بنشماش بعد فوزه برئاسة مجلس المستشارين يتعهد باستكمال الأوراش الاستراتيجية التي فتحها المجلس

0 2٬203

جدد أعضاء مجلس المستشارين الثقة في السيد حكيم بنشماش، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، للظفر بولاية ثانية على رأس المجلس، خلال الانتخابات التي أجريت اليوم الاثنين 15 أكتوبر 2018، طبقا لأحكام الفصل 63 من الدستور.

وحصل السيد بنشماش على 63 صوتا مقابل 19 صوت لمنافسه نبيل شيخي، مرشح حزب العدالة والتنمية، من أصل 91 صوت معبر عنه، فيما بلغ عدد الممتنعين عن التصويت 28 عضوا والأصوات الملغاة صوت واحد، بالإضافة إلى تصويت 8 مستشارين بالورقة البيضاء.

وعقب هذا الفوز، ألقى رئيس مجلس المستشارين كلمة أكد من خلالها أن الثقة التي حظي بها لتحمل مسؤولية رئاسة مجلس المستشارين، بثقلها الوطني وبجسامة حمولتها السياسية والمؤسساتية، تشكل عربون الثقة في الاستمرارية والبناء واستكمال تنفيذ البرامج والأوراش الاستراتيجية التي فتحها المجلس، مبرزا أن هذه الأوراش مسلتهمة من روح الدستور الذي يجعل من مجلس المستشارين رافعة مؤسساتية حقيقية ينتظر منها أن تضطلع بمسؤولياتها كاملة لمواكبة ودعم الأوراش والديناميات الإصلاحية المطروحة على جدول أعمال بلادنا.

وعبر حكيم بن شماش، في كلمته، عن اعتزازه بالروح الديمقراطية العالية التي جسدها أعضاء المجلس، قبل وأثناء العملية الانتخابية الخاصة باختيار رئيس جديد للمجلس، مؤكدا أن هذا التباري الديمقراطي يقوي قناعته بالعمل الجماعي والتشاركي والتعبئة المستمرة للاستغال وفق الأفق الذي حث عليه صاحب الجلالة يوم الجمعة الأخيرة بمناسبة افتتاح هذه التشريعية، حينما قال “فأنتم داخل هذه المؤسسة الموقرة، تشكلون أسرة واحدة ومتكاملة، لا فرق بينكم، مثلما يعبر عن ذلك لباسكم المغربي الموحد، رغم اختلاف انتماءاتكم الحزبية والاجتماعية. فالمصلحة الوطنية واحدة، والتحديات واحدة. ويبقى الأهم هو نتيجة عملكم الجماعي”.

وقال رئيس مجلس المستشارين “لعل من مسؤوليتنا جميعا في هذه اللحظة الحبلى بالتحديات، التحديات من كل نوع، سواء تلك المرتبطة بما ينتظر منا أن نقدمه كمساهمة لمجابهة ما يأتينا من مخاطر وتحديات من البيئة الجهوية والدولية شديدة التعقيد، أو تلك المتعلقة بتحديات المساهمة الفاعلة، في نطاق الأدوار الدستورية للمجلس، في أجرأة ما حدده جلالة الملك، ببصيرته الاستراتيجية، في خطبه ورسائله السامية، من أوليات ومنها على سبيل المثال لا الحصر، السعي الحثيث للانخراط وتفعيل الفلسفة العميقة لصاحب الجلالة عندما حدد لهذه السنة شعار “روح المسؤولية والعمل الجاد”.

وأضاف “من مسؤوليتنا كذلك العمل الجماعي والتشاركي من أجل الانكباب على الأولويات ذات الصلة، على الخصوص، بالبناء التشاركي لنموذج تنموي مغربي جديد، وتسريع مسار الجهوية المتقدمة، وإنتاج استراتيجية وطنية مندمجة للشباب، وإيجاد حلول مبتكرة في مجال التشغيل، وعرض وطني جديد للتكوين المهني، وتجديد النسيج الوطني للوساطة الاجتماعية والمدنية والسياسية وإعادة بناء منظومة الحوار الاجتماعي”.

حكيم بنشماش شدد على أن نجاح مجلس المستشارين، فيما ينتظر منه كمؤسسة برلمانية من مساهمة بناءة في رفع هذه التحديات الخارجية والداخلية، يتوقف، في قدر كبير منه، على الاستمرار، بروح وطنية عالية، في العمل الجماعي والتضامني الذي تم إنجازه بتظافر جهور الجميع، مكتبا، وفرقا، ومجموعات ولجانا، وأغلبية ومعارضة، في مجالات وآليات مهيكلة، كالعدالة الاجتماعية والمجالية، وتمكين الجماعات الترابية والفاعلين المهنيين والنقابيين والمدنيين من صوت برلماني، والأعمال التجارية وحقوق الإنسان، وإعادة بناء الإطار المرجعي للسياسات العمومية حول أهداف التنمية المستدامة، وتكيف تلك السياسات مع الاستحقاقات المتعلقة بمواجهة آثار التغيرات المناخية، وهي مجالات وثيقة الصلة بالأولويات الكبرى للحظة الاجتماعية والاقتصادية الراهنة.

وختم حكيم بنشماش كلمته بالقول “إني إذ أتطلع وإياكم إلى مجلس مبتكر ومبدع والرفع من منسوب المسؤولية المقرونة بالعمل الجاد والمنتج، والاستثمار في إذكاء وعينا الجماعي للبناء التشاركي لمقومات التدبير الناجع والفعال للشأن البرلماني، فلا يسعنا، انطلاقا ليس فقط من إيماننا العميق بالأدوار الكبيرة التي تضطلع بها الإدارة البرلمانية، وتقديرا منا للكفاءات العالية التي يزخر بها هذا المجلس كما أكدناه دائما، بل انطلاقا من التزاماتنا بمواصلة الأوراش المفتوحة، لا يسعنا إلا الاستمرار في عصرنة وتحديث إدارة مجلس المستشارين، والرفع من وثيرة تمتين المكتسبات الاجتماعية وتحسينها وإغنائها انسجاما مع تطلعات وانتظارات البنيات الإدارية للمجلس وموارده البشرية”.

سارة الرمشي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.