا كبيرا.

كما أن واقع البناء والأوراش الموجودة في بلادنا اليوم ليست وليدة اليوم، بل جاءت نتيجة تضحيات الأجداد وصمود وإصرار الآباء ومشاركتهم الفعالة بهذا الخصوص، وعلى الجيل الحالي أن يتبنى نفس التصور ويواصل عملية البـــناء والتضحيات ليتواصل ذات النفس والتأثير الإيجابيين على ما هو قادم.
إلى ذلك، وعلاقة دوما بالعمل السياسي، قال بنسعيد إن دستور 2011 يمنح قوة ومجال اشتغال كبير للأحزاب السياسية في الوقت الذي كان تأثير هذه الأخيرة سابقا دون تملكها هذا الدعم الدستوري، وعلى هذا الأساس يجب أن تعزز الأحزاب دورها بشكل أكبر وتكون أكثر حضورا في المشهد السياسي الوطني ما دام الدستور يخول لها هذا الأمر.

بنسعيد ومجموعة من رفاق الدرب سيقدمون مقترحات عملية سنة 2010 اتخذت لها من العناوين شباب المغرب 2011 وذلك حتى تجد هذه الفئة مكانا لها وسط الأحزاب وداخل الانتخابات بشكل عام، حيث قوبل هذا الاقتراح بإيجابية من طرف كل الأحزاب باستثناء بعض أحزاب التي رفضت الأمر. وخلال مسار الحركة الاحتجاجية ل 20 فبراير 2011، أكد الشباب المغربي -من جهة- خلال هذه المحطة على قدراته وطاقاته وأنه “دينامو البلاد”.

اللائحة الوطنية للبرلمانيين الشباب

ولأنه من جهة أخرى من الصعب علـــى الأحزاب السياسية أن تخصص لوائح برلمانية خاصة بالشباب كان الحل هو “اللائحة الوطنية” (30 مقعدا برلمانيا للشباب) خاصة وأنه كانت هناك أرضية تتعلق بوجود اللائحة الوطنية الخاصة بالنساء.
وقع اختيار القيادة الوطنية آنذاك على مجموعة من الوجوه الشابة لتمثل اللائحة الوطنية البامية لدخول تجربة تشريعيات 2011، فإلى جانب المهدي بنسعيد، كان كل من يونس السكوري، سمير بلفقيه، والشرقاوي الروداني. وما بين 2011 و2013 أمضى بنسعيد فترة التعرف على التفاصيل الدقيقة لعمل المؤسسة البرلمانية من خلال الحضور المستمر بالجلسات العامة وحضور أشغال اللجان … إضافة إلى الانخراط في لجنة الخارجية إلى حين ترؤسها سنة 2013، ليكون بذلك أصغر رئيس لجنة خارجية على مستوى العالم. كما عزز بنسعيد تواصله مع المجتمع المدني بدعوتهم للحضور إلى مجلس النواب والاطلاع عن كثب على سير الأشغال البرلمانية به.

البام والنقاش المستجد حول تقنين الكيف والاقتصاد الرقمي

وضمن ال   PAM TALKS، علق بنسعيد على أحد الفيديوهات الذي كان يتطرق إلى موقف الأصالة والمعاصرة من “تقنين الكيف”، مشيرا إلى أن البام يترافع عن التقنين لما يمكن أن تشكله عملية التقنين من فرص لإنتاج الثورة واتباع نهج نماذج الدول (كندا، سويسرا) التي جعلت من الكيف مادة تستعمل في مجال صناعة الأدوية والنسيج وغيرها ولم تحصر مجال استخدامه في “الاستهلاك الشخصي”، وحتى الأمم المتحدة تدعم توجه التقنين للأغراض الطبية وغيرها من المجالات ذات الصلة. وفي سياق متصل، قال بنسعيد إن الأزمة الراهنة على سبيل المثال أفرزت الحاجة إلى مجالات كان الاهتمام بها أقل شأن كما هو الحال بالنسبة “للاقتصاد الرقمي”، وهي إمكانيات أو بالأحرى مداخيل، الدولة اليوم في حاجة ماسة إليها أكثر من أي وقت مضى خصوصا مع التبعات المحتملة اقتصاديا للأزمة التي تسببت فيها جائحة كورونا.

البام .. المؤتمر الوطني الرابع

اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة أن المؤتمر الوطني الرابع كان ناجحا ومتميزا، مع تسجيل بعض “الخرجات” التي كان بالإمكان تفاديها خاصة في الجلسة الافتتاحية التي لا يقتصر فيها الحضور على المؤتمرات والمؤتمرين وإنما يشمل ضيوفا من داخل الوطن وخارجه. لكن النقاش الذي حدث يومها له وجه إيجابي على اعتبار أنه كسر إيقاع “الإجماع” بشكل أو بآخر على شخص واحد. وأضاف بنسعيد أنه وحتى قبل انعقاد المؤتمر فإن الخلاف لم يكن حول الأفكار والتصورات ولكن هم بالأساس طريقة تدبير الحزب.

تدبير الحزب يجب أن يكون “حداثيا” ويسعى إلى “التغيير الإيجابي” ويكون منفتحا على الجميع، جميع مكونات الحزب من مناضلات ومناضلين. وهذا هو صلب تصور عمل القيادة الوطنية في شخص السيد عبد اللطيف وهبي إضافة أعضاء المكتب السياسي وعموم المناضلات والمناضلين، وجاري البحث في الوقت الراهن عن السبل التي من شأنها أن تقوي عملية “الانفتاح” حتى في عملية اتخاذ القرار، فهذا الأخير يجب أن يبنى كفكــــرة وتصور منطلقا من مجموعة من الأفكار الصغيرة التي تتحول، بعد مزجها وتنقيحها، إلى فكرة كبيرة.

خبراء باميين لتشخيص الوضعية الاقتصادية ببلادنا

واستحضر بنسعيد كمثال بهذا الخصوص تكليف الأمين العام لمجموعة من الخبراء على مستوى الحزب من أجل إعداد تصور/ برنامج عمل حول “الوضعية الاقتصادية” ببلادنا، برنامج عمل لم تغلق الأبواب حول تقديم مقترحات بشأنه، ولكنه يشكل انطلاقة عمل، في انتظار مساهمة البرلمانيين (نواب، مستشارين)، إضافة إلى الاستماع إلى رأي (مساهمة) المجلس الوطني، كما أن برنامج العمل سيكون منفتحا على جميع المشتغلين في المجالات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي، لتعزيز مضامينه بالأفكار والمقترحات حتى الوصول إلى وثيقة حزبيــــــــــــة شاملة بمساهمة جماعية، وثيقة ستوجه إلى الحكومة وباقي المؤسسات، بهدف الإدلاء بصوت البام في الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية التي تمر منها بلادنا.
البام .. Smart PAM

قال المهدي بنسعيد إن الحاجة إلـــى الرقمنة في بلادنا باتت أمرا ضروريا وملحا لعدة أسباب، فالمواطن يستخدم الأدوات الرقمية في العديد من مناحي الحياة. وحزب الأصالة والمعاصرة من جانبه عليه أن ينخرط في هذه الدينامية لكسب الرهان ومختلف التحديات المطروحة حاليا، والأكثر من ذلك ينتظر من البام أن يكون سباقا في هذا المجال ويطرح أفكارا لم تطرح من قبل في المجال السياسي وطنيا ودوليا، وهذا من شأنه أن يدعم عمل المنتخبين المحليين وعمل المنتخب الحزبي من داخل القبة البرلمانية في الترافع عن مختلف القضايا التي تهم المواطن.

البام .. قرارات ما بعد المؤتمر

أوضح بنسعيد أنه مباشرة بعد المؤتمر الوطني الرابع، كانت هناك فكرة لعقد دورة المجلس الوطني يوم 09 مارس 2020، إلا أن تفشي جائحة كورونا وحفاظا على صحة وسلامة المناضلات والمناضلين حالا دون ذلك، وبالتالي تقرر تأجيل انعقاد الدورة (وضمنه تأجيل تشكيل المكتب السياسي) بعد نقاش طويل بين القيادة الوطنية للحزب ورئاسة المجلس الوطني.

كان من المنتظر أن يقدم الأمين العام في ذات الدورة برنامج عمل على أساس تنظيم 12 لقاء جهويا ما بين مارس وأبريل بهدف انتخاب الأمناء الجهويين من طرف المناضلات والمناضلين في الجهات، خاصة وأن البام يجب أن يستعد للاستحقاقات المقبلة المنتظر تنظيمها سنة 2021، إضافة إلى الإشكالية التنظيمية ذات الصلة. وأمام الوضع الراهن الناجم عن تفشي كورونا ارتأى الأمين العام الوطني تفعيل القانون الداخلي باعتباره رئيسا للمكتب السياسي وضمنه الصلاحية التي يخولها لها القانون بتعيين أربعة أعضاء من جانبه على مستوى المكتب، كما أن المكتب يضم بحكم نفس القانون عضوية رئيسة المجلس ورؤساء الجهات، ورئيسا الفريقين النيابيين، في انتظار تحديد أسماء ال 30 عضوا آخرين الذين سينتخبهم المجلس الوطني.

وعلى هذا الأساس فاجتماعات المكتب السياسي -عن بعد- تمت من أجل عدم استفراد الأمين العام بالقرار والتشاور المشترك بشأن كل القرارات التي ستتخذ، خصوصا في ظل الظرفية الاستثنائية التي لا يعيشها المغرب فحسب بل كل العالم. وأمام هذا الوضع لم يعد بالإمكان الارتكان إلــى الوراء والجلوس في مقعد المتفرج، يقول بنسعيد، ولهذا بادر حزب الأصالة والمعاصرة -في إطار التكيف مع الوضع- إلى القيام بخطوات عملية حتى يفعل حضوره ويظل متواجدا مشتغلا كما هو الشأن بالنسبة لباقي الأحزاب والمؤسسات (البرلمان نموذجا).

فيما يتعلق بالأمناء الجهويين، فإن تعيينهم هو بشكل “مؤقت” كما جاء في نص البلاغ الصادر في هذا السياق، وهو معطى منصوص عليه في القانون الأساسي للحزب، يضيف بنسعيد، حيث أن المكتب السياسي يشرف على التنظيم الجهوي إلى حين انعقاد المؤتمر الجهوي. وعلى الأمناء الجهويين المعينين تدبير هذه المرحلة المؤقتة بالتواصل مع المناضلات والمناضلين، أعضاء المجلس الوطني والبرلمانيين (النواب، المستشارين)، إضافة إلى المساهمة في دعم الدولة في تدبيرها للجائحة، وتقديم مقترحات فيما الخروج من الأزمة الاقتصادية.
بالمقابل، أوضح بنسعيد أن صفحة ما يسمى بتيار “الشرعية” وتيار “المستقبل” (الصفحة) طويت بشكل نهائي، والحزب يواصل البناء في تناغم تام مع الإيمان بالمؤسســـة وليس الشخصنة وتكريس الريع .. وهي أشياء تم الاتفاق بشأنها خلال انعقاد أشغال المؤتمر الوطني الرابع، المؤتمر الذي رفع شعار: “كسب الرهان”.

البام .. تجديد وتحرير الطاقات

يجب العمل على بناء تنظيم قوي بمشاركة المناضلات والمناضلين والمواطنات والمواطنين، مع الوعي التام بأن ما يضحون به من جهد ووقت هو في سبيل الدفاع عن أمور إيجابية تخدم الصالح العام. إضافة إلى العمل على تكوين منتخبات ومنتخبين “محليين” قادرين على التواجد بنفس قوة التنظيم في المجال الترابي المحلي ولديهم كل الكفاءة والطاقة من أجل إيصال صوت “المحلي” إلى المركزي، وهذا لن يتحقق إلا بدعـــــم الحزب، خصوصا في ظل بعض الإكراهات التي تكون مطروحة وتحتاج إلى هذا الدعم. وفي هذا السياق تقرر على مستوى رئاستي الفريقين البرلمانيين للحزب تشكيل مكتب للتواصل مع جميع المنتخبات والمنتخبين لتكون بمثابة الخيط الناظم ما بين الجماعة الترابية والوزارة المعنيـــة بشأن أي إشكال مطروح.

بنسعيد، ثمن المبادرات التواصلية الكبيرة للأمين العام، كما أن على أعضاء المكتب السياسي بما فيهم رئيسا الفريقين البرلمانيين، وأيضا الأمناء الجهويين أن يعملوا على تقوية حضورهم التواصلي لخلق نوع من التكامل في العمل بين كل مكونات حزب الأصالة والمعاصرة. إضافة إلى تفعيل -في وقت لاحق- لاستراتيجية تقوم على أساس تفعيل الطاقات الحزبية في مختلف المجالات، وتغليب كفة كون البام جاء لخدمة الوطن وليس للدخول في خلافات داخلية هامشية.

البام .. التحالفات، الاستحقاقات المقبلة

ذكر عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة أن المواطن هو الذي يحسم أمر حصول الأحزاب على الأصوات وكذلك نفس الشيء بالنسبة لتموقعها في المشهد السياسي إثر إجراء الانتخابات. فكل الأحزاب التي تخوض الانتخابات يكون طموحها هو احتلال الرتبة الأولــــى وإقناع أغلبية المواطنات والمواطنين ببرامجها الحزبية. وأكد بنسعيد على أن البـــــام سيبذل كل جهده لاحتلال الصف الأول في الاستحقاقات المقبلة وإقناع المواطن بالمغربي بفعالية ونجاعة المشروع المجتمعي للبام حيث أن الديمقراطية الاجتماعية من شأنها التخفيف من الأزمات التي تشهدها العديد من القطاعات. مضيفا بالقول: “الخطوط الحمراء لا تهم التحالفات، وإنما تخص القطاعات اللصيقة بيوميات المواطن وضمنها التعليم واستقرار البلد، الصحة ..”. هذه الديمقراطية الاجتماعية من منظور البام يجب تفعيلها على مستوى ممارسات بعض المؤسسات، حيث أن الأبناك مثلا يجب أن يتحول دورها التقليدي من الدائن إلى الشريك في مواكبة المشاريع الاقتصادية وخاصة المقاولات المتوسطة والصغرى، تحريكا للدينامية الاقتصادية والاجتماعية.

بخصوص التحالفات السياسية، يرى بنسعيد أن هذه الأخيرة تتأسس إما على “الإيديولوجية” أو “البراغماتية”، ويبقى للمجلس الوطني القرار الحاسم بشأنها، سواء تعلق الأمر بتحالف إيديولوجي أو براغماتي وتسطير برنامج عمل في حال عدم احتلال البام الرتبة الأولى والتوافق بشأنه بين كل الأحزاب التي ستقود التجربة الحكومية لمدة 5 سنوات، مع التأكيد على الرجوع دوما إلى المواطن كل سنة أو سنة ونصف لاستعراض ما تم إنجازه على مستوى البرنامج الحكومي، والتدقيق في مدى الالتزام بمضامين البرنامج الانتخابي من جانب آخر. وشدد بنسعيد في سياق متصل على أن المرحلة المقبلة في بلادنا صعبـــة ولم يتم بعد الحسم في الأجندة المقبلة (تنظيم الانتخابات من عدمها أو تأجيلها، اللجوء إلى خيار “حكومة وحدة وطنية” ..)، وعلى هذا الأساس فعلى البام أن يكون مستعدا لكل السيناريوهات لصالح المواطن المغربي.

رأي في 3 أسمــــــــــــــاء

–         رئيسة المجلس الوطني السيدة فاطمة الزهراء المنصوري: مناضلة ضحت بوقتها وصحتها من أجل الحزب والوطن، تعرفت عليها كبرلمانية وجمعتني معها الولاية الممتدة ما بين 2011 و2016. أعتبرها بمثابة أختي الكبيرة ذات المواقف الشجاعة.
–         البرلمانية وعضو المكتب السياسي سابقا السيدة خديجة الرويسي: نموذج المناضلة الثابتة المدافعة عن مواقف بقوة وشراســــة، صامدة رغم كل الانتقادات التي تعرضها عليها في العديد من المواقف.
–         عمدة الرباط عن حزب العدالة والتنمية السيد محمد الصديقي: أحترمه وأقدره كشخص وكعمدة، لكن العاصمة في حاجة إلى شخصية قوية تعرف تاريخ المدينة وحاجيات ساكنتها.

مــــــــــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.