الغلبزوري: أسباب وجود البام ما تزال قائمـــة والأكيد أنه سيلعب أدوارا مهمة ورئيسية في المستقبل

0 658

جدد، الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة السيد عبد اللطيف الغلبزوري، التأكيد على أن تأسيس البام قبل 12 سنة مضت، كان ضرورة أملتها سياقات المشهد الحزبي، بحيث أن الفترة الفاصلة ما بين 2007 و2008 كان المشهد المشار إليه خلالها يشهد نوعا من الترهل والضعف الناجم عن أسباب مختلفة، تداخل فيها ما هو ذاتي مرتبط بالبيت الداخلي للأحزاب وظروف موضوعية أخرى ذات بعد وطني وإقليمي.

واسترسل الغلبزوري بالإشارة إلى أنه وأمام هذا الوضع الذي كان عنوانه فقدان شريحة مجتمعية واسعة من المجتمع المغربي للثقــــة في الأحزاب خصوصا والممارسة السياسية بشكل عام، لاحت في الأفق بين مجموعة من النخب الشابة فكرة إحداث “رجــــــة” إيجابية على مستوى المشهد السياسي المغربي، نخب تمرس بعضها في مدرسة اليسار وآخرون جربوا الاعتقال السياسي والبعض الآخر جاء من مدارس سياسية مختلفة ومنهم من يدخل المعترك لأول مرة في مشواره.

البدايــــة كانت مع حركة لكل الديمقراطيين، يقول الغلبزوري، ثم بعدها تم الانتقال إلى العمل من داخل إطار حزب الأصالة والمعاصرة، حزب جعل من المشروع الديمقراطي المجتمعي الحداثي نبراسا لاشتغاله الميداني والتواصلي والترافعي عن ما يشغل بال الرأي العام الوطني من قضايا وملفات مختلفة. حزب متح بالأساس من معين توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة كتجربة حقوقية رائدة في العالم بالإضافة إلى تقرير الخميسينية الذي كان قد رســــم حينها بالمؤشرات والمعطيات الخطوط التشخيصية الدقيقة لوضعية المغرب: سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا .. وأمام هذا الوضع ارتأى حزب الأصالة والمعاصرة دخول غمــــــار التجربة للمساهمة من جانبـــــــه إلى جانب فرقاء آخرين في إحداث التغيير المنشود، ضمن مرحلة كان فيها المغرب يشهد فيها مؤسساتيا العديد من الأوراش الإصلاحية الكبيرة.

وفي سياق متصل، اعتبر الغلبزوري أن الحزب بالرغم من عدة إكراهات ميزت مسار اشتغاله لأزيد من عقد من الزمن، فإنه قام بأدوار مهمة في الحقل السياسي المغربي، وخلق بفضل مناضلاته ومناضليه في الأقاليم والجهات نوعا من التميز على مستوى الأداء السياسي- الحزبي، وغير من النظرة النمطية التقليدية التي كانت للمواطن تجاه الأحزاب والمشهد السياسي بشكل عام، كما أن الحزب قدم إضافة نوعية تتجلى على وجه الخصوص في الحد من هيمنة تيار واحد على المشهد السياسي والانتخابي، وهو ما فسح المجال أكثر للتنافس بين الفرقاء السياسيين على أساس برامج انتخابية وقوة الإقناع، إقناع المواطن بجدوى العملية السياسية من جهة وقوة مضمونه البرنامج الانتخابي.

ولعل حزب الأصالة والمعاصرة قد جسد هذا التميز الميداني من خلال احتلاله الرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية لشتنبر 2015 مما مكنه من تدبير 5 جهات بالتزامن مع انطلاق تفعيل ورش الجهوية المتقدمة ببلادنا، بالإضافة إلى أزيد من 20 مجلس إقليمي و355 مجلس جماعة ما بين حضرية وقروية وكذا توفره على أكثر من 6000 مستشارة ومستشار جماعي.

كما أن للحزب اليوم، وبعد مرور 12 سنة على التأسيس والتواجد في المشهد السياسي-الحزبي المغربي- ما يكفي من الكفاءات والمقدرات وبرامج العمل الميدانية التي من شأنها إحداث التغيير الإيجابي، وهذا دليل على أن أسباب وجود البام ما تزال قائمــــة، والأكيد أنه سيلعب أدوارا مهمة ورئيسية في المستقبل وسيساهم بكل مكوناته قيادات وقواعد في بناء المغرب الحديث، مغرب الانتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان والعدالة المجالية والكرامة الاجتماعية، ويدعم في الوقت الراهن هذا المجهود الوطني الكبير بقيادة جلالة الملك محمد السادس في معالجة تبعات مختلفة أفرزتها جائحة كورونا التي تفشت في المغرب على غرار باقي دول المعمور، يختم الغلبزوري.

مــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.