العبدي يثمن جهود المرأة البرلمانية في مد الجسور وتعزيز سبل الثقة بين بلدان الجنوب

0 954

وجه رشيد العبدي، نائب رئيس مجلس النواب والنائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، كلمة افتتاحية للمشاركات و للمشاركين في أشغال المائدة المستديرة المنظمة من قبل لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، بتعاون مع منتدى النساء الأفريقيات، اليوم الأربعاء 28 نونبر 2018، حول موضوع «دور المرأة البرلمانية في تعزيز التعاون جنوب ـ جنوب».

وأكد العبدي في كلمته، التي ألقاها نيابة عن الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب الذي يوجد في مهمة خارج المغرب، أن هذا اللقاء، الذي ينعقد ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى النساء الأفريقيات، يجمع في العمق بين موضوعين هامين بالنسبة لمجلس النواب وللمملكة المغربية، وهما موضوع الوضع الاعتباري للمرأة كبرلمانية فاعلة وكإفريقية لها دور في تقوية التعاون والحوار والتضامن بين بلدان الجنوب، وموضوع قارتنا الأفريقية الذي يلقي بظلاله على هذه المائدة المستديرة وانشغالاتها ورهاناتها الفكرية والثقافية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية والسياسة.

واعتبر العبدي أن اختيار هذا الموضوع بأبعاده المتعددة ينبثق من عمق الانشغال الكوني والأفريقي الراهن بدور المرأة، وتحديدا المرأة الفاعلة في الحقل البرلماني وفي عمق الممارسات الديمقراطية، في مد الجسور، وتعزيز سبل الثقة بين بلدان الجنوب، وتنشيط دبلوماسية موازية شعبية على أسس جديدة وقيم ومبادئ إنسانية، واستنادا على مواثيق ومعاهدات أممية متعددة، خصوصا ما يهم بناء شبكات أفريقية فعالة قائمة على إيلاء الاعتبار اللازم للنساء والشباب، وبالأساس في واجهات العمل البرلماني داخل بلداننا، وفي المنتديات البرلمانية الإقليمية والجهوية والدولية.

وقال نائب رئيس مجلس النواب «بالنسبة لنا في المغرب، لاشك أننا جميعا أصبحنا ندرك معنى وقيمة وأثر خيار المملكة الاستراتيجي في دعم وتقوية كافة أوجه التعاون جنوب – جنوب، وهو ما دعا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بل وظل جلالته يلح عليه تقريبا في كافة خطبه ورسائله السياسية في عدد من المنتديات والمناسبات الأفريقية والعالمية ساعيا إلى إقناع الجميع بأن أفريقيا باتت تشكل مستقبلا إنسانيا، ومن تم شكلت عودة المغرب إلى الحظيرة الأفريقية إشارة ثمينة في هذا الاتجاه»، مشيرا في هذا الصدد إلى حرص مجلس النواب في ولايته الحالية، ولأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية في المغرب، على إحداث مجموعة موضوعاتية حول الشؤون الأفريقية وحول المناصفة والمساواة بين الجنسين، كما عمد المجلس إلى التنصيص على هذه المجموعة في نظامه الداخلي.

وأضاف ذات المتحدث «قد لا أحتاج إلى التذكير بالأدوار الفعلية الملموسة التي نهضت بها البرلمانيات المغربيات شأن زملائهن البرلمانيين في حقول التشريع، ومراقبة العمل الحكومي، وتقييم السياسات العمومية، وفضلا عن حضورهن البارز في مجال الدبلوماسية البرلمانية كأعضاء في وفود برلمانية، وشعب ومجموعات صداقة، وفي ترؤس بعض هذه الوفود والمجموعات بل في تحمل مسؤوليات قيادية داخل بعض المنظمات البرلمانية الجهوية والدولية، وفي لجنها التنفيذية ولجنها الموضوعاتية والتنظيمية والدراسية »، مبرزا «ويبقى الأهم في ذلك كله هو ما أبدته البرلمانية المغربية من انخراط نضالي في الدفاع عن حقوق المرأة ودورها التنموي كما نصت عليه خطط الأمم المتحدة، سواء في علائق المرأة بالسلم والأمن، أو بحقوق الإنسان ومناهضة التمييز، أو التنمية الاجتماعية وقضايا السكان والتنمية، وخصوصا التأكيد على مبدأ تعزيز المساواة على أساس النوع، دون أن أنسى ما ظلت البرلمانيات تخدمنه على مستوى الشراكة الجديدة لتنمية قارتنا الأفريقية وضمان المشاركة التامة للنساء الأفريقيات في كافة المشاريع التنموية داخل القارة، وفي اتجاه مد الجسور التنموية جنوب-جنوب ».

«ويقتضي المقام في هذه المائدة المستديرة، يقول العبدي، الإشارة إلى أن معركة المرأة البرلمانية هي جزء لا يتجزأ من معارك كافة النساء الأفريقيات، بكل أشكالها وفي كافة الحقول والمجالات، كما أنها معركة لا تزال في بداياتها، وذلك بالنظر إلى حجم المصاعب والمثبطات والعراقيل بل والمخاطر التي تعترض النساء والفتيات في حياتهن اليومية، وفي أماكن عملهن وتحركهن، وفي التزامهن السياسي والحقوقي، وحتى على مستوى نمائهن الجسدي والنفسي»، مضيفا «دور المرأة البرلمانية الأفريقية في تعزيز الدبلوماسية البينية جنوب-جنوب كأولوية في حوار هذه المائدة المستديرة لا يمكنه أن يمنعها من توسيع التأمل وتعميق النظر في معيقات نهوض المرأة في قارتنا بهذا الدور، فالقضايا متداخلة، ومتعددة الأبعاد، وتتصل بمكانة المرأة في المجتمع، ومكانتها في الحقل السياسي، وحجم حضورها في الفضاء البرلماني، كما تتصل بطبيعة النظرة السائدة في مجتمعاتنا تجاهها، وبما لا يزال سائدا لدى فئات وشرائح واسعة من الذكور، وأحيانا من بعض فئات وشرائح النساء أنفسهن، من اقتناعات سلبية ترفض أي دور للمرأة في العمل وفي القيادة والمساهمة في مشاريع الإصلاح والتغيير والبناء المؤسساتي على أسس ديموقراطية، حديثة وعقلانية».

وختم رشيد العبدي مداخلته بالقول «من يستعمل عقله ومنطقه وحسه الإنساني قد لا يكون بالضرورة في حاجة إلى كل هذا التراكم الهائل من المواثيق والاتفاقيات والعهود الدولية والإقليمية التي تكرم المرأة وتثمن حقوقها وأدوارها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لكي يقتنع، على الأقل، بأن أمه أو زوجته أو أخته أو جدته أو عمته أو خالته تمثل قيما معينة أو تعبر عنها ؛ وبأن حياتنا البشرية ستكون بلا معنى بدون هذه القيم، وبدون هذا الحضور النسوي الخلاق الذي كرمته كافة الأديان والحضارات والثقافات»، مضيفا «مع ذلك، فإن حجم التحولات المعاصرة التي تبدو النساء في قلبها وممن يحركها، لا يمكنه إلا أن يبعث على الأمل في أن العالم الراهن وكذا عالم المستقبل لا يمكنهما مواصلة الطريق بدون نساء، وبدون فعاليتهن وحضورهن وأدائهن وكلمتهن وإبداعهن ومتخيلهم وروحهن الوثابة المؤثرة في الأنساق التربوية والروحية والأخلاقية والثقافية واللغوية والاجتماعية».

سارة الرمشي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.